البحرين.........نزيف الخليج-مهدي الصافي

Sat, 7 May 2011 الساعة : 18:24

انت الرسالة الأمريكية لأمراء البترول واضحة,عهودنا القديمة تتجدد تبعا لظروف الطاعة المعقودة معكم!
التخوف الدولي-الخليجي من انتفاضة الشعب البحريني لاعلاقة له بالتفاصيل الاثنية للشعب,ولايمت بصلة للطبيعة أو التركيبة الاجتماعية والسياسية الطائفية الممثلة بمذهب الملك وحاشيته وأتباعه(السنة) والرعية(الشيعة),
وليس هناك مايمكن اعتباره دليلا منطقيا على تورط إيراني كبير في تلك المسألة الداخلية,اللهم إلا التعاطف الروحي المذهبي بين الشعبين,وهو أمر طبيعي لايمكن أن ينكره احد,
الأمم المختلفة الأعراق والألوان تجمعها أحيانا ثقافة اللغة(الدول الناطقة بالانكليزية) تجدها تتفاعل وتتأثر مع القضايا المشتركة بينها,بل كيف اجتمعت دول الاتحاد الأوربي وقد كانت بالأمس دول متحاربة فيما بينها,
أو كيف يمكن أن ينتشر المذهب الوهابي في بعض الدول العربية وأفغانستان وباكستان ودول البلقان ويوغسلافيا السابقة دون وجود مثل هذا التعاطف المذهبي,إذن المسألة هي العروش المرتكزة على مساند الاستعمار التي تخاف من رياح الحرية والتغيير.
لا وجود لمنطق بشري عقلي يجعل من رأي الجماهير العريضة المتشوقة لنسائم الأمل والعتق من الاستعباد الحكومي ,شماعة لإدانته ووصمه ورميه بالعمالة للغير,واعتباره سببا لاستباحة حرمة الإنسان المسالم وإهانة أسرته وعياله وانتهاك حرمات البيوت بأيدي الغرباء,
سواء كان أهل البحرين المنتفضين سنة أو شيعة أو حتى من ديانات مختلفة لا يجوز التنكيل بالإنسان ,ومصادرة حرية التعبير المكفولة دوليا وإنسانيا وأخلاقيا,وخصوصا أن الانتفاضات والثورات البحرينية لم تكن وليدة الصدفة ,بل هي امتداد لتاريخ طويل من الصراع من الاستعمار البريطاني والحكام المحليين من ال خليفة منذ خمسينيات القرن الماضي.
الحكومة العراقية ومواقفها الخجولة تجاه مايجري في البحرين,واستنكار البعض للتصريحات الخفيفة التي أطلقت بحق مذابح الشعب البحريني المنتهكة على يد المرتزقة وجيش الاحتلال السعودي,كانت تعكس صورة التذبذب السياسي وانعدام وجود الرؤيا الحقيقية الجادة لما يحصل بحق شيعة الوطن العربي,
من المفترض أن تكون مواقف الحكومة العراقية مبنية على جملة نتائج مبدئية أخذت من عمر العراق الكثير, تشرح للجميع إن الإقصاء المذهبي لم يعد مسموحا به في المساحات الشيعية الرسمية أو المناطقية المحدودة,
وكان عليها أن تستنكر هذه الجرائم الطائفية التناقضات السياسية الأمريكية-الخليجية تجاه قضية الشعب البحريني,
لأننا نشعر أن التواجد السعودي في البحرين يمثل خطرا كبيرا على مستقبل العملية السياسية الجارية في العراق,ومدعاة لزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي للدول المتعددة الطوائف,وتجربة سيئة لبث وإشاعة روح التفرقة والكراهية المذهبية بين أبناء الشعب الواحد(بالطبع مع وجود مذهب التكفير الوهابي),
وألا أين دين مكة وأين مذاهب ملوك الطوائف والقبائل عندما يستباح دم المسلم ببساطة مفرطة ودون مبرر,ولماذا انشرح الإعلام الخليجي لما يجري في سوريا وسكت عن البحرين,أم إن العملات المتغيرة الأوجه هي الفيصل في مثل تلك الأزمات والإحداث.
التشيع يعرفه الأمريكان قبل غيرهم,هو ليس مذهب رافضي كما تصوره دوائر التشريع المسيسة حكوميا(على شاكلة قرضاوي الأمراء),هو خط إسلامي عريق بدأ منذ ولادة خطوط الخلافة الراشدة ,اكبر حتى من كل إيران ومراجع الشيعة,
كان خطا نزيها لدولة إسلامية ترفض العروش سارت مع انحرافات الدولة الأموية والعباسية,تحاربهم بالقران والسنة النبوية الشريفة,ليست لها علاقة حتى مع بعض التصرفات الشيعية الطقوسية المكتسبة عبر ثقافة الآخرين.
إذن الجميع على حق سنة وشيعة إن كانوا مع الإسلام المحمدي الخالص,بعيدين عن فتاوى التكفير واستباحة الحرمات,ترى هل كانت هناك راية للإسلام مرفوعة في عهد النبي الأكرم يجري تحتها تنفيذ عمليات القتل وهتك ألإعراض والإجهاز على الجرحى, ومنعهم من دخول المستشفيات والاستخفاف بدماء البشر,وتهديم دور العبادة ,وحرق القران الكريم,الخ.
أن نزيف الخليج الذي كان مفتوحا في العراق قبل أكثر من أربعة عقود(بل منذ حرائق الوهابيين للمقدسات الإسلامية في النجف),أريد له إن يعود من بوابات أخرى,ألا يكفي استعبادا لشعوبكم كل هذه الفترات الطويلة,
العالم كله تغير ألا انتم,تبيعون علنا التراث القبلي الهمجي البالي,وترسمون صورة السيوف البتارة, برقصاتكم البدوية الخارجة عن الإسلام,سيوف لا تمضي إلا من فوق رقاب شعوبكم,من أعطاكم حق التسلط على رقاب وأموال وثروات الشعوب العربية ,وقد ولدنا مع الإسلام أحرارا,
لتذهب قمتكم العربية إلى الجحيم ,إن كانت سياساتكم القمعية لا تراعي حرمة لأحد,ولا تقيم اعتبارا ووزنا للقرآن وسنة الرسول محمد ص

Share |