محور المقاومة ودعاة الاستسلام/عبد الامير محسن ال مغير
Sat, 4 May 2013 الساعة : 22:59

كل من يعتقد بان الغرب اخلص يوما ما لكيان او دولة او شعب في هذه المنطقة عند تعامله معه وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ومنذ بدء القرن الماضي وايجاد اسرائيل في قلب الوطن العربي فهو موغل في الوهم حتى اذنيه فطالما المخطط الصهيوني مسيطرا على الغرب فكريا وثقافيا وسياسيا فكل خطوة تخطوها الدول الاستعمارية الغربية في هذه المنطقة يحسب الف حساب لمعرفة مدى تأثيرها على اسرائيل وان سكان هذه المنطقة عليهم ان يدركوا بانهم يواجهون غزوا حقيقيا وعلى كافة المستويات ممثلا بقاعدة امريكية غربية متقدمة اسمها اسرائيل واخر مراحل هذه الهجمة هو ما يدور الان ضمن ما يسمى بمؤامرة الربيع العربي وانكشف دونما ستار اخيرا بما صدر عن قطر لما يسمى ببيان تبادل الارض بين الفلسطينيين والصهاينة حيث سيتمخض مضمون ذلك البيان اذا ما كتب له التنفيذ التخلي عن القدس والضفة الغربية وهذا هو ضمن المرحلة الثانية من التحرك الصهيوني الذي جرى على ثلاثة مراحل اولهما وعد بلفور عام 1917 و ثانيهما السيطرة على كافة الاراضي الفلسطينية عام 1967 ثم الدخول في المرحلة الثالثة والاخيرة بتصفية القضية الفلسطينية ومع وقوف مناضلي هذه الامة بوجه هذه الهجمة بعد افتضاحها تحاول امريكا وبوسائلها المعروفة ان تلقي بثقلها في التأثير على الاحداث سواء من خلال استخدام منظمة الامم المتحدة والعملاء الاقليميين كأمير قطر او بدفع المال والسلاح والمؤن لعصابة المرتزقة في سوريا او بأجراء التدريبات في الاردن لأولئك المرتزقة او اجراء المناورات العسكرية في الخليج لرفع الروح المعنوية لدى العربان هناك وما تعتقده امريكا بانه مؤثر على التوجه الايراني بدعم جبهة المقاومة بوجه التآمر الغربي الصهيوني ولا بد ان يقابل ذلك التآمر بإيجاد جبهة متلاحمة للرفض دوليا واقليميا ومحليا خصوصا وان العدو اصبح واضحا فايران فرضت عليها العقوبات ظلما وهي تمارس حقا كفله القانوني الدولي اما سوريا فعقوباتها تستصرخ الضمير والوجدان الانساني حيث فرضت دونما سبب وهي ضحية لتامر دولي غربي وهكذا هو الغرب يخلف وره الاذلال والموت والقهر ونهب خيرات الشعوب وربما اصدق وصف لذلك هو ما جاء في القران الكريم عندما صورته بلقيس ملكة سبأ لمستشاريها عن دخول المحتلين الى اي بلد كيف يعيثون فسادا فأن تلك الآية الكريمة جاءت بصيغة العموم تصور دخول المحتل الى اي بلدا ما وبمثابة المثال الحي والناطق عن ما يتركه ذلك المحتل من مأسي وان تلك الآية جرت مجرى الامثال والامثال تضرب ولا تقاس كما يقولون ولم يقصد بها النبي سليمان وجيشه علية السلام حين قالت (ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة وكذلك يفعلون) واذا كان الغزاة الامريكيون قد تركوا ما تركوه في العراق من عاهات ستبقى اثارها لمددا طويلة ما لم يدرك الحكام العراقيون في العهد الديمقراطي ابعاد خطورتها في التأثير على القيم لدينا وبهذه الشكل المخيف باستباحة ارواح الناس ونهب المال العام والاستهانة