تحليل: عودة (الاختطاف) الى العراق.. إرهاب يغطي (الضعف) باستعراض(القوة)
Sun, 19 May 2013 الساعة : 6:52

وكالات:
بعد انحسار كبير لعمليات الاختطاف في العراق نتيجة السيطرة المتزايدة لقوات الامن والشرطة على الوضع الامني، اكد قائد عمليات الانبار الفريق مرضي المحلاوي، السبت، اختطاف ثمانية جنود من قبل مسلحين مجهولين على طريق الـ160 غرب الانبار، فيما اكد مصدر امني في محافظة الانبار، ان مسلحين مجهولين يرتدون الزي الامني ويقيمون سيطرات وهمية قطعوا الطريق السريع الرابط بين الرمادي والرطبة غرب الانبار، ليعيد الى الذاكرة مشاهد (السيطرات) الوهمية التي كان يقيمها مسلحون في السنوات التي اعقبت العام 2003، وراح ضحيتها المئات من رجال الجيش والشرطة ومواطنين ابرياء.
ويبدو القلق من عودة مسلسل الاختطافات في العراق، مع تهديد جماعات متطرفة بإشعال فتيل حرب طائفية، مستغلة الاحتجاجات في بعض مدن المناطق الغربية.
لكن محللين يرون استحالة عودة العراق الى مربع ( الاغتيالات) قبل سنوات بسبب السيطرة القوية للشرطة والجيش العراقي على الوضع، وتراجع نفوذ الجماعات المسلة الى حد كبير.
وكتب الاعلامي هادي حسيني على صفحته الافتراضية، ان السعي بالعودة الى العراق الى مرحلة الاختطافات والقتل على الهوية لن تنجح هذه المرة بسبب الوعي الجمعي في البلاد بحقيقة دوافع الجهات التي تدفع الى القتل والخطف، او بتعزيز القوات الامنية لسيطرتها على الارض لاسيما في بغداد.
وعلى نفس الصعيد ، قال نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء جنوبي بغداد نصيف جاسم الخطابي، السبت، إن مجموعة مسلحة قامت باختطاف (باص) صغير كان يقل سبعة مسافرين على الطريق السريع الرابط بين الانبار وكربلاء لدى عودتهم من الاردن.
وأوضح الخطابي لـ"المسلة"، إن "مجموعة مسلحة كانت تقيم سيطرة وهمية في الكيلو 35 على الطريق السريع الرابط بين مدينتي كربلاء والانبار قامت باختطاف باص صغير كان يقل سبعة مسافرين من اسرتين احدهما من كربلاء والأخرى من بابل جنوبي بغداد لدى قدومهم من الاردن".
لكن محللين آخرين يرون ان ضعف الجماعات المسلحة ومحاصرتها من قبل القوات الامنية يجعلها تضطر الى عمل (كل شيء) لتأكيد حضورها وفعاليتها.
وفي الوقت الحاضر، فان المواجهة غير متكافئة بين جماعات تحمل السلاح وقوات امنية نظامية، على عكس السنوات التي اعقبت العام 2003.
وغالبا ما تلجأ الجماعات المتطرفة الى القتل و التمثيل بالجثث، و هو ما حصل للكثير من المختطفين في العراق.
كما تلجأ بعض الجماعات الى تمويل نفسها عبر (الفدية) التي تطلبها من ذوي المختطفين.
وكان اشد حالات الخطف حدثت في الاعوام 2004 وحتى العام 2006، حيث اختُطِف العشرات من رجال الجيش والشرطة من قبل التنظيمات المسلحة، تم قتلهم في حفلات اعدام جماعية، تعمدت الجماعات الارهابية نشرها بشكل مقاطع فيديو على النت بغية استعراض القوة وإرهاب الناس.
وكانت اشهر عمليات الخطف في العراق وأكثرها بشاعة اختطاف 15 من أفراد الحرس الوطني العراقي من قبل جماعة عراقية مسلحة العام 2005 سبق لها أن قتلت أو اسرت جنودا عراقيين في كمين في قضاء هيت غرب العاصمة بغداد.
وقبل ذلك، أي في العام 2004 ، اختُطِف المترجم عمر عبد الستار من امام منزله الذي يقع في حي الشركة وسط مدينة الرمادي وتحت تهديد السلاح.
و في العام 2005، اختُطِفت المذيعة التليفزيون العراقية رائدة وزان بمدينة الموصل كما اختُطف أربعة صحفيين خلال أقل من أسبوعين في ذلك العام.
وفي 2006 اختطف افراد جماعة مسلحة ، الاعلامية ومراسلة العراقية اطوار بهجت ليتم ذبحها بدم بارد.
في منتصف العام 2006 انتقلت حرب الاختطافات الى نواب البرلمان العراقي ، حين نجت لقاء الياسين النائبة في مجلس النواب من محاولة اختطاف في بغداد فيما أُصيب سائقها بجراح واختطف 7 من افراد حمايتها، وكانت النائبة متوجهة الى بغداد حينما اعترض موكبها مجموعة من المسلحين بين منطقة المحمودية والدورة.
وفي العام 2007 اختُطِف سبعة من سائقي الشاحنات من قبل مسلحين في العراق واتخذوهم رهائن. كما أُختطِف مهندس فرنسي في بغداد العام 2007 من قبل سبعة مسلحين.
والاختطاف أسلوب معروف لتكبيل شخص ما ونقله إلى مكان مجهول ويمكن أن يكون بالمساومة عليه من أجل إطلاق سراحه مقابل الحصول على مبالغ مالية كبيرة وقد يكون بقصد الفدية، وفي العراق فان اغلب الاختطافات لها دوافع سياسية وطائفية.
ومن بين ضحايا الخطف والابتزاز والتهديد التي اجتاحت العاصمة العراقية عبر سنوات ، نخبة من الأطباء الاختصاصين ممن يعملون في حقول نادرة ويتمتعون بكفاءات طبية ، اضافة الى اغنياء وأطفال يتم اختطافهم لأجل الابتزاز.
وعلى رغم ان اغلب الجماعات المسلحة تدعي انها تعمل وفق ( الشريعة الاسلامية ) للتغطية على اعمالها الارهابية ، الا ان اعمالها في القتل والاختطاف تفضحها.
و بحسب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فان " الخطف هو اعتداء على الغير، سواء كان مسلماً أم غير مسلم، وهو نوعٌ من أنواع البَغْي الذي نهى الله عنه وحَّرمه بقوله: (إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) ".
ولا توجد إحصائيات رسمية حول عدد العراقيين المختطفين في العراق، بيد أن التقديرات تتراوح بين مئات عدة وآلاف عدة منذ سنتين.
المصدر:المسلة