شهيد من مدينتي/صادق السيد جعفر الموسوي

Sun, 5 May 2013 الساعة : 23:26

في قرية ال حول احدى قرى ناحية الفهود التابعة لمحافظة ذي قار وفي عام 1964وفي أحضان والدين علويين ولد الشهيد السعيد السيد كريم إبراهيم السيد عكلة .
تربى وترعرع بين اهله وأعمامه نشأ علويا محبا لأهل البيت عليهم السلام أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة الخزرجية ثم أكمل الدراسة المتوسطة في ثانوية الفهود وقبل ان يكمل سن الخامسة عشرة من عمره انتمى لصفوف الحركة الاسلامية وبالتحديد لصفوف حزب الدعوة الاسلامية عن طريق أخيه الأكبر الشهيد السعيد السيد عادل ولكونه كان حركيا نشطا وشجاعا وكيسآ گلف بمسؤولية التنظيم الطلابي في قطاع قضاء الجبايش الذي يشمل الفهود والحمار والجبايش انضم على يديه مجموعة كبيرة من الشباب المؤمن وفي عام 1978 تم ترشيحه لرئاسة الاتحاد الوطني لطلبة العراق وقد حقق فوزا ساحقا رغم انه لم يكن بعثيا و هزم مرشح حزب البعث آنذاك هذا الأمر لم يعجب إدارة المدرسة البعثية وقيادة الحزب في الفهود فدبروا له خلافا مع احد أساتذة الثانوية الأمر الذي أدى بهم الى فصله من الدراسة لمدة عام واحد إلا ان طلاب ثانوية الفهود لم يركنوا لقرار المدرسة فقرروا الإضراب العام عن الدراسة وهو اول إضراب يحصل في العراق في زمن حزب البعث المقبور مما أدى بهم الى تغيير القرار حيث قرروا نقله الى اية ثانوية يختارها وقد قرر شهيدنا الانتقال الى ثانوية الحمار هناك لم يترك شهيدنا العمل السياسي بل كانت فرصته أوسع في التحرك على ابناء ثانوية الحمار وقد انتمى على يديه مجموعة أخرى من ابناء المدينة وكان من بينهم الأخ نعيم كرم الله سلمان والسيد مهدي السيد صابر ومجموعة أخرى من ابناء الحمار. تشرف شهيدنا في البيعة التي اقرت للسيد الشهيد الصدر (قدس سره الشريف) عام 1978 والتي عاهدته فيها الوفود بان تكون وفية له ولخطه الحسيني.
شارك شهيدنا في انتفاضة رجب عام 1979 وقد كان له دورا بارزا فيها وبعد انتكاسة الانتفاضة الرجبية اختفى خصوصا بعد ان تم الاعتراف عليه من قبل العديد من الأخوة الذين تم اعتقالهم حيث سافر غلسة واقام في بيت أخيه الأكبر المرحوم السيد عبد الجليل السيد إبراهيم في بغداد هو وابن شقيقته السيد مناف الذي كان هو الاخر مطلوبا للسلطات البعثية حتى تم التوسط له من بعض المعارف والأقرباء هناك مع فاضل البراك مدير الأمن العامة في بغداد وتم توقيفه لأيام قليلة ثم أطلق سراحه. بعد ان اطلق سراحه انتقل لإكمال دراسته الإعدادية في بغداد في بيت أخيه السيد عبد الجليل حتى عام 1980 حيث حصل عليه اعترافا اخر من مجموعة من ابناء الناصرية وكلهم كانوا طلابا في الإعدادية لم يبلغوا سن الثامنة عشرة من العمر اقتيد شهيدنا الى مديرية امن الناصرية ومنها الى بغداد هناك أطلق سراح جميع من في قضيته باستثناء شهيدنا المترجم له والأخ نعيم كرم الله الحساني بقرار عفو خاص من المقبور صدام اسماه ( المرحمة الأبوية) اما شهيدنا فحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات وفق المادة 247 من قانون العقوبات البعثية وارسل الى سجن ابو غريب سئ الصيت قسم الأحكام الخاصة وبقي هناك دون ان يرى النور أو الشمس