فاطمة الزهراء كانت كأنها القمر ليلة البدر أو الشمس كفرت غماما/حميد الواسطي

Sat, 4 May 2013 الساعة : 0:12

بِسْمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَنِ اٌلرَّحيمِ أمَّا بَعدُ ، وَرَدَ في بحار الأنوار للمجلسي الجزء 43 ..عن أنس بن مالك قال: سألت امي عن صفة فاطمة عليها السلام فقالت: كانت كأنها القمر ليلة البدر أو الشمس كفرت غماما أو خرجت من السحاب وكانت بيضاء بضة. (بيان للمجلسي: كفرت على البناء للمجهول أي إن شئت شبهتها بالشمس المستورة بالغمام لسترها وعفافها أو لامكان النظر إليها وإن شئت بالشمس الخارجة من تحت الغمام لنورها ولمعانها، ويحتمل أن يكون الغرض التشبيه بالشمس في حالتي ابتداء الدخول في الغمام والخروج منها تشبيها لها بالشمس ولقناعها بالسحاب التي أحاطت ببعض الشمس أو يقال: التشبيه بها في الحالتين لجمعها فيهما بين الستر والتمكن من النظر، وعدم محو الضوء والشعاع، وعلى التقادير مأخوذ من الكفر بمعنى التغطية يقال: كفرت الشئ أكفره بالكسر كفراً أي سترته. والبضاضة رقة اللون وصفاؤه الذي يؤثر فيه أدنى شيء).
عن عطا، عن أبي رباح قال: كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله تعجن وإن قصبتها تضرب إلى الجفنة وروي أنها كانت مشرقة الرباعية.
وقال جابر بن عبدالله: ما رأيت فاطمة تمشي إلاَّ ذكرت رسول الله صلى الله عليه واله تميل على جانبها الأيمن مرة وعلى جانبها الأيسر مرة وولدت فاطمة بمكة بعد النبوة بخمس سنين وبعد الأسراء بثلاث سنين في العشرين من جمادي الآخرة وأقامت مع أبيها بمكة ثماني سنين، ثم هاجرت معه إلى المدينة فزوجها من علي بعد مقدمها المدينة بسنتين أول يوم من ذي الحجة وروي أنه كان يوم السادس ودخل بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة بعد بدر و قبض النبي ولها يومئذ ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر وولدت الحسن ولها اثنتا عشرة سنة.
وذكر إبن الخشاب، عن شيوخه يرفعه، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: ولدت فاطمة بعد ما أظهر الله نبوة نبيه وأنزل عليه الوحي بخمس سنين وقريش تبني البيت وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعين يوماً وفي رواية صدقة ثماني عشرة سنة وشهر وخمسة عشر يوماً وكان عمرها مع أبيها بمكة ثماني سنين، وهاجرت إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه واله فأقامت معه عشر سنين وكان عمرها ثماني عشرة سنة فأقامت مع علي أميرالمؤمنين بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوما وفي رواية اُخرى أربعين يوماً.
وقال الذارع: أنا أقول فعمرها على هذه الرواية ثماني عشرة سنة وشهر وعشرة أيام وولدت الحسن ولها إحدى عشر سنة بعد الهجرة بثلاث سنين وفي كتاب مولد فاطمة عليها السلام لابن بابويه يرفعه إلى أسماء بنت عميس: ولدت عليها السلام بعد النبوة بخمس سنين وبعد الأسراء بثلاث سنين وأقامت مع رسول الله صلى الله عليه واله بمكة ثمان سنين، ثم هاجرت مع رسول الله صلى الله عليه واله إلى المدينة فزوجها من علي صلوات الله عليه بعد مقدمهم المدينة بسنة وقبض النبي صلى الله عليه واله ولفاطمة عليها السلام يومئذ ثماني عشرة سنة وعاشت بعد أبيها اثنتين وسبعين يوماً.
قال الشيخ المفيد في كتاب حدائق الرياض: يوم العشرين من جمادى الآخرة كان مولد السيدة الزهراء عليها السلام سنة اثنتين من المبعث.
