المرجع والمفكر والقائد/محمد خالد السبهان
Fri, 3 May 2013 الساعة : 23:01

ولادته ونشأته:
ولد الإمام آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر في مدينة الكاظمية ببغداد في يوم الأحد في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 1352هـ الموافق الثامن والعشرين من شهر شباط عام 1935م، وهو ينتمي إلى أسرة الصدر الموسوية، والده آية الله السيد حيدر الصدر كان من كبار العلماء آنذاك. وقد فقد السيد الصدر والده وعمره أربع سنوات(توفي آية الله السيد حيدر الصدر عن عمر يناهز الثامنة والأربعين رحمة الله عليه)، وقد تولى تربيته والدته السيدة الفاضلة بنت آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين. ونشا تحوطه رعاية أخيه الأكبر آية الله السيد إسماعيل الصدر. تزوج السيد الصدر بنت عمه (أخت كل من الإمام السيد موسى الصدر و آية الله السيد رضا الصدر، وهي بنت آية الله العظمى السيد صدر الدين الصدر).ولد للسيد الصدر خمسة أولاد: ابن واحد (السيد جعفر) وأربع بنات: تزوج الأولى مهن ابن أخيه آية الله السيد حسين إسماعيل الصدر، وثلاث منهن تزوجن ثلاثة من أبناء المرجع الشهيد آية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره).
دراسته الأولية كانت في مدارس منتدى النشر الابتدائية في مدينة الكاظمية المقدسة، وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاب لشدة ذكائه ونبوغه المبكر.
انتقل السيد الصدر من مدينة الكاظمية المقدسة إلى النجف الأشرف في الثانية عشر من عمره لإكمال دراساته الدينية، وحضر دروس كبار أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ومنهم: خاله آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين (قدس سره)، وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره). كتب في السابعة من عمره تعليقه على فتاوى خاله آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين المسماة ((بلغة الراغبين)). واستطاع السيد الصدر إتمام الدراسات الفقهية والأصولية وهو في الخامسة والعشرين من عمره عام 1378هـ. بلغ السيد الصدر درجة الاجتهاد وهو في أواخر العقد الثاني من عمره. كان السيد الصدر أسوة حسنة في الصبر والتحمل والعفو. عبادته وتواضعه وعاطفته الحارة كانت ميزات واضحة في شخصيته. وكانت أخلاقه وسجاياه صورة صادقة من أخلاق ألائمة الطاهرين وسجاياهم: زهدا، وتواضعا، ونبلا.
نهل من علمه وفضله العشرات من طلاب العلوم الدينية، وتخرج على يديه العديد من أفاضل العلماء. عاش لله وحده مكرسا حياته كلها للدفاع عن دينه ووطنه العراق، عازفاً عن حطام الدنيا وزخارفها، فلم يمتلك داراً ولا عقاراً، ولا ادخر درهماً ولا ديناراً وإنما كان ينفق كل ما يصل إلى يده الشريفة من أموال الحقوق الشرعية في مصارفها ويضعها في مواضعها.
