الشاعرة راضية الهلولي أنا امرأة أكتب بقلبي مع كميّة العشق المتدفّق فيه لحظة الكتابة/حاورها صبري السعدي

Sat, 18 May 2013 الساعة : 17:34

بعد ان ابعدتنا الحدود التي اصبحت كشفرة صالة العمليات التي قطعت جسد الامه العربيه رغما عنا بعد اخضاعنا الى البنج العام من قبل من تسلطوا على رقابنا .ولكن تطور التكنلوجيا هو كماده نشمها لنفيق من البنج العام وتتفتج اجفاننا التي حاولوا ان تبقى مطبقه لاترى الا ما يأمروا بمشاهدته . واصبحت الحدود بفضل هذه التكنلوجيا كزجاج الشبابيك اخترقتها اشعة ثقافاتنا بدون تأشيره لينعم بها الجميع.

 

 

 

ها انا اليوم اضع مقدمتي بعد ان احسست بخيوط من هذه الأ شعه قا دمه من مغربنا العربي شكلت لونا جميلا لترسم امامي لوحات رائعه شدتني اليها ودفعتني لاشد رحالي من مدينة سومر واكد واتجه الى مصدرها لاصل  تونس الخضراء بعد أن منحتني التكنلوجيا تأشيرة الدخول وسفري ذهابا وايابا على بساط الريح .رغما على القرارات الدوليه وحرس الحدود لأحل ضيفا في واحة هي مصدر الاشعه واسعد بنسمات ترافقها نغمات جميله تشدني لها واتجه صوب قدومها لاجد نبعا صافيا يحرسه رجل وامرأه استقبلوني وهم مالكي هذ النبع ومن جعلوه يتدفق بعد أن انعم الله عليهم بموهبة ايجاده ليرتوي منه الجميع . اتوقف عنده لارتوي منه واحمل معي الى من يسعده الارتواء من نبع عذب ما استطيع . استرحت قليلا ثم دار هذا الحوار بيني وبين احدهم ...
صبري السعدي
... من انتم؟كيف كان لقاؤكم الاول؟ 
 
الشاعرة راضية الهلولي 
أنا شاعرة بدأت تطرّز خطاها الاولى بورد الكلام حين التقيته لأوّل مرّة في احدى المهرجانات الأدبية التي كانت منتشرة آن ذاك في كلّ مدن الجمهوريّة التونسيّة مارس 1988 كان أوّل لقاء وكان أيضا أول تصادم عنيف بيننا
كان يحبّ التقرّب الى شابة شاعرة ودودة وكنت أرفض التواصل معه
لم يقبل اهمالي له واهتمامي بغيره فكان التصادم وكان عليّ أن أنتظر ما يقارب الاربع سنوات لأتلقى رسالة اعتذار منه عمّا صدر منه .
وعن مهاجمته لي لمجرّد أني رفضت التواصل معه
وبعد تفكير عميق قبلت اعتذاره وقرّرتُ الانتقامة لكرامتي
وأنت تعرف البقيّة وكما ترى ويرى الجميع الى اليوم مازلت أثأر لكرامتي منه وخير انتقام هو الارتباط به ولكن كان هذا طبعا بعد قصّة حب عاصفة تابعها كلّ الوسط الثقافي في تونس فقصّتنا معروفة جدا لدى الجميع وكان الارتباط في          جانقي
 

صبري السعدي
في العراق  نقدم لضيفنا فنجان القهوة مع بيت الشعر وها انا ضيف تونس الخضراء ؟ قاصدا نبعكم ... فهل لي ان ارتوي منه؟
 