من بعض كتب المخالفين بإسناده، عن عبدالله بن محمد بن سليمان الهاشمي عن أبيه، عن جده قال: ولدت فاطمة سنة إحدى وأربعين من مولد رسول الله صلى الله عليه واله وزعم محمد بن إسحاق أن فاطمة ولدت قبل أن يوحى إلى النبي صلى الله عليه واله وكذلك سائر أولاده من خديجة، وفي روايتي عن الحافظ أبي المنصور الديلمي بروايته عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم الحافظ في كتاب معرفة الصحابة أن فاطمة كانت أصغر بنات رسول الله سنا ولدت وقريش تبني الكعبة وكانت فيما قبل تكنى ام أسماء.
وقال أبوالفرج في كتاب مقاتل الطالبيين كان مولد فاطمة عليها السلام قبل النبوة وقريش حينئذ تبني الكعبة وكان تزويج علي بن أبي طالب إياها في صفر بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه واله المدينة وبنى بها بعد رجوعه من غزاة بدر ولها يومئذ ثماني عشرة سنة حدثني بذلك الحسن بن علي، عن الحارث، عن ابن سعد، عن الواقدى، عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبدالله أبي فروة، عن جعفر بن محمد ابن علي عليه السلام.
وعن عبدالله بن جعفر وسعد بن عبدالله جميعاً، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ولدت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه واله بخمس سنين وتوفيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوماً.
وفي كتاب دلائل الامامة لمحمد بن جرير الطبري الامامي، عن أبي المفضل الشيباني، عن محمد بن همام، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبدالرحمان بن أبي نجران، عن ابن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ولدت فاطمة في جمادى الآخرة اليوم العشرين منها سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه واله فأقامت بمكة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين وبعد وفات أبيها خمساً وسبعين يوماً وقبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة. وعنه، عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، عن أحمد بن محمد الضبي، عن محمد بن زكريا الغلابي، عن شعيب بن واقد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عن ابن عباس قال: لم تزل فاطمة تشب في اليوم كالجمعة وفي الجمعة كالشهر وفي الشهر كالسنة فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه واله من مكة إلى المدينة وابنتى بها مسجدا وأنس أهل المدينة به وعلت كلمته وعرف الناس بركته وسار إليه الركبان وظهر الإيمان ودرس القرآن وتحدث الملوك وخاف سيف نقمته الأكابر و الأشراف وهاجرت فاطمة مع أمير المؤمنين ونساء المهاجرين وكانت عائشة فيمن هاجر معها فقدمت المدينة فانزلت [مع] النبي صلى الله عليه واله على ام أبي أيوب الانصاري وخطب رسول الله صلى الله عليه واله النساء وتزوج سودة أول دخوله المدينة ونقل فاطمة إليها ثم تزوج ام سلمة فقالت ام سلمة: تزوجني رسول الله صلى الله عليه واله وفوض أمر ابنته إلي فكنت اودبها وكانت والله أدأب مني وأعرف بالأشياء كلها.
وعن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن عبدالعظيم الحسني، عن الحسن بن عبدالله بن يونس، عن يونس بن ظبيان، قال قالَ أبوعبدالله عليه السلام: لفاطمة عليها السلام تسعة أسماء: فاطمة، والصديقة والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء ثم قال عليه السلام: أتدري أي شئ تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي قال: فطمت من الشر قال: ثم قال : لو لا أن أميرالمؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الأرض من آدم فمن دونه.
وفي كتاب دلائل الامامة للطبرى: عن الحسن بن أحمد العلوي، عن الصدوق مثله.
وعن سعد، عن جعفر بن سهل الصيقل، عن محمد بن إسماعيل الدارمي، عمن حدثه، عن محمد بن جعفر الهرمزاني، عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام يابن رسول الله لم سميت الزهراء زهراء؟ فقال: لأنها تزهر لأمير المؤمنين عليه السلام بالنور،
وبالإسناد إلى دارم قال: حدثنا على بن موسى الرضا ومحمد بن علي عليهما السلام قالا: سمعنا المأمون يحدث عن الرشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن أبيه، عن جده قال: قال إبن عباس لمعوية: أتدري لم سميت فاطمة فاطمة؟ قال: لا، قال: لأنها فطمت من النار سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقوله.
