/مالعراق واوتوقراطية الأحزاب/مهدي الموسوي
Mon, 6 May 2013 الساعة : 23:48

في ابسط تعريف للاوتوقراطية تعرف بانها اطلاق سلطات حزب ما او فرد ما بدون التقييد بقانون او دستور وفرقها عن الدكتاتورية هو ان الرعية في الاوتقراطية تخضع للسلطة بدافع الولاء بينما في الدكتاتورية فان المحكومين يخضعون للسلطة بدافع الخوف ,وبذلك تكون الاوتقراطية اكثر تعقيدا واصعب تفكيكا من الدكتاتورية لأنك اذا اردت التغيير سوف تصطدم بحواجز الولاء التي تتشرنق بها الاحزاب فتضفي على نفسه بعدا رمزيا الهيا يصعب نسفه او اقناع الجمهور ببشريته وخطاه وهنا تكمن الصعوبة في الاصلاح والتغيير , والعراق اليوم تحول من الحزب الدكتاتور او بعبارة ادق من الحكم الفردي الدكتاتوري الى سلطة الاحزاب الاوتقراطية مجموعة من الاحزاب تمترست خلف رمزيات الهية فانتزعات ولاءات الجمهور قسرا فمن حزب الدعوة المتمترس بالمرحوم محمد باقر الصدر الى المجلس الاعلى المتحصن باسرة ال الحكيم وماضيها الديني مرورا بالتيار الصدري المتخندق بالمرحوم محمد صادق الصدر وانتهاء بحزب الفضيلة الذي صنع له مجدا بفتاوى مرجعه اليعقوبي ,وهكذا تعددت الانتماءات والتسميات ولكن الذي يجمع كل هذا الكم من المتناقضات في بعض الاحيان ان لم نقل في كل الاحيان هو الاوتقراطية التي تعيشها هذه الاحزاب وفعلا استطاعت ان تبني من خلالها وجودا وحضورا ,والمتابع للشارع العراقي يجد ذلك واضحا فأن الشارع ساخطا على الاداء في كل مفاصل الدولة ولكن عندما تصل ساعة الصفر ولحظة التغيير تخمد الاصوات وتقف دواليب عجلة التغيير فلا يعلو صوت على تلك الولاءات التي استطاعت اوتوقراطية الاحزاب المتنفذة اكتسابها من الجماهير , ولكن مثل هذا الولاء لايمكن ان يدوم طويلا فقد يصحو الاحزاب يوما من الايام (او عرسا من الاعراس الانتاخبية كما يحلو لهم ان يصفوها ) فيجدوا نفسهم اقلية مستضعفة ,ولذا وبحسب ما ارى ان المسألة تحتاج الى قراءة جديدة لتلك الاحزاب بعيدة عن تاريخها النضالي والجهادي قريبة الى الواقع الموضوعي والبيئة المحيطة فان التاريخ والمجد التليد ليس هو الورقة الرابحة في كل الحروب ,الاحزاب (واعني بها الاسلامية) بحاجة الى مراجعة لمسارها ونقد ذاتي فعلي لهذه التجربة التي خاضتها لاكثر من عشرة سنوات حتى تنزع ثوب الاوتوقراطية المقيت (او لنقل المؤقت ) وتلبس ثوب الديمقراطية الذي يمكن ان يقربها اكثر من قواعدها وجماهيرها .