ومنع من مواجهة عائلته التي لأتعرف عنه شيئا و رغم صغر سنه إلا انه كان يقوم بإلقاء المحاضرات التوجيهية والتوعوية والتثقيفية كما انه كان يؤم المصلين في زنزانته التي اودع فيها وبالرغم من المضايقات الأمنية له ولرفاق دربه وكما نعلم بان الصلاة بحد ذاتها كانت جريمة يعاقب عليها الانسان العراقي فكيف بها وقد كانت صلاة جماعة وفي زنزانات البعث الكافر فقد كانت تمثل تحد صارخ لهم في عقر دارهم من قبل فتى أسير لديهم ويدلنا نحن هذا الموقف عن شجاعة فائقة كان يمتلكها شهيدنا لايستطيع أيا كان ان يمتلكها نتيجة لذلك ولمواقف اخرى تعرض شهيدنا داخل السجن الى المضايقات من قبل حرس السجن والسلطات الأمنية حيث تم عزله في الحجز الانفرادي عدة مرات كما انه تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي وفي تلك الظروف الحرجة أصيب شهيدنا بمرض التدرن الرئوي وبقي يعالج المرض دونه عرضه على طبيب أو إعطائه العلاج اللازم أو نقله الى المستشفى الخاص بالسجناء والذي غالبا مايرسل له السجناء للعلاج بل حجز في غرفة منفردة لا يرى فيها احدا من اخوة الدرب ولا يراه احدا منهم وتعتبر هذه إحدى وسائل البعثيين في الإعدام البطئ التي استخدموها أيضاً مع العديد من الأخوة الذين استشهدوا بهذه الوسيلة وبعد معاناة مع المرض دامت شهورا وفي شباط من عام 1982 ارتفعت روحه الطاهرة الى بارئها وهي تشكو ظلم الظالمين وجبروتهم وطغيانهم تشكو له مما لحق بابناء العراق من هذه الطغمة الظالمة ومالحق بالاخيار من ابنائها وشبابها التي غصت بهم السجون وفي يوم من أيام شهر شباط الأسود جاء مسوول امن الفهود ومعه مجموعة من البعثيين وزبانية صدام الى عمنا المرحوم (والده) السيد ابراهيم وقد بلغ من العمر عتيا حيث ناهز الثمانين من عمره وأبلغوه بان يذهب الى الطب العدلي في بغداد لاستلام جثته وفي اليوم التالي ذهب السيد مع احد ابناء عمومته الى هناك وأعطاهم كتاب مديرية الأمن العامة وأخذوا السيد الى الثلاجة التي كانت تضم جثث العشرات من الشهداء الذين أعدمهم الطاغية وادخلوه الى الثلاجة وقالو له ابحث عن كلبك من بين هذه الكلاب (لعنة الله عليهم) فلم يتعرف السيد في البداية على شهيدنا لان ملاحمه تغيرت كثيرا كما ان جميع الشهداء كانو من نفس عمره فقال لهم هل لكم ان تدلوني على ابني فدلوه عليه من خلال رقم الكتاب الذي كان عندهم حمله الى مثواه الأخير في النجف الأشرف وعاد الى داره في ناحية الفهود ومنع من إقامة العزاء وتعرضت داره للمضايقة والمراقبة من قبل البعثيين وسماسرة النظام المقبور الذين كانو يسجلون كل شاردة وواردة وينقلونها لآسيادهم، ولا يفوتني هنا ان اذكر ان أخيه الأكبر الذي كان يسكن في بغداد والذي اعتقل شهيدنا من داره تعرض هو الآخر للمراقبة الأمنية والاستدعاءات المتكررة مما حدى به الى ترك داره في بغداد والانتقال الى محافظة كربلاء وهنا في كربلاء لم يسلم من استدعاء الأجهزة البعثية بين فترة وأخرى حتى أصيب بداء السكري نتيجة مضايقتهم له وهو في عز شبابه . رحم الله شهيدنا واسكنه فسيح جنانه وسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
ملاحظة:
الصورة للشهيدين السيد عادل وأخيه السيد كريم المترجم له هنا

Share |