المشاريع التي عمل على تأسيسها:
1- تأسيس حزب الدعوة الإسلامية:
أسس السيد الصدر حزب الدعوة الإسلامية مع مجموعة من علماء دين ورساليين في 17 ربيع الأول 1377هـ (12 – 10 - 1957) وقد سبقته قراءة واعية للأحداث والمعطيات اشترك فيها عدد من المخلصين والمقربين للشهيد الصدر. ونشط السيد الصدر مع السيد مرتضى العسكري والشهيد السيد مهدي وغيرهم في نشر أفكار ومتبينات الحزب الإسلامي في أوساط المرجعية الدينية وعلماء الدين والمثقفين. حصل السيد الصدر على دعم وتأييد المرجع الديني الإمام السيد محسن الحكيم بتأسيس حزب الدعوة الإسلامية، حيث انبرى أثنين من أولاده في تأسيس الحزب وهما الشهيد السيد مهدي الحكيم والشهيد السيد محمد باقر الحكيم، فضلاً عن انخراط عدد كبير من وكلائه وفي مقدمتهم السيد مرتضى العسكري في الحلقات التأسيسية الأولى للحزب. هذا علاوة على ان تحرك الحزب كان- في الغالب- يتم من خلال مؤسسات كانت تحمل المرجع السيد محسن الحكيم كما في(مكتبات) السيد الحكيم المنتشرة في معظم المناطق العراقية والتي يديرها ويحضرها عشرات الدعاة، والاحتفالات والمهرجانات التي يحيها الدعاة بأسم المرجع السيد محسن الحكيم وبرعايته ودعمه. وفي خضم الأجواء السائدة ضد العمل الحزبي في الساحة النجفية والكربلائية آنذاك ، سعى حزب الدعوة الإسلامية جاهداً لكسب تأييد المراجع ومباركاتهم. وفي هذا الاتجاه أطلع السيد الصدر أستاذه السيد أبو القاسم الخوئي وأخبره بتأسيس الحزب، كما سلمه نسخة من (الأسس) التي كتبها السيد الصدر للنشرات السرية لحزب الدعوة الإسلامية، كما أنه أطلع خاله الشيخ مرتضى آل ياسين بذلك.
وفي عام 1962 اضطر السيد الصدر إلى الانسحاب من قيادة الحزب، بناء على رأي المرجع السيد محسن الحكيم، وفضل التعاون مع الحزب خارج إطار قيادة التنظيم. كان ذلك اثر حملة تعرض لها السيد الصدر بوجه خاص قادها حسين الصافي وآخرون نيابة عن حزب البعث العراقي في محاولة استعداء المراجع وأفاضل حوزة النجف ضد حزب الدعوة الإسلامية وقياداته وكوادره، إلا أن حملتهم هذه باءت بالفشل. اثر تلك (الحملة)، أذ ذكر المرحوم الحاج محمد صالح الأديب، أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية، أنه استلم رسالة من عدة صفحات ومكتوبة باللون الأخضر من السيد الصدر إلى قيادة حزب الدعوة الإسلامية يعتذر لها عن مواصلة عمله في قيادة الحزب بشكل مباشر، وانه أي السيد الصدر سيدعم الحزب وبقوة من خارج إطار القيادة. وقد نقل هذه الرسالة السيد مهدي الحكيم وسلمها إلى الحاج محمد صالح الأديب الذي سلمها بدوره للقيادة. وظل السيد الصدر يرعى حزب الدعوة الإسلامية ويقدم الدعم الفكري والمعنوي والمادي إلى يوم شهادته.
وفي عام (1972) اشتدت المواجهات بين سلطة حزب البعث وحزب الدعوة الإسلامية أدت إلى اكتشاف بعض الخطوط التنظيمية للدعوة، واعتقال المئات منهم، ومن ضمنهم عدد كبير من العلماء المرتبطين بمرجعية السيد الصدر على نحو الخصوص.
وفي تلك الفترة- وبالتحديد عام (1974/1394) صدر رأي للسيد الصدر بمنع انتماء طلاب العلوم الدينية العراقيين إلى الأحزاب ولو كانت إسلامية، وهو منع لا يطال جميع طلبة العلوم الدينية ومن كافة المستويات وإنما يقتصر على المرتبطين بالمرجعية خاصة في العراق ويحسبون عليها. وعندما سأل السيد الصدر عن شمول هذا الرأي على طلبة العلوم الدينية في لبنان فأجاب بالرفض. وقد ذكر القيادي في الدعوة والمقرب من السيد الصدر، الشهيد السيد عبد الرحيم الياسري لا حد الدعاة، أن السيد الصدر ألغى هذا الرأي بمنع طلبة العلوم الدينية من دخول الأحزاب الإسلامية بعد ثلاثة أشهر من إصداره. وقد كان لهذا الرأي تأثير ايجابي في تخليص عدد من طلبة العلوم الدينية الموالين للسيد الصدر، والمنتمين إلى حزب الدعوة الإسلامية من التعذيب والسجن. وقد أبلغ السيد الصدر رفع رأيه هذا أيضا للسيد حسن شبر عند لقائه معه في 21- 5- 1979.
