الفايروس الذي عطّل الحاسوب الياباني -عقيل الموسوي ـ المانيا

Mon, 18 Jul 2011 الساعة : 8:47

ابدت انزعاجا واضحا امريكا حين احتل حاسوبها المركز الخامس عالميا , تاركا المجال للأجهزة اليابانيه والصينية , حيث تصدّرَ الحاسوب الياباني القائمة بمواصفاتٍ من العيار الثقيل , فقد كان وزنه مائة الف كيلو غرام وطاقته الاستيعابيه تعادل مليون حاسوب اعتيادي , وبكفاءة عمل تصل الى ثمانية الاف عمليه حسابيه في الثانيه , اما كلفة المشروع فكانت 1,2 مليار دولار اي ما يقارب المبالغ التي رصدت لرصف شوارع مدينة الناصريه , اما العمليات التي يقوم بها هذا الجهاز العملاق فتكاد لا تُصدّق , فعلى سبيل المثال قام اليابانيون بتغذيته بمعلومات عن عشرين مليون مجره فضائيه وطُلب منه رسم صوره لشكل الكون بموجب تلك المعلومات , يقول الخبير : لو اننا فرضاً ادخلنا هذه المعلومات الى جهاز حاسوب اعتيادي وطلبنا منه رسم تلك الصورة لاستغرق حل تلك العملية ما يقارب عشرة ملايين عام , اما الحاسوب الياباني فقد بقي شهرا كاملا يعمل بدون توقف ليتحفنا بصورة كونية غاية في الدقة والروعة والابداع .
هنا تذكرت كلام جارنا السبعيني رحمه الله عندما بدأت تنتشر حواسيب الجيب في سبعينات القرن الماضي وكان الحديث عن العمليات الحسابية وسرعة الحصول على نتائجها وكيف كانت تلك الحواسيب محط ابهار لأغلب الناس أذ ذاك الّا ذلك الجار الذي لم يعرف شيئاً عنها ولكنه اراد ان يشارك الحاضرين في المضيف حديثهم فقال : ( كل ماتقولونه بالنسبة لي ما أشتريه بفلسين , اني اللي محيرني ابوالكيشوانيه لمّن اروح للزياره شلون يعرف قندرتي من قندرة غيري أول مايشوف القطعه بيدي ؟؟؟)
اُدخلت الى هذا الحاسوب عن بلدان العالم معلومات اقتصادية وعسكرية وسياسية لكي يقرأها على شكل بيانيات غاية في الدقة , ولكنهم تفاجأوا بتوقف جهازهم عن العمل بمجرد ادخالهم المعلومات الخاصه بالبرلمان العراقي , الامر الذي ادّى الى استدعاء افضل أطباء الكمبيوتر في اليابان ظناً منهم انه أُصيب بجلطه دماغيه ـ لا سمح الله ـ , استدعى الاطباء القائمَ بالأعمال العراقي لبعض الاستيضاحات تبيّن بعدها انه اصيب بفايروس يشل الحركه بالكامل اسمه حكومة الوحدة الوطنيه .
أتفق مع القارئ الكريم ان هذا هو الغريب من القول , ولكني اجزم انه ليس الغريب من الفعل , بعد ان ثبت باليقين القاطع ان حكومات الوحدة الوطنيه هي حكومات شراكة في السلب والنهب على مبدأ ( شيّلني وأشيلك ) , وألّا فهي حكومات تعطيل اعمال وبذرائع الوطنيه التي لايخدعون بها الّا انفسهم المريضه , وليس هناك مثل أوضح من موقف القائمه العراقيه التي تريد التمديد للقوات الامريكيه ولكنها لاتعلنه الا اذا ماحصلت على ( مصّاصه ) من عمو نوري الذي لا يستطيع اتخاذ هكذا قرار بدون اجماع وطني لأن ذلك سيصطدم بالمواقف الوطنيه الثابته للسيد علاوي والناطق بأسمه حيدوري ابن الملا , وكذا هي المواقف لدى الاخرين وعلى كل النواحي وفي كل الازمان , فلا أنسَ صاحب العمامة ( الورع ) الذي يلقب نفسه الان برلماني سابق حين وقف معارضاً وبشدة تلك المشاريع العملاقة في البنى التحتيه دون ذريعة علمية ولا حتى شرعية , ليتبين بعدها أنْ لا نصيب مادي من عمولات تلك الصفقات تعود لحسابه الخاص او حساب قائمته ذات المقاعد السبعة والتي خرجوا بها ثمنا لخُفَّي حُنَيْن بعد ان ملأوا الدنيا زعيقا ونباحا واتخموا الساحة السياسية بالزبد الذي ذهب جفاءاً ليتمتعوا بعدها بالمليارات التي ستطيل وتطيل وتطيل وقوفهم بين يدي الله تعالى , كما لم أنسه أذ وقف معطّلاً اكثر من ماْئة الف درجة وظيفية وبدون ذرائع هي الاخرى سوى انه ارادها ان تكون غنيمة لمرتزقته من مزوري الشهادات والبلطجيه ورجال الامن والاستخبارات الصداميه الذين دخلوا دار ابي سفيان بعد السقوط , أولئك الذين تلونوا كالحرباء لينعموا بالرتب العسكريه والمكافآت وقطع الاراضي , وهكذا هي دائما مواقف حكومات الوحدة الوطنيه تتصرف ضمن المثل القائل لكل شخص من اسمه نصيب فهي تنضح بالوطنيه وليس غير الوطنية يحكم مواقفها الّا درس الحساب أحيانا .
ولكني أعود وأستغفر الله طلباً لشعبنا الرحمة ان جاءت حكومة أغلبية ربما تستطيع القيام ببعض المشاريع ليس من اجل الشعب طبعا ولكن أملاً في الاستمرار في الدورات الانتخابية القادمة , ولكن المعضلة الحقيقية هل ستكون لدينا حينها معارضة واعية لحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقها والتي تنهض بها المعارضات في الدول الديمقراطية .. أم انها ستتأبط مفخخات لتعاقب الحكومة بدماء الابرياء التي لاتهتز لها شوارب الحكومة ولا حتى شعيرات خصاها

Share |