شهيد رجب/صادق السيد جعفر الموسوي
Sat, 11 May 2013 الساعة : 22:29

في كل يوم من ايام الله تسقط عشرات الشهداء من ابناء العراق الغيارى وفي كل شهر تسقط المئات وفي غرة شهر رجب الأغر وبعد إتمامه صلاة الجمعة من على محراب جده عليا ( عليه السلام) وقف مخاطبا عشاقه ومحبيه بكلمات الوداع الأبدي كلمات كانت تمتزج مع دموع الألم والحسرة والفراق الابدي وهو يرفع يديه الكريمتين الى خالقه بان يحفظ الشعب العراقي ويجنبهم كل مكروه يدعو بكلمات نابعة من صميم قلبه وبحرقة وألم لا تخفيها دموعه الطاهرة التي أبتلت منها لحيته الشريفة نزل من على منبر جده عليا عليه ليشق طريقه الى الخلود الأبدي ولكن خطواته قد تثاقلت ليس خوفا من الموت والشهادة التي كان يدعو الله سبحانه وتعالى ان يرزقه بها منذ صباه ومنذ ان عرف ان الموت من اجل المبادئ خلود ابدي تثاقلت خطواته نتيجة تعلق عشاقه ومحبيه به ومحاولة كل منهم ان يقبل يديه الطاهرتين فشق طريقه بصعوبة بالغة وليته لم يسمح له بالوصول الى سيارته .اخذ المؤمنون مرادهم بمصافحة السيد وتقبيل يديه وهو لايزال رافعا يديه بالتحية والدعاء لهم ولكل ابناء العراق بالأمن والأمان والسعادة والخير والبركة حتى وصل الى الباب الخارجي فاستدار بوجهه الكريم الى ضريح جده الامام الامير مودعا إياه واحنى برأسه الشريف احتراما وقدسية لجده وهذه من أخلاق العابدين الزاهدين والعلماء العارفين ثم التفت لمحبيه وعشاقه وهو لازال يحيي ويسلم ويدعو ويبكي وكما عرفناه فهو صاحب الدمعة الرخيصة التي سرعان ماتهبط من عينيه لمجرد سماع خبرا عن ان مواليا في الشرق أو في الغرب تعرض لأذى أو لمحنة هكذا عرفناه حينما كان يزورنا في مخيم رفحاء أو حتى عندما كان يتصل بنا هاتفيا ونحن في ديار الغربة ليطمئن علينا وعلى أوضاعنا في المهجر.اقترب من سيارته واذا به يرتفع عاليا الى بارئه دون ان يعود لنا ارتفع روحا وجسداستقبلته ملائكة الرحمن لتشيعه في جنانه الخلد السرمدي لم يبقى منه الا اصبعا كأنه اصبع جده الامام الحسين (عليه السلام) الذي بتروه بعد استشهاده.لقد خسرك العراق ياسيدي نعم كل العراق بل كل المذهب فقد كنت له صمام الأمان كنت صمام الامان للعراق والمذهب ولكل المستضعفين في الأرض وكنت الأب والوالد العطوف لكل الأيتام وكنا نرى فيك الشهيد الصدر (رضوان الله تعالى عليه) كيف لا وهو من كان يطلق عليك ( عضدي المفدى) نعم ياسيدي ياابا جعفر التحق بك عضدك المفدى وترك خلفه آلاف الأيتام وهي بأمس الحاجة الى عطفه وحنانه .فسلام عليك ياسيدي ياابا صادق يوم ولدت ويوم قتلوك ويوم تبعث حيا.