الاأشياء المنتجه للارهاب " ومسؤوليه الشعب أزائها/حسين الشويلي

Tue, 21 May 2013 الساعة : 1:07

العراق بشقيه السياسي والاجتماعي يمتاز عن باقي دول العالم بأختلاف قومياته ولغاته بميزات مفصليه وكل ما يطفو على السطح من أحداث أمنيه وسياسيه وأجتماعيه نتاج حتمي لتلك الميزات " لان سلوك الانسان والذي هو كائن أجتماعي أي جزء من المجتمع يحدد نوعيه الطابع الكلي للاداء السياسي والاجتماعي والذي ينعكس على الجانب الامني فأي أنحدار في الاخلاق والقيم الانسانيه هو رفع لمنسوب الجريمه بأنواعها الجنائيه والماليه ولهذا مهمه الدين لا أن يبني لنا مصنعا أو يعبّد لنا طريقاً بل ليبني الانسان من الداخل ليهيئه أن يكون عنصراً منتجاً أجتماعيا والانسان من يصنع الاله والجهاز ويعمر الحياه . لان من أخترع الاشياء ليس لانه مسيحي أو يهودي بل لانه أنسان يملك طاقات فكريه قام باستغلالها فأنتج المصنوعات . وليس لانتمائه المكاني أي تأثير . والدين منظومه فكريه وأخلاقيه قادره على أنتاج الانسان المثالي المفكر والذي يتحلى مع الفكر بالاخلاق والقيم الانسانيه المجرده . والاسلام الدين الذي يشترط الاخلاق مع الفكر كي لايكون الفكر الذي لارقاربه من الضمير والاخلاق عليه سبب لمأساة البشريه . والسبب للانحدار الفكري والاخلاقي عند بعض مسلمي الجغرافيه هو فهم الدين من دعاة الدين أو قرأوا كتب الدين بنظارات بدويه لاتعير للفكر والاخلاق وزناً فالعامل التأريخي مازال قائماً ومتحكماً وما الاسلام الا هويه عائمه لامضمون لها عند الكثيرين " وللعراق خصوصيته المستقاة من خصوصيه تأريخه الذي يختلف عن بقيه دول المنطقه لاعتبارات تأريخيه ومكانيه .
فالمواضعات التأريخيه من شكلت نوع الشخصيه العراقيه المعروفه بجمع الاضداد بالشكل الذي نعاني منه اليوم على كافه الاصعده والمستويات " لان التأريخ العراقي هو تأريخ الاقطاعيات ( الدينيه ) والسياسيه وصراع مستمر بين المذاهب والمدارس الاجتماعيه فأنتجت تلك الصراعات خلطه من الاكاذيب ونسب الحقائق الى غير اصحابها وأستخدام الدين لتبرير الظلم وأستعباد الانسان ونفاقيات كثيره ومتشعبه وسُميت تلك السلّه تأريخاً !
ولنحاكم واقعنا بقانون المجتمعات الانسانيه الاخرى لنعرف حجمنا الحقيقي كي لانستمر بأرتكاب الاخطاء والابتعاد عن تشخيص أمراضنا الاجتماعيه والتي تكمن في التكوين النفسي للمجموع العراقي " ونقلل من أتهام الاخرين بايذائنا وتخريب بلدنا !
ولنبدأ بالجانب السياسي والذي هو نتاج للطبيعه الاجتماعيه فكلما كان المجتمع قريب أو لصيق بالقيم الانسانيه ومتعاون مع أجزائه ومحب للخير تولّد عن منظومه سياسيه متكامله ولو نسبياً لان السياسه كائن مادي وطبيعه المجتمع الانسانيه كائن عقلي وأخلاقي فهي مكمله للكائن السياسي المادي ! ولهذا أحيانا يسمى البلد باسم نظامه السياسي وهذا كتسميه الكل بتسميه الجزء . لدينا تجارب من مجتمعات أنسانيه معاصره في تشكيل نظامها السياسي لاحظنا أن الدوله شكلت أجزائها بأنسجام وأنسيابيه عاليه ورأينا أيضاً في الوقت الذي شُكلت فيه الحكومه مؤسساتها وأختارت الوزراء وسائر القطع الاخرى . شاهدنا كيف تتكون المعارضه السياسيه بوتيره هادئه لاتقف وراء الصراخ لتخفي هزيمتها الانتخابيه بل تشكلت في الوقت الذي تشكلت فيه الحكومه لكن بمنأى عن دوائر الدوله وبعد الانتهاء من طور التكوين البنائي حددت وعرّفت للشعب وللحكومه منطلقاتها الفكريه وكذالك حددت وعرّفت نقاط الافتراق مع الحكومه وبيت الانسب حسب رؤيتها ولم تدعي أنها تمثل الحق المبين بل الاقرب الى الاصلح للمجتمع فهي تعترف بأنها لم تصل للتكامل بل تقول أن رؤيتي غير كامله لكن الاقرب والطريق الاوصل لتحقيق مصالح البلد . أنطلاقاً من مفهوم أن الدوله والمعارضه يفترقان في الرؤى لكن يتفقان على الهدف وهو مصالح البلد والارتقاء الكمي والنوعي لتلك المصالح التي تمثل الهم المشترك للفريقين .
