الامريكان والصهاينة يسيرون قدما نحو مشروع تفتيت المنطقة العربية/عبد الامير محسن ال مغير
Sat, 4 May 2013 الساعة : 22:58

ثبت للمثقفين العرب ومن خلال تجربتهم مع بدأ الطلائع الاستعمارية للقوى الغربية في هذه المنطقة بأن كل ما يطرح من قبل الساسة الامريكان لم يفضي الى الحقيقة وانما يأتي مغلفا بالنفاق فمشروع الكونفدرالية بدأت مقدماته تطرح ضمن تصريحات لكبار الساسة الامريكيين وان بدت متناقضة الا انها في حقيقة الامر في الحصيلة تهيئ لذلك المشروع فوزير خارجية قطر وهو ممثل اسرائيل في الجامعة العربية صرح حول تبادل الارض بين العرب الفلسطينيين والكيان الصهيوني وقد قدم وزير الخارجية القطري بيانا عن الجامعة العربية دون ان تفوضه تلك الجامعة سوى انه نجم عن اتفاق بينه وبين نبيل اللا عربي وهذا المشروع يهدف لتحقيق نقطتين هامتين عزل القدس بكاملها وضمها لإسرائيل ووضع اليد كليا على كافة الاراضي التي بنيت عليها المستوطنات الصهيونية ويقابل ذلك ان تصبح اسرائيل جزء من المنطقة كما تقول ( ليفني ) وزيرة العدل الاسرائيلية وتوقيع الدول العربية اتفاقا مع الكيان الصهيوني ينتهي بالاعتراف الكامل بذلك الكيان وبأنه يشكل الدولة اليهودية وتنتهي كافة المطالبات ومعالم المقاومة مع تسوية الغاء عودة اللاجئين ويقابل ذلك انسحاب اسرائيل من بعض الاراضي التي تحت يد الفلسطينيين ويعتقد المحللون بأن مثل هذا المشروع هو جزء من الطروحات الامريكية الصهيونية التي تطرح لتبعد التوصل الى أي حل سلمي وعادل بغية المماطلة والاتجاه لتحقيق الهدف الابعد التي يأتي كنتيجة لما يسود المنطقة من حالة الفوضى والاقتتال بين شعوبها والذي نجم عن مؤامرة ما يسمى بربيع الثورات ويدلل اولئك المحللون بأن مثل هذا الطرح لا ينسجم مع القصف الاخير لقطاع غزة وتقدم الدبابات الاسرائيلية لمدخل ذلك القطاع وحصر صيادي الاسماك الفلسطينيين حتى ضمن مساحة الثلاثة كيلو مترات المتفق عليها واطلاق النار عليهم حيث تحاول اسرائيل الان في التحرش المذكور جس نبض ما حصل من توجهات اخيرة في ذلك القطاع من خلال سد الانفاق من قبل الاخوانيين في مصر ومنع التسليح للمقاومة كليا وتولي وكلاء جدد على بعض فصائل المقاومة ممثلين للكيان الصهيوني فنرى بأن كبار الساسة الامريكيين في وقت يرددون بما يسمونه بالحل السلمي يطلب (جون كيري) ادخال تغيير على الخطة وعدم زيارة اوردكان للقطاع حول ما قيل للمصالحة بين القطاع والضفة خشية ان تغضب اسرائيل من ذلك وبأن ما يدخل على تلك الخطة يأتي ترضية للكيان الصهيوني ومع هذا فمثل هذه الاقوال تثير السخرية حيث في حقيقة الامر لم توجد أي خطة في وقت منظور ومحدد للوصول الى حل سلمي للقضية الفلسطينية فمما هو يشغل بال القوى الاستعمارية الغربية وعملاءها في المنطقة الان هو مواجهة الموقف الصلب والباسل للجيش العربي السوري بغية انهاك ذلك البلد وهو على ما يبدو كل ما تريد ان تتوصل اليه قوى الاستعمار الغربي لإخراج سوريا كليا من معادلة القوى الرافضة لابتلاع فلسطين وان اقوال اوباما الاخيرة تعكس العقلية اللئيمة للساسة الامريكان التي ثبتت بأنها لم تكن مستقلة عن الهيمنة الصهيونية على القرار الامريكي فمن يقول بأنه يتبنى حل سلمي لما يدور في سوريا وبنفس الوقت يعود فيقول ضمن تصريحات اخرى بأنه سيقوم بأرسال اسلحة لعصابات المرتزقة في سوريا فشعوب هذه المنطقة ادركت ابعاد اللعبة بأنها تستهدف تفتيت دول الشرق الاوسط لصالح اسرائيل والقضاء كليا على مشروعها الحضاري والوحدوي وما تفرضه او تتطلع اليه الحركة الصهيونية هو تحقيق التخلي كليا عن أي طموح مشروع للشعب العربي وعن طريق القوة وفي أي من اقطار هذه المنطقة وقد اثبتت تصريحات ليفني وزيرة العدل الصهيوني بقولها (بأن مشروع حمد بن جاسم آل ثاني امير قطر يعتبر توجها إيجابيا) وقد رحب نتنياهو بذلك المشروع وهذه مسألة طبيعية وهذا المشروع الذي سمي بتبادل الارض بين الفلسطينيين واسرائيل يفضي الى ان يصبح شيخ قطر قائدا لما يسمى بجامعة الدول العربية وهو ما كان يطمح له كما يعكس ملامح الهدف بالوصول نحو الكونفدرالية والعزل الكامل بين كل من الضفة وغزة والسير قدما لعملية التفتيت ضمن ما يجري في كل من اليمن وليبيا ومصر وسوريا والعراق وصولا لتحقيق المشروع الصهيوني لإقامة دولة اسرائيل من الفرات الى النيل ولكن العرب ادركوا ابعاد