حزب الدعوة بين كاريزما المالكي وديماغوجية قياداته/مهدي الموسوي
Mon, 6 May 2013 الساعة : 0:07

ما ان أنسدل الستار عن انتخابات مجالس المحافظات 2013 حتى بان ضعف الاداء الحزبي الميداني لبعض الاحزاب المتصدرة للمشهد السياسي والاعلامي والحكومي في كثير من المحافظات واحاول هنا في هذا المقال ان اتناول احد اهم تلك الاحزاب صدارة ورصيدا تاريخيا وحكوميا بامتياز واعلاميا وجماهيريا بنسبة لابأس بها واعني به حزب الدعوة الاسلامية ,فمهما حاول بعض منافسيه من الطيف الشيعي ان يخفو تاريخ تاسيسه او يتستروا على مؤسسيه الاوائل او يشوهوا موقفه الفكري والعقائدي فأن هذا الحزب بقى محافظا على وجوده السياسي والجماهيري وبقي قسم لابأس به من قواعده منشدا اليه ,ولكن وكما يقال ان السياسة فن الممكن وفن المتغيير فلاتعرف الثبات وهي بحاجة دائمة الى الحركة والتغيير والاصلاح ,وفي لعبة الديمقراطية قد تكسبك التحالفات شيئا وقد تكسبك الكاريزما شيئا ولكن ليس هو بالكسب الدائم والمستمر بل حاله حال من يبني قصرا من رمال البحر على الساحل فسرعان ما تبتلعه الامواج , والمتابع لحزب الدعوة مابعد مرحلة الثورة واعني عند دخوله مرحلة الدولة وتحديدا بعد عام 2005 م لم يعتمد التنظيم كاساس في حركته بالساحة(وهو صاحب التجربة الطويلة في هذا الميدان) بل اعتمد الكاريزما التي يتحلى بها بعض قياداته , ففي حقبة الجعفري وما يملكه من كاريزما سحرت الجمهور الذي بات منبهرا به ومنشدا اليه مما رفع من سقف الحزب بل سقف الاتلاف الوطني جميعه وبجميع اطيافه فتسابق المرشحون حتى من لاينسجم مع الجعفري فكرا ان يضع صورة الجعفري في دعايته الانتخابية (لان العين تعشق قبل القلب احيانا), وهوى الجعفري ولم تسعفه الكاريزما ولا من صوت اليه انسحب بهدوء ولم يخرج احد لتشييعه لامن محبيه ولامن الذين زينوا دعايتهم الانتخابية بصورته ,وفجأة لمع نجم جديد في سماء الدعوة يملك من المهارات والقدرات والكفاءة القيادية ما يمكنه من خلق كاريزما جديدة في قلوب الجمهور وهكذا وببركة كاريزما المالكي نشطت خلايا حزب الدعوة النائمة وبدأت قيادات مكاتب المحافظات تخرج من سباتها لتتحرك تحت مظلة المالكي وتحاول الانتشار في الاقضية والنواحي والقرى بطرق ديماغوجية(=ملتوية يشوبها الخداع والمصلحية والمجاملات) ليس همها الحزب في كثير من الاحيان بل همها ان تمسك زمام المبادرة في هذه المحافظة او تلك وكان تاثير المالكي سيد الموقف وتدافع اقطاب الدعاة في المحافظات على البحث عن صور تجمعهم بالمالكي ليزينوا بها مكاتبهم (لان العين لاتزال تعشق قبل القلب احيانا) ,وتناسى هؤلاء ان بشار بن برد قال (والاذن تعشق قبل العين احيانا) وتناسوا حكمة بن برد عندما قال احيانا فليس دائما تنجح هذه المعادلة ,وحقا فعلت ال(احيانا) فعلتها في انتاخبات مجالس المحافظات 2013 ,حيث استيقضت هذه القيادات على خبر مروع صدم غرورهم وبساطة تخطيطهم فبالرغم من فوز المالكي (دولة القانون) هزمت الدعوة (وبعبارة ادق هزم هؤلاء الذين نصبوا انفسهم قيمين على هذا الحزب العريق) وحقا هذه مفارقة كيف يفوز المالكي وهو الامين العام للحزب وتهزم الدعوة ويتلاشى تمثيلها في مجالس المحافظات والاجابة واضحة فأن دولة القانون ربحت الجولة بكاريزما المالكي واما حزب الدعوة فهزم بديماغوجية قياداته فيجب عليهم ان يعيدوا حساباتهم من جديد ويعترفوا بالهزيمة وضعف التخطيط فاما ان يترجلوا ويفسحوا المجال للدعاة الجدد الذين يفكرون بروح المرحلة والواقع واما ان يصلحوا ما افسده الدهر ولكن قديما قيل (وهل يصلح العطار ماافسد الدهر) .