بوحدة تراب الوطن والمجاملة على حساب الحق وحالة من الهوس وصلت الى حد قطع رؤوس الجنود العراقيين وارسال جثثهم مقطوعة الى ذويهم او التمثيل بتلك الجثث ففي يوم 1/5/2013 اختطف ثلاثة جنود في الموصل وفي يوم 2/5/2013 القيت جثثهم الطاهرة على قارعة الطريق العام دون ان يتركوا ذنبا ومع هذا نجد من يطلب ايقاف تنفيذ عقوبة الاعدام لغاية سياسية ويبرر ذلك بإعادة المحاكمة على حد قوله واسالكم بالله هل سمعتم يوما ان حكما قضايا تصدره المحكمة ويكتسب الدرجة القطعية ويصبح له قوة القانون النافذ ان يطعن بمضمونه وبهذه السهولة وهذه الحالة هي احدى الاسباب الرئيسية بالاستهانة بأرواح الناس فمسألة تنفيذ احكام الاعدام ذات تأثير بالغ على اوضاعنا السياسية والاجتماعية في هذه المرحلة حيث تطمأن نفوس ذوي الشهداء وترفع معنويات القوات المسلحة وتترك اثرا في نفوس المجرمين والقتلة حيث يشعرون بان هناك قصاص عادل يلاحقهم ولا بد هنا ان نؤكد ان العراق ما لم يرفع عنه البند السابع يعتبر محاصرا اضافة الى كونه حاليا مستهدفا من اعداء اقليميين يضيقون عليه الخناق وضمن المخطط الدولي الموضوع للمنطقة وبنتيجة ما تكشفت عنه الاحداث الاخيرة بتوحيد ما يسمى بجبهتي النصرة في سوريا والعراق وما كشف من وصول منشورات لما يسمى بالجيش السوري الحر الى ميسان على اثر التفجيرات الاخيرة التي حصلت هناك فلا بد من توجه اقتصادي موحد بين كل من ايران والعراق وسورية ودول البريكس وعلى رأسها روسيا والصين وخصوصا ان البرامج الاقتصادية غير مشمولة بقرارات المقاطعة الصادرة بشكل انفرادي وحتى وان كانت صادرة من المنظمة الدولية في حالة تأثيرها على اقتصاد بلدا ما وما لم يكن هناك مواجهة فعلية في تبادل المعلومات العسكرية لمواجهة البرامج العدوانية للغرب مدعومة مع الدول المحبة للعدل والسلام والمؤيدة للحق العربي فأن قوة المقاومة ستتأثر الى درجة كبيرة اذا بقي مجهودها منفردا ويستعصي عليه الوقوف بوجه الهجمة الشرسة ثم تأتي بعد ذلك اتفاقيات مد انبوب النفط الى البحر المتوسط عبر سوريا وهو موجود فعلا وقد ابدله صدام بأنبوب جيهان التركي عندما اراد حرمان الشعب العربي السوري من ارباح مد ذلك الانبوب عبر سوريا كما يراد مد انبوب الغاز الايراني الى سوريا عبر العراق وعلينا ان ندرك بان الحياة وفي كافة جوانبها تسير بشكل متسارع جدا وما لم يوحد مجهود دول الرفض للاحتلال الصهيوني حيث تتهاوى مزاعم نبيل العربي وجامعته باتجاه تحقيق المشروع الصهيوني ومن ثم يراد انشاء سوق مشتركة بين دول المواجهه والتوسع في التبادل التجاري والتسليح مع روسيا حيث ان النسبة الكبرى من اسباب ما يسمى بثورات الربيع العربي هو استهداف قطع سوق التسليح مع روسيا لسببين اولهما ان سوق التسليح يوفر للغرب مئات المليارات من الدولارات والاهم من النقطة الاولى ان التسليح الغربي يكون محسوبا لما يوفر الحماية لإسرائيل وهذا يفسر لنا ما حصل من تدمير للجيش العراقي وسلاحه والجيش الليبي وتسليحه وما يتعرض له الجيش المصري الان وما يواجهه الجيش العربي السوري المستهدف وبنفس المسعى اعلاه ايضا.