الشاعرة راضية الهلولي 
ويسألونني لم أحبّك
ويسألونني لم أحبّك
أقول 
لأنّك توجتني أميرة عمرك
لأنّك قدريذ
لأنّ في كلّ قطرة من دمي
سُكب اسمك
أحبّك لأنّك أحلى        
وأغلى    
وأعلى ما فيّ
أحبّك
صعب أن يفهموا حبّي
هم لا يعرفون أنّك
سراج الايمان فيّ
لا يعرفون أنّك هديتني
فدخلتُ حبّك وأعلنت ايماني
أحبّك
صعب أن يفهموا حبّي
هم لا يعرفون
أنّ حبّك توأمي
وأنّي يوم ميلادي أعلنتُ
أنّك لي
ويسألونني لم أحبّك
ألا يكفي أنّي على يديك
هُديتُ الى الحبّ
واكتشفتُ أنوثتي
 
صبري السعدي
جميل
الشاعرة راضية الهلولي_
هل تريد المزيد؟
صبري السعدي
...اكون سعيد
الشاعره راضيه الهلولي_
حين أراك أشتعل
أتعبني حبّك أكثر ممّا يمكنني
فغادرتُك
غادرتُك الى البحر
لم أجد البحر
نظرتُ الى السماء
كم هو ضيّق هذا الفضاء
لا طير....لا غناء
التفتّ
ركضتُ...ركضتُ ...ركضتُ نحوك
كان يجب أن أدرك
أنّك أنت الأرض
وأنت السماء

معزوفة حنين

يا الحبيب
هاك دمي ترشّفه على مهل
ولا تحزن
هاك أعصابي
هاك أصابعي دخّنها على مهل
ولا تحزن
هاك ضلوعي كسّرها على مهل
ولا تحزن
حبيبي يعذّبني الناي في صوتك
فلا تحزن
تعال....هات رأسك
مدّد حزنك على صدري ونم
نم حبيبي نم ولا تحزن 

 

 صبري السعدي_
أرى لوحات جميله معلقه في واحتكم اسمحوا لي بقرائتها لنكمل بعدها حوارنا

اللوحه الاولى...  
خطت بانامل_محمد عيسى المودب
الشاعره راضيه الهلولي استطاعت بعمق تجربة أن تحوّل التفاصيل الصّغيرة في الحياة إلى صور سرياليّة بتجاور العادي والمربك أو الواقعي والمتخيّل و هو ما يساهم في وصف أغلب قصائد المجموعة بكونها منفلتة و متمرّدة فنحن إزاء قصيدة غزليّة ناهلة من التّراث ومن المشهد القصصي الطّريف والمتنامي كما قرأنا في غزليّات عمر بن أبي ربيعة و نحن أيضا إزاء روح نزاريّة في دقّة اللّفظ وبساطته و جرأة الصّورة وتبنّيها للمسكوت عنه … فهي تعكس تراكمات شعريّة في فعل الكتابة وهي تنتصر أيضا لقيم جمالية ووعي شعريّ مفاده أنّ الشّعر هو لغة الروح والجسد معا وهو تشكيل للحريّة التي تعدّ مقوّما أساسيّا للفنّ

اللوحه الثانيه_ 
خطت بأنامل_سناء الحافي
الشاعرة راضيه الهلولي.. يترنّم قصيدها بالجرأة و الحنين ، أحلامها بلا سياج و أمنياتها قصيدة عذراء…لا تشبه شاعرات بلدها تونس … وحدها تحتل الخلق الرفيع و التواضع و بين الشعر و الحب …أنثى متجددة لا يعرفها الا من يسكن قصائدها ….شاعرتنا صادقة و عفوية لا تخشى شيئا و لا تتنازل مقابل الصيت و الشهرة …الحب عنوانها و القصيدة سبيلها و مهما قلت عنها فلن أوفيها حقها لأني شخصيا من أشد المعجبات بما تطرحه من شعر و جمال و تميز ..هي الشاعرة التونسية : راضية الهلولي التي تدرك  أن الحبّ له تفاصيله الصغيرة مثل الحياة… فركّزت اهتمامها على عناصر الحبّ …
اللوحه الثالثه
خطت بانامل_عباس باني المالكي
في نص موعد
قدرة الشاعرة راضيه الهلولي ..على ترميز  الحس الوجودي عبر الأنثى والمكان التي تدعو الغائب للحضور , وقد استطاعت الشاعرة أن تبني نص تخيلي ضمن الصورة الشعرية الحسية وفي منطقة الترابط الصوري  لذهنية  الحدث الحسي  في أنثوية  الحس لوجودية  الأنثى الإنسانة في المكان , والنص قد بنى بين الدعوة بالوفاء ومناشدة الحضور وكان فضاء التخيل  الرمزي والتي جعلت من الأشياء الحسية حركة الرؤيا المكونة لدلالاتها   الوجدانية ...

