بعد عودتي من محافظة البصرة متعبا من سفرة مضنية لانجاز تقرير عن اطلاق الاصبعيات في الاهوار ..وحين استقرت بنا الطريق الى سيطرة تل اللحم اقبل احد منتسبي الشرطة لتفتيش السيارة بواسطة جهاز الاي دي البريطاني وبعد اتمام عملية التفتيش وكعادتنا كعراقيين تبادلنا الحديث مع رجال السيطرات لمعرفتنا بحجم الاجهاد والعناء والرتابة التي تكتنف عملهم ...وفي ظل الحديث الذي يدور حول مااقامت به السلطات القضائية البريطانية بالحكم على مورد هذا الجهاز للعراق ...وبملاطفة مع الشرطي الذي يفحص سيارتنا (هل مازلتم تعملون بهذا الجهاز..واعتقد ليس بحرام ان نسأل هذا السؤال..لان الاموال التي دفعت ..هي اموال عامة ولنا ولكل العراقيين حقوق فيها..:فكان الرد جميلا من الشرطي ..واعتقد انه اراد ان يبين شيئا قد يغيب عن الكثيرين..قال اعتقد ان الجهاز ليس فيه عيوبا سوى انه مبلغه كان باهضا جدا,,عموما لانقف كثيرا هنا) انبرى من خلفه رئيس عرفاء شرطه اظنه هو مسؤول الوجبة ..قائلا من يتحدث عن الجهاز انتم(توقفوا جانبا)طالبنا بجميع المستمسكات اوراق السيارة كلها كانت مضبوطة...لكن صاحبنا ابتدع قانونا جديدا سأل السائق هل السيارة بأسمك اجبته ان السيارة باسمي وقد اعطيتك كل المستمسكات ..قال صحيح بأسمك ولكن السائق ليس لدية وكالة بقيادة السيارة؟؟قلت ومايصنع بالوكالة..اذا الاصيل موجود فما تصنع بوكالة ربما تكون مزورة مثلا؟؟قال واجبنا ونحن اعرف ساذهب بهذه المستمسكات الى ضابط المرور...واكد انه سيحرر مخالفة بهذا.. لم اصدق ذلك ظنت انها نوع من النرفزات التي يحاول احيانا بعض رجال الامن اتباعها لالشيء الا ليغيظوك او يستفزوك
تركته على راحته كمايقال..وانتظرنا لنصف ساعة ..بداءت انفعل داخليا ..رباه ماذا يفعل هذا الشرطي,,هل له حصة مع من تعاقد على جهاز الاي دي..لماذا يتعامل معنا هكذ رغم علمه باننا صحفيون ..ام انها المشكلة اننا صحفيون..اتصلت بمكتب مدير الشرطة..وقال ساتدبر الامر..اتصلت بمدير المرور قال لاتقلق..بعد قليل عاد صاحبنا..ومعه المستمسكات ومعها وصل غرامة بثلاثين الف دينار..فعلها ..
اسرعت الى كشك المرور لاجد نقيبا سألته عن قانونية هذه الغرامة ..تفاجأ حينما قلت له اني صاحب السيارة الشرعي وكنت موجودا داخل السيارة..لكنه استدرك حينما عرف ان الشرطي استغفله..ليؤكد قانونية الغرامة..هنا اكدت له ان السيد رئيس عرفاء( تنرفز )حينما تحدثت مع من فتشنا عن جهاز الاي دي..لكن النقيب اصر على ان الاجراء قانوني وان السائق حتى وأن كنت معه في سيارتي لابد من وجود وكالة بحق القيادة..المهم تحررت المخالفة وبدأ السادة المسؤلون في مديرية الشرطة والمرور بالاتصال لتسهيل الامر لكن بعد فوات الاوان,,
وهنا اوجه نصيحتي .. للذين يتحدثون عن جهاز الاي دي بسوء..اصمتوا ولاتذكروه بسوء ,,فأن لم تكونوا من ضحاياه الذين قتلوا بسبب عدم اكتشافه لمفخخات الارهابين,,قد تصبحوا من ضحاياه الذين سيحكمون بالاعدام اذا استغبتم حجي(أي دي)اما انا ساكون قنوعا.. ثلاثين الف دينار ولااعدام
احمد السعيدي
اعلامي