لـسـعـة -تدويـل الأزمـة فـي بـلاد الـشـام/صـبـاح حـسـن يـاسـيـن
Sat, 18 May 2013 الساعة : 0:59

مـا بـيـن الـغـرب والـشـرق ، وأعـنـي هـنـا الـقـوى الـعـظــمـى ثـوابـت ومـشتـركـات لا تـتـزعـزع ، وأن اختـلـفـوا عـلـنـا ً فـي التـفـاصـيـل ، ولـكـنـهـم مـتـفـقـون سـرا ً بـالـهـدف . ومـن تـابـع عـن كـثـب مـجـريـات الأحـداث الـدامـيـة والـمـأسـويـة التـي حـدث بـالـشـقـيـقـة سـوريـا ، يـرى بـوضـح أن الـمـعـسـكـر الـشـرقـي والـمتـمـثـل بـروسـيـا والـصـيـن ، والـمـعـسـكـر الـغـربـي والـمتـمـثـل بـالـولايـات الـمتـحـدة وأوربـا الـنـوويـة لا يتـقـاطـعـان بـعـضـهـم الـبـعـض فـي الـنــتائـج والـمـحـصـلات الـنـهـائـيـة ، بـل أن هـنـاك قـنـوات خـفـيــّة فـي مـا بـيـنـهـم يـديـرهـا خـبـراء مـخـتـصـون بـشـؤون الـشـرق الأوسـط تـحــت عـنـايـة الـمـوسـاد الـذي لا تـعـنـيـه إي ٍ كـانـت الـنــتـائـج ، ومـا ســتـؤول إلـيـه الأمـور ، بـقـدر دفـعـه لـهـذه الأزمـة الـطـاحـنـة وتـغـيـر مـسـارهـا بـمـا يـخـدم أمـن إسـرائـيـل الـداخـل ، وحـمـايـة حـدودهـا الـخـارجـيـة .
والـدول الـكـبـرى والـمتـقـدمـة تكنولوجيا ً مـن بـديـهـيـاتـهـا أنـهـا تـطـبـخ عـلـى نـار هـادئـة ، وتـخـطـط بـتـرو ٍ لاسـتـراتـيـجـيـات بـعـيـدة الأمـد ، ومـن ثـم تـحـصـد نـتـائـج مـا خـطـطـت لـه بـأقـل الـخـسـائـر ، وبـنـسـب نـجـاح قـد تــتـجـاوز مـا يـتـوقـعـونـه .
أمـا أطـراف الـصـراع فـي بـلاد الـشـام سـواء ً الـنـظـام الـقـائـم أو مـسـانـدوه فـي الـداخـل والـخـارج أو فـصـائـل الـمـعـارضـة بـشـقـيـهـا الـسـيــاسـيـة والـمـسـلـحـة فـلا يـمتـلـكـون أي رؤيـا واضـحـة أو إستراتيجية بـعـيـدة الأمـد .
فـلا بـشـار الأسـد ومـسـتـشـاريـه يـفـقـهـون كـيـف ستـجـري الأمـور لـو أنـهـم استـطـاعـوا الـقـضـاء عـلـى الـجـيـوب والـفـصـائـل الـمـسلـحــة واستـعـادة الأراضـي الـواسـعـة الـتي اسـتـولـى عـلـيـهـا الـمـقـاتـلـون مـن أفـراد ( الـجـيـش الـحـر ) ومـا هـو مـصـيـرهـم ومـصـيـر مـئـات الآلاف مـن الـنـازحـيـن والـهـاربـيـن مـن الاقـتـتـال ، ومـصـيـر مـن تـلـطـخت أيـديـهـم للـمـرفـقـيـن بـالـدمـاء الـغـزيـرة ، وكـيـف تـحـصـل الـمـصـالـحـة وعـمـلـيـات الـثـأر اشـرأبـت بـيـن جـمـيـع الأطـراف ... ولا الـمـعـارضـة بـكـافـة فـصـائـلـهـا تـعـي الـدور الـمـنـاط بـهـا بـعـد سـقـوط نـظـام بـشـار . ولـم تـمـتـلـك أي رؤيـة واضـحـة الـمـعـالـم فـي ظـل أوضـاع تـشـابـكـت خـيـوطـهـا وتـعـددت مـراكـز الـقـوى وتـبـايـنت الأهـداف ، ودخـلـت عـلـى الـخـط مـجـامـيـع تـدعـوا إلـى الـتـطـرف الـديـنـي ، ومتـهـمـة بـالـسـلـفـيـة ولإرهـاب .
لـهـذه الأسـبـاب مـجتـمـعـة عـادت الـقـوى الـكـبـرى ، وبـعـد أن انـجـلـت الـغـمـامـة ، لتـقـول آن الأوان لـتـنـعـطـف بـالـمـسـارات ، وفـق مـا خـطـطـت لـه ، وفـي رقـعـة بـيـادقـهـا الـمـغـفـلـون ... فـهـلا ّ تـعـون !؟