اللوحه الرابعه
خطت بانامل_سفيان التومي
الشاعره التونسيه  راضيه الهلولي. في العشق والكتابة حفلت نصوص المجموعة في مستوى العناوين بطقس العشق نحن نستعمل مفهوم الطّقس لأنّ الشاعرة لم تعنون قصائدها بعبارات الحب أو ألفاظه بل جانبت ذلك واستعملت عبارات موحية بالعشق في شتى حالات وتفصيلات من قبيل " احتجزني " ودعوة للرّقص " اعتل القلب " والحفل" وحبّك ديانتي " فهذه العناوين لا تذهب بالمتقبّل الى مألوف الحبّ والدارج منه بل هي توجّهه صوب دروب في العشق جديدة ودروب فيه مجهولة ولعلّ مقولة دريدا من أن العنوان " ثريّا النصّ " تشرّع لنا هذا الطرح فالعنوان عند الشاعرة يكف عن أن يكون لافتة تعريفيّة للنص بل يصبح بعضا منه من ناحية أخرى تتظافر هذه العناوين لترسم لنا كلاّ متجانسا.

 

 

 

 

لأتوقف عن قراءة اللوحات واعود لك ... هل هناك وقت محدد للكتابة لدى شاعرتنا راضيه الهلولي؟ 

الشاعره راضيه الهلولي_
ليس لديّ وقت محدّد للكتابة يمكن أن تنتابني الحالة في أيّ وقت وفي أيّ مكان وكثيرا ما تنتابتني حالة الكتابة وأنا في الشارع أو في التاكسي أو صحبة الأصدقاء كما يمكنها أن تهاجمني وأنا في بيتي ولكنّها ولا أعرف لماذا كثيرا ما هاجتمني وأنا في المطبخ أعدّ غداء العائلة ولكن ولا أعرف كيف يكون غداء لذيذا ربّما لأنّه احتوى على كثير من بهارات الاحساس الجميل والصادق والعنيف أحيانا

صبري السعدي_
في احدى قصائدك تقولي..قبل أن احبك
كنت فاقدة للحس والسمع والبصر...هل تتفاعلي مع قصائدك بكل ما يحمله القلب؟
الشاعره راضيه الهلولي_
نعم أتفاعل مع قصائدي بكلّ ما يحمله النبض من عشق ووجع وبكلّ ما يخفق به الاحساس العاطفي وبكلّ ما يتفاعل من مشاعر منهمرة من الكلمات فأنفق الكثير من قلقي ومن توتّري ومن أعصابي ومن رغبتي لاكتمال المعنى والقصيد فأنا امرأة أكتب بقلبي مع كميّة العشق المتدفّق فيه لحظة الكتابة

صبري السعدي_
 ماهو تقييمك للمشهد الشعري التونسي حاليا؟وهل الشعراء الشباب يبشرو بخير؟

 

 