هكذا تتولد الحكومات والمعارضات في معظم دول العالم التي يتدارس البعض أرسال الدعاة لتعليم وترشيد تلك الدول الاخلاق العربيه في السياسه والمعارضه !
أثناء ولادة الفيسفاء الحكومي والبرلماني تزامنت تلك الولاده " ولادة جيوش وميلشيات ومرجعيات حزبيه تمتلك خزين من الوثائق والاسرار ضد الاخر ما يصعب على العقل تصديقه لا لنوع الاتهام بل للكميه الهائله من تلك الوثائق التي تدين هذا وتنزّه ذاك . لااستطيع أن أقول ولدت الحكومه بل ولدت الحكومات والزعامات فكونت المشهد السياسي والمعارضه . وقد تكون مفارقه عقليه وأخلاقيه عند الاخرين أن يكون السياسي وزير ومعارض وأن يكون البرلماني ممثل للشعب ومتآمر ضده .
وكما لبعض السياسيين مناصب حكوميه لاستدرار الثروه كذالك يملك أسماء ونعوت فهو وزير في بعض الاعلام والصحافه والفهم الجماهيري وعند آخرين أميرأً لمجموعه تقطع الرؤوس العابره في بعض المناطق لانه معارض للحكومه ! وعند آخرين رجل أعمال وأحيانا رجل دين وهكذا . فتراه ناقماً على العمليه السياسيه وعلى بعض الشعب الفرح بديمقراطيه تريد أن تعيش في بلد جاء متعب من تناقظات التأريخ وواقع حال المواطن البسيط يصرّح قليل ومتأخر لكن أفضل بكثير من لاشئ . نكبه الموازين عندنا حين يكون مَن يقتل الشعب صاحب الحضور المستمر في وسائل الاعلام يدعي الالتياع لضحايا الارهاب والفساد المالي والاداري ولم يكن أرهاب ولا فساد لو كان هو خارج العمل السياسي الذي فُرض عليه من خلال جهل أتباعه ولامبالاة الاخرين . لابد لنا من التميز الواقعي بين من هو موجود بكل ثقله في العمليه السياسيه مراهناً على تفكير البعض بآذانهم لا بعقولهم التي هي وحدها قادره على التميّز وتشخيص الحقائق من بين أكداس الوقائع والخطب . نفترق عن العالم الاخر المحيط بنا بان العراق كائن غريزي جاء من تناقظات التاريخ وأما العالم الاخر كائن عقلي حطّم قناطرهُ مع التأريخ المكتوب بأقلام المنتصرين على الطبقات المستضعفه من الشعب فحقق حاضراً ليس مثالياً لكن يرتفع فيه منسوب الاخلاق في العمل السياسي الى درجه ( كارثه بيئيه ضربت أحدى الدول قبل عدّه شهور راح ضحيتها عدّه أفراد وظفت الحكومه كل طاقاتها للمنكوبين وبرلمانهم أشتغل لاسبوع كامل بأستمراريه لاتعرف النفاق ولا الكلل بالتباحث حول الطرق السريعه والناجعه لتخيف معاناة تلك المنطقه المنكوبه والعوده بها الى حياتها الطبيعيه وأمتصاص الالم منها على فقد ضحاياها وتدمير بضع منازل ! لا أعلم ماهي نسبه التقارب والتفاضل بيننا وبينهم ؟ ورغم مانعانيه من أنحدار في القيم عند بعض المكونات السياسيه لكن يوجد من يعول عليه ويملك القدره على أستخلاص البلد من جامعي الحطب لاحراقه " فالعمليه السياسيه كمبدأ عمل جيد كل عراقي ينشد الحريه الحقيقيه والكرامه لابد وأن يقف لجانب العمليه السياسيه وبعض الشخصيات الوطنيه المتفانيه بعملها ولا ينكر ذالك الا جاحد ومتجني على الحقائق والبديهيات " لكن مَن أفسد عليهم عملهم هؤلاء الرقّاع المتطفلون على النظام السياسي الحديث المتناغمون جداً مع أصحاب النعيق الطائفي وأصحاب غزوات الرعاة لقتل أهل حضاره وادي الكلئ والنهرين وأرض السواد . فمن الواجب الوطني أن نميز بين الاداء السياسي وبين الاداء الحزبي فكثيراً من السياسيين دون ذكر أسمائهم وصفاتهم يبحثوا لهم عن نصر,, ومجد,, لاسم العائله وسط ضجيج السيارات المفخخه متخذين الارهاب كوسيله للتشنيع على رئيس الوزراء السيد نوري المالكي الذي لاتنقصه الخبره بل شحت عليه النوايا الصادقه من قبل شركائه في الحكومه والبرلمان " وكأن كل عمل أرهابي هو فوزٌ لهم لان الشعب مازال يفكر بعقل البعث ويتنفس برئه الحزب الواحد وغاب عنه أو عملت بعض الاحزاب والتكتلات