كم أنت قاس أيها الفقر/خضير عباس الصالحي
Sat, 11 May 2013 الساعة : 0:44

لفت انتباهي امرأة تسير وواضح أنها جاءت من مدرسة أبنها لأنها كانت تحمل بين كفيها (شهادته)تسير بخطى ملئها الحزن والألم يتطاير من أطراف عباءتها الطويلة التراب لكونها تريد أن تنظف طريق أبنها عند عودته عباءتها التي غيرت لونها الشمس ولكنها لم تغير لون الشرف والعفة والكرامة في ذاتها ظهرت عليها أثار تعب الزمن وتراكم السنين تسير وتتعثر في خطواتها لأنه في كل خطوة هنالك حلم..
لذلك وجدت أن في مسيرها من البيت إلى المدرسة عبارة عن أحلام وأحلام أحلام قد تكون مستحيلة التحقق أو هي بالفعل (مستحيلة التحقق) وأحلام مسنة كأنها عجوز هرمت من جور الأيام ولكن الشيء الوحيد الذي يساعدها هو أملها بذلك الابن يكبر بنجاحه في الدراسة ويصل إلى الغاية المنشودة والحمد لله أنها لا تعلم ما يجري للذين أنهكوا قواهم في الدراسة ولم يجنوا ثمارها لكي لا ينقطع حبل أملها الوحيد تأمل بأن ينتشلها من سراديب الحياة وبئر الحرمان والجوع والذل والفقر
وكم أنت قاسً أيها الفقر