الشاعره راضيه الهلولي_
المشهد الشعري التونسي زاخر بالكثير من البهجة والفرح وبساتينه الشعريّة والأدبيّة عموما تبشّر بكلّ بهاء وسلاّت الجمال فيه منتشرة بكثافة والأكيد أنّها تبشّرنا بانتاج شعريّ وافر فالتنوّع والاختلاف وعدم التشابه يزيد في المشهد الشعري التونسي الكثير من العطر والكثير من السحر كما يتجلّى ذلك أيضا في الأقلام الشابة التي تتسلّق سلالم الابداع وهذا واضح جدا ومن خلال حضوري في أكثر من تظاهرة أدبيّة في المدّة الأخيرة وكوني تقلّدت مسؤوليّة لجنة التحكيم تبيّن لي أن النصوص الجميلة كثيرة وتبعث على كثير من التفاؤل فهناك شعراء شبّان كثيرون في تونس وهناك أيضا شاعرات شابات كثيرات بما أنّني من مؤسّسي صحبة الصديق الشاعر والصحفي الحبيب الهمامي ملتقى الأديبات الشابات في الساحلين و" الساحلين " هنا هي مدينتي واقامة ملتقى للأديبات الشابات ليس تقسيم عنصري بين الأديبات والأدباء لأنّي أصلا لا أومن بهذا التقسيم الأدبي كأدب رجالي وأدب نسائي لأنّي أومن بالأدب الانساني وانّما هي خصوصيّة أردناها للملتقى لا أكثر بدليل أنّه يقع دعوة أدباء رجال الى الملتقى

صبري السعدي_
الشاعر والناقد الحبيب الهمامي تمهل ستة عشر سنه ليكتب قراءه نقديه حول شعر زوجته الشاعره راضيه الهلولي .ومن ضمن ماقاله عنك  أن راضية الهلولي ..انتهجت نهجا مغايرا في أشعارها الجديدة حيث صارت تكتب عن الوردة بالندى، وعن الطيور بريشة الطير، وعن السماء بالمطر والضوء، وعن الليل بنور نجومه، وعن البحر بما تمليه النوارس
 ...اذن كيف كان يرى قصائدك قبل هذا الديوان؟وماذا اضاف لك بهذا التقييم؟

 

الشاعره راضيه الهلولي_
كان من الصعب على الصديق الشاعر والناقد الصحفي الحبيب الهمامي تقييم تجربة زوجته الشاعره راضيه الهلولي وكان هذا يتطلب الكثير من المحايده  ومحاولة خلع عباءة روح المحب ليرتدي عباءة الناقد ونظرا لانه الاكثر اطلاع على تجربتي تطلب منه ذلك الكثير وصل ذلك الى ستة عشر سنه واكثر ليستطيع الكتابه لانه من المعروف عليه انه تناول العديد من التجارب الشعريه التونسيه وخاصة منها انفاسها الشعريه الانثويه  قد احتفل بها بحب كبير فكان من الصعب عليه الاحتفاء بنص زوجته الشاعره راضيه الهلولي وما تقدم في مقدمته كان يتحدث عن مجموعتي الشعريه الاخيره التي صدرت في مارس والتي تحمل عنوان ..وعدلت عمري على صوتك..طبعا كان لي قبلها..واشتعل في الفرح.. أفريل وقد تزامن اصدارها مع اصدار الصديق الشاعر الحبيب الهمامي بعنوان...يطربني لون عينيك...وفي حقيقة الشعر كان حدثا شعريا كبيرا اذ ان زوج شاعر تصدر مجموعتهما في يوم واحد كان حدث كبير لايحدث في الساحه الادبيه الا نادرا ونادرا جدا.كما مثل لي هذا الديوان  مرحله جديده مختلفه  نظرا لدخولي تجربة الكتابه الصوفيه التي لاتشبه غيري من التجارب الشعريه وتقييمه ان التجربه الجديده في ..وعدلت عمري على صوتك..لا تشبه اطلاقا تجربة ..واشتعل في الفرح..
صبري السعدي_ 
في احدى قصائدك تقولي..إني مصابة بك
فإصابتي عميقة
وحالتي حرجة
إن تغلغلت أكثر أموت
وإن حاولت الانسحاب أموت
كيف خرجتي باخر القصيده؟

 

