سيد عبد ألأمير آل مسافر..في ألذاكرة../صلاح ألدبي

Tue, 14 May 2013 الساعة : 23:32

نستظلُّ بشجرته ألعائلية ألمباركة فتمنحنا فاكهة لذيذة وتترجم لنا ؛ أنّه سيد عبد ألأمير بن سيد عبد ألحسين بن سيد علي بن سيد حسين آل مسافر....ولِدَ بعد ثورة ألعشرين ألخالدة بعامين، منحه ألباري عزّ وجل ست وثمانون من ألسنين ، عاصر خلالها حقباً سياسية مختلفة بين ملكية وجمهورية وديمقراطية!..وكانت أمواج ألأفكار وألرؤى تتلاطم في ألبحر ألسياسي لأرض ألسواد ..وألتي كانت تتلاقف تلك ألأمواج ألعاتيات صابرة مستسلمة بين مدّ وجزر..وكان مضيف من نترجم لروحه ألطاهرة على ألعكس من ذلك ألمناخ ألسياسي ألهائج ؛ كان مضيفه أشبه بملجأ للفقير وملاذ لطالب حاجة وبلسما للمحتاج ووسادة للضيف وملبيّا لنداء أستغاثة..كان ذلك ( ألبخت ) أشبه بالبرلمان ألذي يجتمع فيه أهل ألقرية وألقرى ألمجاورة من ألسادة ألأجلاّء والعوّام ليتبادلوا أطراف ألحديث من شؤون وتفاصيل حياتهم أليومية ..وكانت فناجينه لاتنقطع ساعة عن ألقيام وألجلوس في كف ( ألكهوجي!)..نعم كان ذلك ألحفيد ( ألمسافري ) حسينياً حد ألنخاع وكان حريصا أشدّ ألحرص على تهيئة وأقامة تلك ألمجالس ألحسينية وألمراسيم وألتعازي في ذلك المضيف العامر..بجانب كرمه ألحاتمي ألباذخ كان يمتاز بالحكمة والفطنة ...تزيدها بهاءاً تلك ألمهابة ألتي يتحلى بها امام أهل قريته وأخوته وضيوفه ومحّبيه...كان حاكماً وقاضيا في آنٍ واحد!!لاسيما وألنزعة ألعشائرية كانت ولازالت تجتاح عقلية أبن ألريف ألأصيل..ويعتبر حضور(أبو عارف ) عند مناقشة مشكلة مستعصية بمثابة ألأقرار بحلّها وأرضاء طرفي ألنزاع فيها..وكان انتمائه لنسل آل ألبيت ألكرام يُدخل الطمأنينة والعدالة وألقناعة في أفئدة من اتخذوه حاكماً في قضيتهم...عُرِفَ عنه ( رحمه ألله ) بأنّه كان ذوّاقاً بألفاضه حافظاً وناظماً للشعر ويمتلك من أسرار ألحسجة ألشيء ألوفير..ألى جانب سماحته ووداعته وسرعة ألبديهية ألتي يمتلكها وألتي كانت مثار أعجاب الكثيرين من ألذين جالسوه وأستمعوا أليه..ولو لمرّة واحدة!....رثاهُ ولدهُ سيد نعيم في ألذكرى ألرابعة لرحيله: :
أكو ميت يموت وينّسي بساع..
وأكو ميت يعيش أجيال ويّانه..
وأكو ميت هله ماتحزن أعّليه..
وأكو تحزن عليه جيران جيرانه!!
وأكو ويّ ألجوادر حزن نطّويه..
وأبو عارف عُمُر ماتنطوي أحزانه..
وقال مخاطباً مضيفه :
فرح ماضافني بعده مضيفه..
سهم هجره وصل كلبي مضيفه..
أمرّ وجنّه ينشدني مضيفه..
عليه وجنّه تنشدني ألوطية!..
وكما يقول سيد نعيم : كان والدي أبا عارف معلّماً لي ومؤدِباً ومربّياً فاضلاً :
ألمؤدِب وألمربّي وألمعلّم..
ألعالِم جان أبونه وألمعلّم..
عليه ألدار وحشه والمعلم..
تكاد اتّصير دكّاً عالوطية....
رحمك ألله أيها ألأنسان ( ألبخت)..ونحن على يقين بأن خَلَفه سيسيرون على نهج والدهم ويتخذون من سيرته ألعطرة ألعِبَرْ وألدروس....

Share |