قطعان الضباع تلتهم حِجرا ً/عقيل عبد الجواد
Sun, 5 May 2013 الساعة : 23:34

الا زلت يا حِجر تدفع ثمن قولتك لا لمعاوية الا زلت يا حِجر تدفع ثمن ولائك لعلي (عليه السلام) الا زلت يا حِجر تدفع ثمن نصرتك لأولاده وأولاد الرسول (صلى الله عليه واله ) طريدي امة جدهم . الا زلت يا حِجر تدفع ثمن دفنك في ارض اللئام .
أي أبطال هؤلاء شغلوا التاريخ ببطولاتهم ومواقفهم ولا زال تاريخهم يسجل لهم ما تفعله أجسادهم حتى بعد عشرات القرون على استشهادهم وهم يرفضون أن يغادروا واقع الأحداث بل ويتركوا بصمتهم عليه . فما بالكم يا حِجر الا تتركون لغيركم شيئا ً دار الله لكم وحتى الدنيا مشغولة بكم . فسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ّ ويوم تبعث ُ حيا ً ويوم نُبش قبرك .
سبقت حادثة ضريح الصحابي حِجر – رحمه الله - ثلاثة حوادث ذات مغزى متعلقة بالأضرحة الاولى موقف جد الرسول عبد المطلب مع أبرهة والثاني تفجير مرقد الإمامان العسكريان (عليهما السلام) والثالث التحصن بمرقد الأمام علي (عليه السلام) من قبل من يفترض بهم أنهم أتباعه .
ففي الحادثة الاولى المشهورة , خاطب أبرهة عبد المطلب قائلا ً بعد أن انبهر بهيبته" أيها الرجل المهيب تصورتك تراجعني بمقدساتك –مكة - لكنك تنادي وتطالب بإبلك " .
لقد كانت الشجاعة آخر ما ينقص عبد المطلب وإلا لما ذهب لجيش الفيلة بقدمه بعد ان فر أهل مكة لكنه الحلم إذ عرف انه لا طاقة له بأبرهة وان لا قوة تفوق قوته الا قوة الله , الذي لم يخذل عبد المطلب بوجهة نظره , وكذلك نحن الآن لا طاقة لنا بحماية مقدساتنا بالقوة فعلينا الاتجاه إلى الله بالدعاء والى عقولنا نعتصرها لتنتج لنا خططا ً تحمينا وتحمي مقدساتنا قبل الندم .
أما الحادث الثاني تفجير مرقد العسكريان (عليهما السلام ) فدليل على فشل حكومتنا الشيعية إذ لم تحمي المراقد وهي على أراضيها وهي ولية الأمر .
والحادثة الثالثة اتخاذ مرقد الأمام علي (عليه السلام ) كثكنة عسكرية مدججة بالسلاح من قبل أتباعه أملا ً أن تقوم أمريكا بضربه أو تهديم قبته فكل شيء يهون أمام العداء لها .
إذن مراقدنا لن تحميها القوة مثال عبد المطلب ولن تحميها شيعة السلطة – المثال الثاني - ولن يحميها منافقينا ممن عرضّوا مرقد الأمام علي (عليه السلام ) للتدنيس كما دنس بن الزبير كعبة ربنا بدماء نفاقه .
إذا كان لا شيعة السلطة ولا أصحاب المثال الثاني سيحموننا فمن سيكون أذن ؟
انه صوت الحكمة حوزتنا الدينية التي ستحوزنا اليها وترعانا كما فعلت وتبقى تفعل .والتي عليها ان تتبنى المخرج والخلاص لنا وهو نقل الجثامين الطاهرة الى النجف أو كربلاء كملاذ مؤقت فقد استنفذنا أعذارنا بعد تضحية حِجر ولم يعد لدينا سوى ان نسبقهم .
وهذا الأمر لم يكن ليخطر ببال احدنا قط لكن ما حدث مؤخرا ً جعله امرا ً مقبولا ً شرعا ً ومنطقا ً فهو أفضل من التفرج على الاعتداء على أصحاب المراقد وإخفاء أجسادهم للأبد الواحد تلو الآخر فهي خسارة عظيمة لن تعوض ابدا ً والله لن يغفرها لنا إن حصلت ولا شك ستحصل
وعلينا ان نسأل أنفسنا هذا السؤال : هل المطلوب حماية المراقد أم حماية بشار الأسد ؟ فأن كان الجواب هو الأول إذن يكون عندها نقل الجثامين الطاهرة حل معقول لكن إن كان الجواب هو حماية بشار فسيرفض هذا الحل اصلا ً ولن يتم .
وهو ما أرجحه فلا ايران ستقبل بذلك أو حزب الله أو بشار إذ سيخسر ورقة حمايته .
ولا ادري لماذا يحق لبشار خلق منطقة آمنة له في الساحل السوري مقتصرة على الطائفة العلوية كحل أخير ولا يحق للأجساد الطاهرة ان نجد لها ملاذا ً امنا ً .
أذن ستضيع ونضيع وهو ما يحدث عندما يخلط الدين مع السياسة فلا نحن سنكون سياسيين ناجحين ولا نحن سنكون متدينين حقيقيين إذ لن نتورع ان نستخدم كل شيء كأوراق سياسية حتى مراقدنا .
وأرجو ان يكون اثر الموضوع علينا أكثر من توفير مواضيع مناحة جديدة للرواديد الحسينيين وأن لا يتحفونا بقصيدة تباكي واستدرار للدمع فهي مما يشمت الأعداء واعتراف بالهزيمة واستمراء للخنوع والذلة والمسكنة .