الشاعره راضيه الهلولي_
القصيدة تحمل عنوان " أنفلونزا الحب " وكلمة أنفلونزا هنا تناقلتها وسائل الاعلام وارتبطت أساس بأنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيّور أي أصبحت كلمة ذات دلالات شؤم ونبذ وفكّرت في الأمر أن ليس هناك قبح مطلق كما ليس هناك جمال مطلق اذن لماذا لاأقرن هذا المرض أو هذه الاصابات القاتلة بشيء جميل وتتحوّل هذه الكلمة الى نذير فرح ومن هنا كانت قصيدة وعنوانها  أنفلونزا الحب  
أنفلونزا الحب 
أنّي مصابة بك
فاصابتي عميقة 
وحالتي حرجة
إن تغلغلتَ أكثر أموت
وإن حاولتَ الانسحاب أموت...
فيا ويلي ....يا ويلي من قلبي 
ومنك 
لكن لا عليك 
فأنا من المبشّرين بالموت
حبّا فيك
 عادة من يصاب بهذا المرض فمآله الموت المحتوم وأنا أصبت بهذا المرض الفتّاك اذن لا هروب من الموت ولكن هنا كان موتا غير عاديا موتا مختلفا موتا رائعا يتمنّاه كلّ العشّاق على هذه الأرض ما أروع أن نموت حبّا في من نحب وهكذا كانت نهاية القصيد
صبري السعدي_
عام 1982 كانت اول خطوه لك في _طريق الحب_ هل كانت خطوات جميله لولادة ديوانك عام1984 ؟

الشاعره راضيه الهلولي_
حين شعرت أنّ هناك شيء ما يتكوّن داخل حسّي ونبضي وقلمي كان ذلك سنة 1982 سنّ مبكّرة جدا سنّ بنيّة لتوّها اجتازت مرحلة الابتدائي لتلتحق بالثانوي طفلة تحمل مشروع قلم ربّما يكون جميلا في يوم ما وخضت مغامرة النشر وراضية لم تتجاوز مرحلة الطفولة وكانت مجموعة شعريّة صغيرة تحمل عنوان "طريق الحب " صدرت سنة أفريل 1984 لكن بالنسبة لي كانت خلاصة الشعر العالمي وانتشرت جدا أقصد المجموعة ربّما لأنّها كانت تحتوي على جرح ينزف جرح عميق ووجع أعمق ربّما قصيد " راضية ترثي لبنى " هو الذي أعطاها هذا البعد الاحساسي والانساني ولبنى هنا هي أختي التي ربيتها كأم لها فقدتها اثر حادث مفاجئ ذات صائفة مفزعة صائفة 1983 ربّما باتساع الوجع كان الانتشار والنجاح 

 

صبري السعدي_
_يطربني لون عينيك_ديوان الحبيب الهمامي..لو طلبت منك ان تختاري لي قصيده منه ..فماذا تختاري؟

 

 

 

 

الشاعره راضيه الهلولي_
رضيّة ....رضي القلب عنها
1
والان 
أخرجُ من خيمة الموت
في جسدي نجمة الماء موقدة
وعلى الروح
شمس الذي يتغطّى بظلّ الحبيبة 
مندثرا في تفاصيل ضحكتها 
مؤمنا بنُبوءاتها 
ضاربا خيمة في حقول أحاديثها 
ها أنا الان أسأل 
من شاءني أن أكون 
كما لم أكن ؟
من أعاد الى الوقت أعراسه ؟
من أعاد النّبوءة لي ؟
من المرّ برقا بحلمي فأكرمه ؟
ومن المرّ عيدا بغيبي ونعّمه ؟
لا جواب يفاجئ أسئلتي اللاتموت 
ويسحبُني لحظة
من حصير السؤال 
2  
مرحى بهذا الفتى 
قالت الشمس
وانتشرت في رؤاه 
نمت للمؤرّخ في ظلّه عشبة للتعجّب 
كانت تطول وتمتصّ غفوته
ثمّ تثمر أسئلة....
يا ألّتي أخرجتني اليها 
ومنها أنا ولها 
كيف يمكنني أن أفسّر ؟
اذ أنتِ تمشين بين الذي لا أراه 
وبين الذّي لا يراني ؟ 
اشارة أولى.....
رضيّة عمق وهذا المدى المرُّ سطح
رضيّة ماء وما تبقى على الأرض جرح
رضيّة لغز ومن غير شرح 

