عقلانية عباس الموسوي وتخبط داود البصري/نعيم عبد مهلهل
Fri, 10 May 2013 الساعة : 2:11

يسألني جاري وقد هاتفني بعد أنتهاءنا من مشاهدة برنامج الأتجاه المعاكس ليلة 7 من مايس2013 .قائلا : هل تعتقد أن المحاور في هذا البرنامج الذي يدعى داود البصري عراقيا أم أنه صناعة مؤدجلة من خارج الحدود أُريدَ لها أن تكون دعامة لهذا المد الغريب الذي يُراد له أن يحرق الأخضر واليابس في عراق بدء للتو بشم نسائم الامان والسير على جادة الغد المضيء بعد اعوام من اضطراب امني وفوضى تداخلت فيها خواطر اشعال الفتن الطائفية والحرب الأهلية واصوات دبابات المحتل وتلك الاصوات ذات الرقاب المرتعشة والسدارات الخاوية ، وأناس يوهمون بني المذهب من انهم فقدوا الحكم لاصحاب مظلومية لايستحقوا ان ينالوا منها سوى ويلات نكبتهم منذ ان قتل امامهم غدرا في مسجد الكوفة وحتى اليوم ولهذا راحوا يصنعون وهم تفريق الأمة والشعب من خلال خيام ساحات الأعتصام.
ولأني تابعت البرنامج معتزا وفخورا لأن أحد المحاورين هو السيد عباس الموسوي ، صديقي وجار طفولة اجواء جنوب الله حيث شارعنا المشترك في مدينتنا الناصرية وذكريات سدرة بيت جدهِ المرحوم آية الله الشيخ عباس الخويبراوي ( الناصري ) وكعادة البرنامج الذي تسيسه أجندة تحاول ان تذكيَّ نار فتنة والتعصب وردة الفعل الآنية التي تستغفل مشاعر البسطاء والعامة من أبناء الوطن العربي ممن تحجب عنهم حقائق الحق بسبب سطوة هذا الاعلام المؤدلج والمدفوع الثمن بمليارات البترول العربي ومشايخه.
وهكذا أبتدأ الحوار بين السيد الموسوي والسيد البصري ، وكما كنت اتوقعه من السيد البصري ( هذه ) الحرفة المصطنعة في العصبية والشتم وأظهار الارتباك الغاضب والمقصود والمسيس والموصى به أن بدء بشتم التجربة الجديدة في العراق وجعلها ممثلة في حزب الدعوة مانحاً اياه بدون قصد شرف أن يكونَ الوحيد الذي قاوم النظام السابق ولكن عبر بوابة تحمل ايقونة الكذب والمغالطة التاريخية بأن الصقَ في الدعوة اعمال حدثت في العراق والكويت وبيروت لم تكشف التحقيقات أي دور للدعوة فيها ، لكنه أي السيد داود ( البصري ) أراد أن يخلط الاوراق في لعبة قديمة كان غوبيلز وزير الدعاية النازي يستخدمها في مقولة ( كذب ..كذب ..كذب حتى يصدقكَ الناس ) وهو يعلم أن الكثير من تلك الأعمال كانت من تخطيط وصناعة المخابرات العراقية .
رد السيد عباس الموسوي جاء من عقلانيته وهدوءه وعلميته في تشخيص وتبرير هكذا مغالطات ليفندَ كل الذي قاله البصري متهجما ومبررا لعصبيته هذا السيناريو الذي اكتشفت فيه أن البصري كان يحمل طموحا ما لما بعد التغيير فلم ينله ، فعاد لينتقم بسلطة لسانه والمواقف المصطنعة وليفسر ما يحدث في العراق بما يؤمن فيه .
السيد عباس الموسوي ، حمل الصورة الواضحة والحقيقة والطموحة لأبناء وطنه ومذهبه ليوضح لنا مدى حرص العراقي على توحيد خطاب وحدته ووجوده ولحمته دون النظر الى انتماء ومذهب وحزب . لهذا رأينا في منطق ورد السيد الموسوي هدوءا وحكمة ومحاججة منطقية ازاء فوضى الجمل والتهم وقالبها الجاهز الذي يُحضرْ له السيد البصري في مجمل لقاءاته التلفازية ومقالاته ، ويبدو أنه مثل الطبخة الجاهزة يمكن تحضيره في أي وقت للاستفادة منه في مهاجمة النظام العراقي بحلمهِ الجديد أو للأساءة الى الاحزاب الوطنية ومنها حزب الدعوة.
حاول داود البصري في برنامج الأتجاه المعاكس أن يخلط الأوراق وأن يداري مشاعر من يغرف من خيراتهم عليه وربط ما يحدث في سوريا سببه ايران والعراق ، ويبدو أنه يمتلك عقدة أسمها العقدة الايرانية وهو يدرك في سريرته أن القضية السورية قائمة على متناقضات المصالح العالمية و تقاطعتها ، وربما منطق السيد الموسوي فسر الأمر في حقيقة ما يحدث في سوريا وطبيعة مكوناتها المذهبية والأثنية حيث يوفر العيش الطويل للسيد الموسوي أيام المنفى في سوريا ومنطقة السيدة زينب ( ع ) فهما عميقاُ لما يحدث في سوريا ومرجعيات الحدث وما سيسفر عنه في المستقبل ، وعليه بقي السيد البصري ماسكا ب( جنجلوتية ) النظام السوري وادوات قمعه ويتغاضى تماما عن مهازل ومذابح جيش النصرة ، لهذا كان السيد الموسوي حاسما في تذكير مقدم البرنامج ( فيصل القاسم ) بأنه سوري ويعرف تماما الوضع وطبيعة ما يجري في سوريا ، وحتما القاسم يدرك ويعرف تماما مقاصد السيد الموسوي وأنهما في الباطن قد يتفقان تماما أن الفرن السوري المشتعل لن يحرق دول الجوار فقط بل يتعداه الى اليمن وعموم بلدان الخليج العربي.
في برنامج الأتجاه المعاكس أرتنا عقلانية عباس الموسوي وقربه من الحدث العراقي المُعاش بطبيعته الحقيقة ونواياه صورة المحلل الواعي والرجل الغيور على وحدة وطنه وتوحد اثنياته ومذاهبه ، وتشخيصه لما يحدث في مستويات العقل والمنطق والعلم والرغبة الكامنة في ذات الدولة والحكومة وحزب الدعوة في توحيد الذات العراقية بمختلف مشارب انتماءها السياسي والطائفي والمذهبي ، فيما ارانا داود البصري وجها قاتماً ومنفعلا ومغالطاً لحقيقة ما يتمناه ويسعى اليه الحكم الجديد في العراق.
وفي النهاية الشعور بنجاح السيد عباس الموسوي في الأختبار امام مغالطات الحريف تمثل بالنسبة لي سعادة انني مازلت أرى وأؤمن أن صديقي الموسوي لقادر دوما أن يرُدَ الصاعَ بِصّْاعَينْ.........!