مخاطر هذا المسار حيث بعد محاولة استدراج مناضلي غزة وعزلهم عن مصادر تمويلهم وسد الانفاق بين سيناء والقطاع من قبل مرسي واخوانيته وما توج من تأمر بنتيجة زيارة شيخ قطر الى القطاع وما استتبع ذلك من قصف مدمر لذلك القطاع من قبل الصهاينة والذي انتهى بانتصار مناضلي غزة حيث قاموا برد الصاع صاعين على ذلك الهجوم الغاشم الصهيوني الا ان اسرائيل ادركت على اثر ذلك الرد مدى الهوة التي تواجهها فغيرت ستراتيجيتها على ما يبدو لتجعل التماس اليومي والمباشر في التحرش بمناضلي قطاع غزة وربما سيفضي ذلك الى عملية هجوم واسع على القطاع لإعادة احتلاله حيث يصرح نتنياهو بقوله بأن انسحابنا من غزة يمثل خطر كبير حيث واجهنا ذلك الرد من مقاتلي غزة اما الذين يحاولون ان يغلفوا انفسهم بثوب النضال نفاقا مع انهم انغمسوا في الترف والتبعية والاذلال بعد اقامتهم في الفنادق الفخمة في الدوحة وكان ذلك مؤشر خطر يأتي ضمن ما تسير نحوه الولايات المتحدة باتجاه تنفيذ اوامر اللوبي الصهيوني بدعم اسرائيل بالمعدات الحديثة والزام (محمد مرسي ) بسد الانفاق وتحرك شيخ قطر كوسيط وجاسوس على مجمل ما يحصل في القطاع بعد ان تم اكتشاف دوره التخريبي بما سمي بثورات الربيع العربي التي خلفت الدمار في جميع البلدان العربية التي مرت بها حيث بقيت تلك الدول والمجتمعات تعاني من الانقسام وتدمير البنى التحتية والاقتتال بين ابناء شعوبها وكل ذلك مسخر في حقيقة الامر لصالح الكيان الصهيوني بامتصاص امكانيات هذه الشعوب وابعادها كليا عن مشاريعها التنموية والوحدوية بغية فرض مشروع التسوية وطمس معالم أي حق للشعب الفلسطيني في مشروع تلك التسوية وخبرت الشعوب العربية بأن أي شعب من هذه الشعوب تتم هيمنة الاحتلال الامريكي عليه او بسط نفوذة تغرس فيه حالة الفوضى والاقتتال ونهب الخيرات وبث عناصر التجسس لصالح الغرب ضمن ما يسمى عادة بمنظمات حقوق الانسان فالاستعمار الامريكي له وجهين في حقيقة الامر الاول وهو الظاهر بالتبشير بمزاعم الديمقراطية والحريات العامة والوجه الثاني الخفي وهو وجه قبيح شعرت به الشعوب بعد فترة من الهيمنة وهو ما تعاني منه الان ويشكل اكبر المخاطر على وحدة تلك البلدان كما ذكرنا فبالعراق مثلا يسير تطبيق مشروع بايدن قدما نحو ما يجري في بلاد وادي الرافدين من خلال عملية الاقتتال بين ابناء هذا الشعب وتخوين بعض الساسة من خلال المال السعودي القطري واستثمار حالة ما يبذل لتجنيد البعض كأدوات بالتأثير على الاستقرار والامن واعادة اقامة البنية التحتية وربما ما حدث في الحويجة واستمرار التفجيرات في مدن الوسط والجنوب يتطلب توضيحا كاملا من قبل كبار المسؤولين الامنيين في وزارة الداخلية عن جهاز كشف المتفجرات المستعمل حاليا من قبل مفارز التفتيش والذي تم استيراده في ظل وزارة البولاني عندما كان وزيرا للداخلية وتم توقيع العقد من قبل جهاد الجابري حيث كشف ما حصل من غش في تلك الصفقة من قبل الصحف البريطانية وبعد يوم واحد من ذلك اظهرت قناة الحرة جهاد الجابري متنكر وبشكل مخجل جدا في مدينة عمان في الشارع العام الا انه وفي اليوم التالي عاد الى بغداد وهو يحمل رتبة لواء ثم سمع العراقيون بكونه قد حبس مدة خمسة سنوات ورغم ان هذا الجهاز وحسب ما نقلت الصحف البريطانية يوم 2/5/2013 تورطت بشرائه دول عدة وهنا يثار التسائل التالي اذا كان قد تم حبس جهاد الجابري لسبب عدم صلاحية تلك الاجهزة فلماذا يستمر استعمالها اما اذا كان الامر يتعلق بفساد مالي فيتوجب ايضاحه أيضا وخلاصة القول وعندما يدرك المسؤولين بأن احداث العراق حاليا هي جزء من المخطط التآمري العام على المنطقة فيتوجب اعادة النظر بجميع الاساليب التي اتخذت فيما مضى وعلى كافة الاصعدة الامنية والخدمية والتربوية وتسليح الجيش فالمسؤولين يرددون ادراك المخاطر دون التوجه لما يطمئن المراقب للأحداث وان ما خلفه الامريكان بعد انسحابهم وتخريبهم للبنية التحتية هو اساس ما يعاني منه هذا الشعب وقد يكون قد حقق العراقيون بعض التقدم في عملية انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة في اسلوب الرقابة وتطور عمل المفوضية المستقلة للانتخابات بهذه الجانب لكنهم غير مقتنعين في سد حاجة البلد للكهرباء والخطط الموضوعة لمكافحة الفساد وكيفية توزيع الثروة في مجالات الاعمار والتي اصبحت المحافظات مسؤولة عنها بشكل مباشر .