3
أأشرحُكِ الان من حيث لا أستطيع ؟
أأدعو النجوم الى جهتي 
وأقولك بالضوء 
حتى أواخي رؤى الحكماء ؟
أأقرأ أحوال عينيك
ثمّ أقول لهذا وُلدتُ 
لهذا أموت 
لهذا أُبعثُ حيّا
أأشرحك الان ؟
كلّمني من مرايا القصيدة " وضّاح 
قال
اذا اشتدّ عِشقُكَ 
لا تعلن السرّ 
ادخل اليك
وقل خيمة الحب صدري 
وجلدي عدوّي 
ونم فيك حتى يمرّ الجواسيس 
قلتُ....
وكيف السبيل لذلك يا سيّدي 
وأنا الشعراء ؟ 
اشارة ثانية 
رضيّة أمّ بنيني 
وأسكنها واليها يفيض حنيني 
4
جاءت
توقّف عن النبض أيّها الوقت 
افرش مياهك يا أيها البحر 
كي تتنزّل
أشعل صلاتك يا حضرة البرق 
كي تغسل الرّوح من صمتها
انّها تتبطّن شمس النبوءة
في وجهها الضّوء أوقد آياته 
ليتني حطب لألملم هذا الحريق 
من المعجزات تطلّ 
بعينين تتسعان 
لحلم الفضاء
وحلم المياه 
على صوتها الطّير حطّ
أعدّ لأيّامه وطنا لا يموت 
من الصدر تشرق أسئلة 
وأنا ذاهل لا أجيب 
رضيع
وقد خانني الأهل والعمر
هل سيخون الحليب ؟
لها لغة
وشعوب تسبّح باسم شذاها 
تخالط ريح الطفولة 
موج الجنون 
وماء البحر 
أسمّي ظلال يديها مكاني 
أسمّي أحاديثها أغنياتي
وأحوالها مطري وظلالي
اشارة ثالثة 
رضيّة منّي 
وقد رضي القلب عنها وعنّي

 

 

صبري السعدي_
...نبع ابداعكم لانرتوي مهما نهلنا منه لعذوبته..ولنا عوده ان شاء الله ..ولكني وعدت من اشتاق لهذا النبع في سومر واكد ان اجلب لهم من نبعكم .. هل تلبون طلبي؟

الشاعره راضيه الهلولي_
اجتياح
أسلاك كهربائية على الأسوار
حرس على كل البوابات
حرسي الخاص على مشارف مخدعي
قناصة يجوبون المكان
على مدار الساعات 
فكيف تسلّلتَ إلى دمي
وهاجمت النبض
واحتجزت القلب
واحتجزتني
كيف كتم صوتك صوتي
حين قلت أحبّك
وكيف أخمدت ثورتي
حين مررّت كفك على خدي
وعبثت بشعري
وقبّلت يدي
والآن ماذا أفعل الآن
هل أستدعي الحرس
وأصدر أوامري
أن علّقوه على الأسوا
واهدروا دمه
قد أهدر حرمتي
ماذا أفعل الآن
وكيف أسفك دمك
وقد امتزج بدمي

 

 

 

 

 

 

 

صبري السعدي
شكرا من القلب لاهل الابداع..وفقكم الله ومن نجاح الى نجاح ان شاء الله... 
 الشاعرة راضية الهلولي 
شكرا أستاذ صبري ولمن دواعي فخري وافتخاري ارتكاب هذا الجمال الفائق مع صحفي كبير كحضرتك .... دمت مشرقا 

 

حاورها
صبري السعدي

Share |