وبالأسانيد الثلاثة عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه واله: إني سميت ابنتي فاطمة لأن الله عزوجل فطمها وفطم من أحبها من النار.
وعن الرضا، عن آبائه عليهم السلام مثله.
وعن محمد بن معقل القرميسيني (الفيروز آبادي: قرميسين بالكسر بلد قرب الدينور معرب كرمانشاهان.)، عن محمد بن يزيد الجزري، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبدالله بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت: لم سميت فاطمة الزهراء زهراء فقال: لأن الله عزوجل خلقها من نور خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها وغشيت أبصار الملائكة وخرت الملائكة الله ساجدين وقالوا: إلهنا وسيدنا ما هذا النور فأوحى الله إليهم هذا نور من نوري وأسكنته في سمائي خلقته من عظمتي اخرجه من صلب نبي من أنبيائي افضله على جميع الأنبياء واخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري يهدون إلى حقي وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي.
وفي مصباح الأنوار: عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
وعن الطالقاني، عن الجلودي، عن الجوهري، عن ابن عمارة عن أبيه قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن فاطمة لم سميت زهراء؟ فقال: لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لاهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض.
وعن علي بن إبراهيم، عن اليقطيني، عن محمد بن زياد مولى بني هاشم قال: حدثنا شيخ لنا ثقة يقال له: نجية بن إسحاق الفزاري، قال: حدثنا عبدالله بن الحسن بن حسن قال: قالَ أبوالحسن عليه السلام: لم سميت فاطمة فاطمة؟ قلت: فرقاً بينه وبين الأسماء قال: إن ذلك لمن الأسماء ولكن الإسم الذي سميت به أن الله تبارك وتعالى علم ما كان قبل كونه فعلم أن رسول الله صلى الله عليه واله يتزوج في الأحياء وأنهم يطمعون في وراثة هذا الأمر من قبله فلما ولدت فاطمة سماها الله تبارك وتعالى فاطمة لما أخرج منها وجعل في ولدها ففطمهم عما طمعوا فبهذا سميت فاطمة فاطمة لأنها فطمت طمعهم ومعنى فطمت قطعت. (بيان للمجلسي: قوله فرقا بينه وبين الأسماء لعلة توهم أن هذا الإسم مما لم يسبقها إليه أحد فلذا سميت به لئلا يشاركها فيه امرأة ممن مضى فأجاب عليه السلام بأنه كان من الأسماء التي كانوا يسمون بها قبل، قوله: " إن الله " أي لأن الله.)
وعن القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن مخدج بن عمير الحنفي، عن بشير بن إبراهيم الانصاري، عن الاوزاعي، عن يحيى بن [أبي] كثير عن أبيه، عن أبي هريرة قال: إنما سميت فاطمة فاطمة لأن الله عزوجل فطم مَن أحبها مِن النار.
ما جيلويه: عن محمد العطار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبدالملك، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما ولدت فاطمة عليها السلام أوحى الله عزوجل إلى ملك فانطلق به لسان محمد صلى الله عليه واله فسماها فاطمة ثم قال: إني فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث ثم قال أبوجعفر عليه السلام: والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق.
في مصباح الأنوار: عنه عليه السلام مثله. (بيان للمجلسي: فطمتك بالعلم أي أرضعتك بالعلم حتى استغنيت وفطمت، أو قطعتك عن الجهل بسبب العلم أو جعلت فطامك من اللبن مقرونا بالعلم كناية عن كونها في بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانية.
وعلى التقادير كان الفاعل بمعنى المفعول كالدافق بمعنى المدفوق أو يقرء على بناء التفعيل أي جعلتك قاطعة الناس من الجهل أو المعنى: لما فطمها من الجهل فهي تفطم الناس منه، والوجهان الأخيران يشكل إجراؤهما في قوله: فطمتك عن الطمث إلا بتكلف، بأن يجعل الطمث كناية عن الأخلاق والأفعال الذميمة، أو يقال على الثالث: لما فطمتك عن الأدناس الروحانية والجسمانية فأنت تفطم الناس عن الأدناس المعنوية.