كلف حزب البعث السيد علي بدر الدين في عام 1980 الذهاب إلى السيد الصدر وحمل شروط نظام حزب البعث لرفع الحصار المفروض على السيد الصدر، وتمثلت في أن يتراجع السيد الصدر عن:
1- تأييده للإمام الخميني (قدس سره).
2- فتواه بتحريم الانتماء لحزب البعث.
3- دعمه لحزب الدعوة الإسلامية والإفتاء بحرمة الانتماء له.
كل هذه الشروط رفضت من قبل السيد الصدر وأعلن للمفاوضين استعداده التام لتحمل مسؤولياته كاملة، ولو كلفه ذلك حياته. وأمام هذا الإصدار الكبير من السيد الصدر على مبادئه والتزاماته الشرعية، اضطرت السلطات البعثية للتراجع لتضع شرطا واحدا يقبل بموجبه بالكلام ضد حزب الدعوة أو ضد الإمام الخميني أو برفع الفتوى بتحريم الانتماء إلى حزب البعث. وان تجري الصحافة العراقية أو الأجنبية مع السيد الصدر مقابلة يتحدث فيها عن العراق دونما إشارة إلى أوضاعه السياسية وان لم يمكن فعلى الأقل مقابلة يجيب فيها على أسئلة فقهية ومعرفية. ورفض السيد الصدر الشرط الأخير أيضا لتصل إلى القطيعة التامة مع النظام الصدامي.
وكان السيد الصدر قد أمر حزب الدعوة الإسلامية بالتصدي الجهادي المسلح ضد حزب البعث في عام 1979. واستجابت الدعوة لندائه وقدمت عشرات الآلاف من الشهداء ضحايا وقرابين لله لتخليص الوطن العزيز العراق من براثن صدام ونظام حزب البعث.
وظل السيد الصدر داعما لحزب الدعوة الإسلامية في كل حياته حتى الأيام الأخيرة من حياته، حيث بعث بوصيته المعروفة والتي نصها: (أوصيكم بالدعوة فأنها أمل الأمة).
2- تأسيس جماعة العلماء
تشكلت هذه الجماعة عام 1959 في النجف الأشرف من عدد من المجتهدين والعلماء، وكان للسيد الصدر دور رئيس في تحريكها وتوجيهها، وان لم يكن عضوا فيها لصغر سنه. ووزعت الجماعة سبعة منشورات ثم أصدرت مجلة((الأضواء)، وقد كان السيد الصدر يكتب أكثر افتتاحياته.
3- المساهمة في تأسيس كلية أصول الدين في بغداد
دعم السيد الصدر مشروع السيد مرتضى العسكري وآخرين في تأسيس كلية أصول الدين في بغداد وساهم في وضع مناهجها التدريسية و الثقافية. وكانت هذه الكلية منبرا للصحوة والفهم الواعي للإسلام، وخرجت المئات من الدعاة الرساليين..
4- القيادة النائبة:
وضع السيد الصدر خطة لقيادة العمل التغييري في العراق نيابة عنه لتأخذ دورها الفاعل في حالة شهادته، وذلك عندما اشتد ضغط السلطة البعثية ضده، ويقينه من قرب استشهاده.
وخلاصة خطة القيادة النائبة تقضي بتصدي مجموعة من ابرز تلامذته لحمل هذه الأمانة، ووضع آلية المشروع بان يقوم السيد الصدر بكسر الطوق الأمني المفروض عليه ويذهب لزيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب في النجف الأشرف، ويعلن للجماهير عن تشكيل القيادة النائبة ويسمى أعضاءها، ويطلب من العراقيين مساندة هذه القيادة النائبة عنه، حيث أنها ستتولى زمام قيادة العراق في فترة اعتقاله وعند شهادته. وكانت خطته أيضا بأن يكسر طوق الخوف ويعلن عن بداية مرحلة جديدة لكشف خطة صدام وحزب البعث الإجرامية ضد العراقيين والعرب والمسلمين، وتوقع السيد الصدر أن يعتقل بعدها ويستشهد. وطلب السيد الصدر من أحد علماء الدين الذي كان في النجف الأشرف أن يكون أحد أعضاء هذه القيادة ويغادر العراق إلى الخارج لكي يطلع بقية أعضاء القيادة الذين هم في خارج العراق بالخطة، ويكون في مأمن من الاعتقال، حتى يشرع السيد الصدر بتنفيذها، ولكن ظروفا طارئة دفعت السيد الصدر لإسدال الستار على خطته.