على تجهيل الوعي الجماهيري من خلال تفهيم الناس أن القرارات أياً كان شكلها متعلقه بشخص واحد وحزب واحد وذالك هو المالكي وحزبه ! وعتبنا على الشعب ونحن منهم أن جعلوا الاخرين يفكرون عنهم بالنيابه " وكان حري بالشعب أن يحاسب كل حزب وتكتل وشخصيه تعمل مع الدوله لان من يستلم الاموال والحمايات والمكاتب يتوجب عليه بالقيام بعمل,, ما لا أن يشتت جهد الشعب بالخلاص من الارهاب بالتحليلات الغير منتجه والتي أغلبها لتظليل الشعب والتشويش عليه كي يكون دائما ناقما على رئيس واحد من مجموع ثلاث رؤساء ومن مجموع عدّه أحزاب نافذه وعامه وحاضره في المشهد السياسي لكن غير منتجه وتلك هي التي لابد أن تعالج كي ينضب الارهاب ويزول نهائيا ولكي لايتهم ديننا بأنه سبب لكل هذه الصراعات الدمويه في العراق \ تطرح اليوم في الصحف والاعلام وحتى في تحاورات الناس أشكاليه أن ( الاسلام ) السبب وراء كل هذه الاعمال الدمويه والتخلف والصراعات السياسيه والمذهبيه . من أوحش التهم واوسخها واكثرها بعداً عن التعقل لان هنالك فرق بين ما في الدين من مُثل ومفاهيم قادره على أنتاج الكمال الاجتماعي وبين ممارسات الافراد المستوحاة من ثقافات لاتمت للاسلام بصله جاءت من بطون كتب التأريخ لأبن تيميه وغيرها . وأكثر ما يسئ للدين من يتلبس بلبوس أهل الدين لاستدرار عطف السذج من الناس ليكوّن بهم مجموعه لاجل أغراضه الشخصيه أو الحزب الذي ينتمي اليه . وعمل البعض دون علم منهم على تشجيع الممارسات السلبيه لدى الاحزاب والاشخاص ومنحها الحق في التصرف والعمل السياسي المثبط لكل عمل خيّر آخر ونحن اليوم نعيش أحداث تفجيرات أرهابيه ضربت محافظه البصره ومدن أخرى من عراقنا العزيز وقبل عدّه أيام كانت أعمال أرهابيه في مدينه بغداد وخطف الابرياء الكربلائيين وغيرها من الاحداث المؤلمه والتي تثير في النفس العزاء والاسف على فقدان الامن بعد زوال البعث المجرم وأزعم أن أسباب تلك الاحداث وغيرها مصدرها واحد لكنه متشعب ويأخذ أشكالاً متنوعه ومختلفه وهذا المصدر هو الجهل في تشخيص الكفاءات السياسيه وبعد الاصطفافات الحزبيه الغير منسجمه قيادةً وأتباعاً مع الاحزاب والحركات الاخرى وبعد الافراط في المدح والنقد فأما أن تجد مواطن يرى أن هذا الحزب يمثل الحق كله وكل ما عداه فهو غير صحيح ومحل شك ورفض بكل مافيه من تأريخ وحاضر وفكر وممارسه . وبعد اللامبالاة التي تبديها أعداد تفوق نصف المجتمع سواء داخل العراق أو خارجه ولم تتفاعل مع الاحداث وأكتفت أن تتهم " الحكومه والاحزاب " بجريرة تلك الاحداث ! رغم التفاوت الصارخ بين الاحزاب والحركات لكن تجد من يتهمها على أختلافاتها بالتقصير . وهذا نوع مسفر من الهروب عن المسؤوليه الوطنيه والاخلاقيه والانصراف الى مبتذلاتهم لاسيما الذين خارج العراق وكأن مَن يحترق بلهيب المفخخات من كوكبا آخر والغريب نجدهم يجتمعون أمام التلفاز لمشاهدة مباراة لفريق لكرة القدم ويبكون أن خسر الفريق بالمباراة لكنهم لم يجتمعوا ولم يذرفوا الادمع حسرات على أطفال ونساء وشباب العراق المتفحمه أوصالهم بسبب " العبوات الطائره " نوع جديد يستخدم لقتل العراقيين . نحن مطالبون بأكثر وطنيه وأبتعاد عن التحزب والانشقاقات رحمة بالابرياء وبهذا الوطن المذبوح دوماً ومطالبون بصفتنا جزء من المجتمع أن نميز بين السياسي المتفاني في عمله عف اليد والضمير وبين الطارئ المتخفي بزي السياسي أو البرلماني فغربله الاحزاب وتقيمها وفق ما يمليه الخُلق المسلم والضمير الانساني الغير مؤدلج واجب وطني لايستثني الا الخونه والمجانين . ( رحم الله شهداء العراق منذ الف عام الى حيث شهداء البصره اليوم " وتضامننا مع الجيش العراقي بحربه ضد الارهاب بمختلف أنتماءاته " 

Share |