نهاية العالم والاحداث الاخيرة/عباس ساجت الغزي

Mon, 20 May 2013 الساعة : 0:06

كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن نهاية العالم , وما يرافق تلك النهاية من احداث مأساوية تكون السبب في تدمير البشرية على كوكب الارض , وبقصص مثيرة كثيرة احداها تتحدث عن كوكب يصطدم بالأرض فيحدث دماراً كبيراً , والاخرى تتحدث عن زلازل وهزات وخسف الارض وفيضانات في المحيطات وكلام كثير من هذا القبيل , والمتابع للأحداث العالمية في تاريخ العصر الحديث وما يرافق تلك الاحداث من قصص لا يتعجب كثيراً من تلك الاحاديث .
على سبيل المثال قصص الصحون الطائرة ومثلث برمودا التي شغلت العالم في منتصف القرن الماضي , وكانت احاديث الناس وشغلهم الشاغل على مدى سنوات , بالرغم من ان الاحداث التي رافقتها من حروب ودمار كانت مؤلمة اكثر من البحث عن المجهول , وفقدت البشرية فيها الكثير من الارواح والممتلكات ودمرت ثروات العديد من البلدان آنذاك , وفقد الامان بين بني البشر لكن مخيلتهم كانت مليئة بالأفكار الباحثة عن العالم المجهول وفك طلاسم تلك الاحداث التي الهتهم عن المآسي والدمار الذي حل بهم .
ولا اخفيكم حينما كنت شاباً يافعاً الهتني تلك القصص عن دراستي فكانت مخيلتي تغوص في ذاك العالم باحثة عن الجديد من احداثها , في كل صحيفة علمية او اصدار جديد من الموسوعة الصغيرة حتى شعرت بان الموضوع اهم من المستقبل الدراسي لأنه سيطر على كل تفكيري , وهذا ما يحدث اليوم وسط تسارع الاحداث وتطور اساليب الحروب البشرية من الغزوات التقليدية في الحروب الى الغزو الثقافي والفكري والنفسي ان كان لدينا ادنى ادراك عما يحصل اليوم .
لقد شغلني اصرار العالم الغربي ومن يعاونه من دول المنطقة مثل ( تركيا وقطر والسعودية و ....غيرها ) على اسقاط النظام القائم في سوريا , بعد ان اسقطت الكثير من الانظمة في المنطقة تحت نفس الذراع ( الدكتاتورية ومصادرة حقوق الشعب ) , وما يرافق تلك الاحداث من قصص حول نهاية العالم تشبه تلك القصص القديمة , فقررت ان ابحث في غيبيات تلك القصص , حيث كانت الاساطير القديمة تؤمن بان المذنبات والنيازك هي فال سيء ينذر بانتشار الأوبئة واندلاع الحروب المدمرة التي يكثر فيها القتل والموت .
واليوم يكثر الحديث عن اقتراب تلك النيازك والمذنبات والكويكبات من الارض , ونتفاجأ يوماً بعد اخر بالتغيرات المناخية الكبيرة على كوكب الارض وكثرة الهزات الارضية والزلازل والفيضانات والاعاصير المدمرة , فهل ما يحصل في الكون اليوم من تغيرات هي علامات لنهاية العالم ؟ وهل ستشهد سوريا حرب نهاية العالم كما تذكر الاساطير والكتب ؟ وهي التي شهدت ارضها وعبر التاريخ تصارع الحضارات القديمة مثل الأشوريين والحثيين والميتانيين والبابليين والفرس والرومان والفتوحات الاسلامية مروراً بالحكم العثماني وانتهاءً بالغزو الفرنسي وعهد الانتداب وكل ذلك في منطقة الجزيرة السورية بالتحديد .
وهل ستصدق تلك الروايات بان هنالك هجوم عسكري كبير على سوريا سينطلق من الاراضي التركية ؟ وهو الذي سيتسبب بخروج الرايات الثلاثة الاصهب والابقع والسفياني لتتصارع فيما بينها على الحكم في سوريا , وهل ستصدق الرواية بان الغلبة سوف تكون للسفياني الذي سوف يخرج عام 2015م ويعيث في الارض فساداً ودماراً ؟ او ترى تلك القصص تشبه الصحون الطائرة ومثلث برمودا بصياغة بلاغية تواكب التطور الحاصل في العقل البشري .
 

Share |