هل من عاقل ؟/علي السيد جعفر

Fri, 17 May 2013 الساعة : 12:53

حديث طويل بعيد عن نعيق بعض أصحاب منابر إعتصامات مناطق غرب العراق ، مع البسطاء أو العقلاء منهم ، أخبارهم ، رؤيتهم لما يجري وجملة المطالب التي ينادون بها ، إجراءات السلطة كما الدولة وأجهزتها " الطائفية " المتخذة بحقهم ومواطنتهم المنتقصة وشعورهم الدائم بالتهمة ، وما أذا كان " الحنين " يراودهم بعودة بعث أو سلطة لهم .
تساءلات كثيرة حملتها معي لامكان فيها للعاطفة ، سعيَ لبناء دولة مواطنة تُشعر الجميع بالإنتماء بدل الإرتماء بأحضان من يتصيد بهم وبالتالي تخوينهم كما كان الفعل مع شريكهم في الوطن طوال عقود وهذا مالايرتضيه أحد منا في عراق نحلم به جديداً مختلفاً عماسبقه .
نعم كانت تلك المناطق لردح من الزمن بعد التغيير ملاذاً آمناً لكل من هبَ ودب ، عراقيون وأعراب دعاة " مقاومة " محتل ومن ثم القتل الطائفي نتيجة الهاجس المرعب وهذا ليس عذراً لهم أو شماعة ، بقادم " سلطة " جديدة عنوانها إنتقام كما يدعون أكثر من بناء جديد يضع حداً لسلم المواطنة سيء الصيت رغم الكم الهائل من الشعارات المنادى بها مسبقاً عن ديمقراطية وعدالة إجتماعية تجعل منا مناراً يحتذى به في إقليم " شرق أوسطي " مليء بأنظمة التعفن الديكتاتوري والقبلي ، فأنخرطنا في حرب أهلية ، فعل ورد فعل حصدت منا الكثير ومازالت عطشى للمزيد من الدماء .
الناس تتحدث عن مداهمات لمناطقهم لايسلم منها أبرياء كثر ، إعلام غير مهني ومؤسسات دولة تُختزل بطائفة دون الأخرى ، عن قوى أمن يلجأ إليها الجميع لحمايته ، تعلوَ مكبرات عجلاتها وراياتها ترتفع مبشرة بظاهرة " شيعية " جديدة ، مؤسسات دولة ، وزارات ، دوائر خدمية ، جامعات ومعاهد باتت منبراً للتبشير بها مع كل ولادة إمام معصوم أو إستشهاد له ، ليس بغضاً كما يقولون للمناسبة المحتفى بها ، بل لأن الأمر بات أشبه بالإستفزاز أو ترسيخ " حق " للأكثرية في إغتنامه دون الآخرين ، عن مسميات " عنصرية " ، لعناوين الإرهاب والميلشيات مع إن كل من يحمل السلاح خارج إطار الدولة ليرهب الناس به لابد أن يوصم به مع إقرار بوحشية وسادية البعض منهم .
نعم بعض الممارسات تجعلهم في " حنين " لماسبق من نظام حكم ، ترنو أعينهم نحو خارج عروبي سني يحتمون به ، وهذا ماكان يعاني منه مكون بعينه لعقود طويلة حتى بات مرادفاً له كلما جاء ذكره ، حالة ترافق كل شعور بـ " مظلومية " أو إستلاب لحقوق مواطنة .
أنصتُ كثيراً لهم لأخرج بقناعة تامة مفادها : الحل الأمني وحده غير مجدي بالمرة ، بل مواطنة صالحة وعدالة بعيداً عن لغة التخوين والعمالة المتبادلة والناس من كلا المكونين المتصارعين منذ قرون لاتطلب المستحيل في هذا ، لكننا بحاجة لعاقل يعي ذلك ويبعد شبح اللجوء القسري لتطرف أعمى يحصد ماتبقى منا .

Share |