وعن ابن الوليد، عن أحمد بن علوية الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن جندل بن والق، عن محمد بن عمر البصري، عن جعفر بن محمد بن على عن أبيه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا فاطمة أتدرين لم سميت فاطمة؟ فقال علي عليه السلام: يارسول الله لم سميت؟ قال: لأنها فطمت هي وشيعتها من النار.
وفي مصباح الأنوار: عنه عليه السلام مثله. بيان للمجلسي: لا يقال: المناسب على ما ذكر في وجه التمسية أن تسمى مفطومة إذ الفطم بمعنى القطع، يقال: فطمت الاُم صبيها وفطمت الرجل عن عادته و فطمت الحبل.
ولأن نقول: كثيراً ما يجئ فاعل بمعنى مفعول كقولهم سر كاتم ومكان عامر، وكما قالوا في قوله تعالى: " عيشة راضية " و " ماء دافق " ويحتمل أن يكون ورد الفطم لازماً أيضاً.
قال الفيروز آبادي: أفطم السخلة: حان أن تفطم فاذا فطمت فهي فاطم ومفطومة وفطيم.. انتهى.
ويمكن أن يقال إنها فطمت نفسها وشيعتها عن النار وعن الشرور، وفطمت نفسها عن الطمث لكون السبب في ذلك ما علم الله من محاسن أفعالها ومكارم خصالها فالإسناد مجازي.
وعن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله عزوجل فطمها وفطم من أحبها من النار.
وبإسناد العلوي، عن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه واله سُئِلَ ما البتول؟ فانا سمعناك يا رسول الله تقول: إن مريم بتول وفاطمة بتول، فقال عليه السلام: البتول: التي لم تر حمرة قط أي لم تحض فإن الحيض مكروه في بنات الأنبياء.
وفي مصباح الأنوار: عن علي عليه السلام مثله. (بيان: البتل القطع أي إنها منقطعة عن نساء زمانها بعدم رؤية الدم، قال في النهاية: امرأة بتول منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم، وبها سميت مريم اُم عيسى عليه السلام وسميت فاطمة عليها السلام البتول لا نقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسباً، وقيل لإنقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى ونحو ذلك قال الفيروز آبادي.
وفي تاريخ أبوعلي السلامي بإسناده عن الاوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة: قال علي عليه السلام: إنما سميت فاطمة لأن الله فطم من أحبها عن النار. وقال شيرويه في الفردوس، عن جابر الأنصاري قال النبي صلى الله عليه واله: إنما سميت ابنتي فاطمة لان الله فطمها وفطم محبيها عن النار.
وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : أتدري أي شئ تفسير فاطمة قال: فطمت من الشر ويقال إنما سميت فاطمة لأنها فطمت عن الطمث.
وقال أبوصالح المؤذن في الاربعين: سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه واله ما البتول؟ قال: التي لم تر حمرة قط ولم تحض فأن الحيض مكروه في بنات الأنبياء. وقال عبيد الهروي في الغريبين سميت مريم بتولاً لأنها بتلت عن الرجال وسميت فاطمة بتولاً لأنها بتلت عن النظير.
وقال أبوهاشم العسكري: سألت صاحب العسكر عليه السلام لم سميت فاطمة الزهراء عليها السلام؟ فقال: كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين عليه السلام من أول النهار كالشمس الضاحية، وعند الزوال كالقمر المنير وعند غروب الشمس كالكوكب الدري.
كناها اُم الحسن واُم الحسين واُم المحسن واُم الائمة واُم أبيها وأسماؤها على ما ذكره أبوجعفر القمي: فاطمة، البتول، الحرة، السيدة، العذراء، الزهراء، الحوراء، المباركة، الطاهرة، الزكية، الراضية المرضية، المحدثة، السماوية، الحانية (بيان: الحانية أي المشفقة على زوجها وأولادها، قال الجزري: الحانية التي تقيم على ولدها لا تتزوج شفقة وعطفا ومنه الحديث في نساء قريش: أحناه على ولد وأرعاه على زوج.)
