الصحابي حجر بن عدي ...لماذا ضيعوا جثمانه/موسی الخوئي
Fri, 3 May 2013 الساعة : 23:39

قبل أن تموت الأمم وتفنى بسبب الجهل و الخواء والضياع فان الهزات الاجتماعية يمكنها أن تنشط بقايا العروق النابضة وتستحث ذوي اللب فيها لتقابل ضجيج الفتن و أمواج الخراب المتحكمة في الغوغاء الهمجي الذي يحمل معاول حفاري القبور المغلفة بلبوس العصبيات الغارقة في الجهل دون أن يعرف هذا الغوغاء الهمجي انه يستعجل موت ذاته و فناء فصيلته و بوار امته.
حول عاشوراء الحسين و مقتل السبط وآل البيت الميامين و الأصحاب الأوفياءو سبي الذرية النبوية ذلك الذي حصل بفعل الغوغاء المؤتمِر بأمر القيادة الأموية كتب الملك الأموي عبد الملك بن مروان الى واليه في العراق الحجاج الثقفي يوصيه ( اياك و الايغال في دماء أهل هذا البيت فاني و الله شهدت بني حرب فقدوا ملكهم بقتلهم الحسين ) .
قد تتطلب العملية البربرية المتخلفة التي اقدم عليها رعاع السلفية التكفيرية في نبش قبر الصحابي الجليل الشهيد حجر بن عدي و نقل الرفات الى موقع مجهول وقفة تأمل واعية تستكشف منحنيات السقوط المروعة التي تشهدها الأمة في ما سمي ربيعا عربيا تتوعد مستقبلها بالويل و الثبور .ليس من الضروري أن يكون الانسان شيعيا متعاطفا مع حجر وولده و أصحابه ليواجه الحدث البهيمي لنبش قبر صحابي رسول الله بالمقت و الاستهجان فالدائرة القيمية الموسعة لبني الانسان تضم لا محالة افواجا شتى (فيها السني و المسيحي و اليهودي و الارمني والبوذي )ترفض السقوط القيمي المروع لجمهور الرعاع السلفي في همجيته و بربريته التي انعكست في استباحة الانفس و الأعراض وتدمير التراث وصولا الى نبش قبور الصالحين من صحابة رسول الله (ص) ولو كنا سمعنا أن الاسرائيلين مثلا يتوعدون المسلمين بنبش قبور اسلافهم ممن رفعوا رايات العزة و الهداية الالهية وحصل ما حصل في خيبر و في غزوة بني قريضة لكنااكثر حذرا من أحقاد الأعداء على تراث تاريخنا ورموزه مما نحن عليه في جرائم العصابات السلفية التي تنفذ بالنيابة ما هو مطلوب صهيونيا في تدمير التراث الاسلامي ومحو معطياته القيمية والتي كان حجر بن عدي فيها قامة شامخة سامقة .رفض حجر بن عدي مطاوعة الحاكم الظالم ورفض ان يقول بلسانه ما يقوله المتزلفون والانتهازيون بحضرة الحاكم الجائر ووقف بصلابة الجبال الشم يشهد مصرع ولده وأصحابه بسيف الجلادين ليلقى الله شاهدا وشهيدا يورث العزة و الشرف و الاباء لمدرسة الاسلام النقي الأصيل ذلك المستهدف من قبل حركة الوهابية التكفيرية في ايامنا هذه.