وروي في مقاتل الطالبيين بإسناده إلى جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام أن فاطمة عليها السلام كانت تكنى اُم أبيها.
وفي مصباح الأنوار: عن أبي جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: إنما سميت فاطمة بنت محمد الطاهرة، لطهارتها من كل دنس، وطهارتها من كل رفث، وما رأت قط يوما حمرة ولا نفاساً.
وعن عمر بن محمد الصيرفي، عن محمد بن همام، عن محمد بن القاسم.
عن إسماعيل بن إسحاق، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي، عن الباقر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه واله: إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.
وعن ابن إدريس، عن أبيه، عن الاشعري، عن أبي عبدالله الرازي عن ابن أبي عثمان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه واله: إن الله تعالى اختار من النساء أربع: مريم وآسية وخديجة وفاطمة.
بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه واله إن الله ليغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها. عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام مثله.
وروي أن علياً إستقرض من يهودي شعيراً فاسترهنه شيئاً فدفع إليه ملاءة فاطمة (الملاءة بالضم والمد الأزار والريطة كذا في القاموس.
وفى اقرب الموارد: هى الريطة ذات لفقين و - ثوب يلبس على الفخذين) رهناً وكانت من الصوف فأدخلها اليهودي إلى دار ووضعها في بيت فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة بشغل فرأت نوراً ساطعاً في البيت أضاء به كله فانصرفت إلى زوجها فأخبرته بأنها رأت في ذلك البيت
ضوءاً عظيماً فتعجب اليهودي زوجها وقد نسي أن في بيته ملاءة فاطمة، فنهض مسرعاً ودخل البيت فاذا ضياء الملاءة ينشر شعاعها كأنه يشتعل من بدر منير يلمع من قريب، فتعجب من ذلك فأنعم النظر في موضع الملاءة فعلم أن ذلك النور من ملاءة فاطمة، فخرج اليهودي يعدو إلى أقربائه وزوجته تعدو إلى أقربائها فاجتمع ثمانون من اليهود فرأوا ذلك فأسلموا كلهم.
وروي أن اليهود كان لهم عرس فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه واله وقالوا: لنا حق الجوار فنسألك أن تبعث فاطمة بنتك إلى دارنا حتى يزداد عرسنا بها وألحوا عليه، فقال: إنها زوجة علي بن أبي طالب وهي بحكمه وسألوه أن يشفع إلى (بعلها) علي في ذلك، وقد جمع اليهود الطم والرم (الفيروز آبادي: جاء بالطم والرم، أى بكل ماكان عنده مستقصى فما كان من البحر فهو الطم وماكان من البر فهو الرم.. وقال الجوهري: الرم بالكسر الثرى يقال: جاء بالطم والرم إذا جاء بالمال الكثير وقال: الطم البحر) من الحلي والحلل، وظن اليهود أن فاطمة تدخل في بذلتها وأرادوا استهانة بها، فجاء جبرئيل بثياب من الجنة وحلي وحلل لم يروا مثلها فلبستها فاطمة وتحلت بها فتعجب الناس من زينتها وألوانها وطيبها، فلما دخلت فاطمة دار اليهود سجد لها نساؤهم يقبلن الأرض بين يديها وأسلم بسبب مارأوا خلق كثير من اليهود.
وقال ابن خالويه: البعل في كلام العرب خمسة أشياء: الزوج، والصنم من قوله: " أتدعُونَ بَعلاً " (الصافات: 125)، والبعل إسم امرأة وبها سميت بعلبك، والبعل من النخل ما شرب بعروقه من غير سقي، والبعل السماء، والعرب يقول (أو تقول): السماء بَعل الأرض...
الكاتب حميد جبر الواسطي
مُقدَّم انتفاضة 1991 الشعبانيَّة 

Share |