5- أطروحة المرجعية الصالحة
أراد السيد الصدر أن يؤسس نظاما جديدا للحوزة العلمية الدينية لتكون مؤسسة منظمة تدار وفق نظام داخلي توزع فيه الاختصاصات على مراجع الدين والعلماء، وتشكل فيها لجان مالية وتبليغية وتضع خططها لكل العالم ويشترك فيها المراجع والعلماء الشيعة في العالم. وقد لخص آية الله السيد كاظم الحائري في مقدمة كتابه مباحث الأصول أهداف المرجعية الصالحة بقوله:
(يمكن تلخيص أهداف المرجعية الصالحة رغم ترابطها وتوحد روحها العامة في خمس نقاط:
1- نشر أحكام الإسلام على أوسع مدى ممكن بين المسلمين، والعمل على تربية كل فرد منهم تربية دينية تضمن التزامه بتلك الأحكام في سلوكه الشخصي.
2- إيجاد تيار فكري واسع في الأمة يشتمل على المفاهيم الإسلامية الواعية من قبيل المفهوم السياسي الذي يؤكد أن الإسلام نظام كامل شامل لشتى جوانب الحياة، واتخاذ ما يمكن من أساليب لتركيز تلك المفاهيم.
3- إشباع الحاجات الفكرية الإسلامية للعمل الإسلامي وذلك عن طريق إيجاد البحوث الإسلامية الكافية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمقارنات الفكرية بين الإسلام وبقية المذاهب الاجتماعية، وتوسيع نطاق الفقه الإسلامي على نحو يجعله قادرا على مد كل جوانب الحياة بالتشريع، وتصعيد الحوزة ككل إلى مستوى هذه المهام الكبيرة.
4- القيمومة على العمل الإسلامي والإشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الإسلام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي من مفاهيم، وتأييد ما هو حق منها وإسناده وتصحيح ما هو خطأ.
5- إعطاء مراكز العالمية من المراجع إلى أدنى مراتب العلماء الصفة القيادية للأمة بتبني مصالحها والاهتمام بقضايا الناس ورعايتها، واحتضان العاملين في سبيل الإسلام.)
مؤلفات السيد الصدر(قده)
كتب السيد الصدر في الفقه وأصوله، والفكر الإسلامي، والمنطق، والاقتصاد، والتاريخ، وأصول الدين، والفلسفة، وكتب أبحاثا ومقالات في التاريخ والفكر الإسلامي وأصول الدستور الإسلامي، وألقى محاضرات في تفسير القران الكريم والأخلاق الإسلامية والتاريخ السياسي لائمة أهل البيت (ع). كتب مناهج البحث في الحوزة الدينية بأسلوب علمي جديد.
كما ساهم بإضافة مناهج جديدة إلى المناهج القديمة في الحوزة العلمية، وتصدى لحاجات الساحة الإسلامية من الدراسات والبحوث. ومن كتبه:
1- رسالة في علم المنطق: ناقش فيها بعض الكتب المنطقية، ألفها في الحادية عشرة من عمره.
2- فدك في التاريخ: كتبه السيد الصدر في مطلع حياته وبداية انفتاحه على الصراع الذي تعيشه الأمة في فهم وكتابة تأريخها الإسلامي.
3- غاية الفكر في علم الأصول: كتبه السيد الصدر وبين فيه آراءه في مجال علم الأصول وهو في عمر عشرين عاما، وهذا الكتاب الذي طبع ونشر سنة 1376هـ.
4- فلسفتنا: تصدى السيد الصدر للكتابة والحوار الفلسفي والفكري بمذاهبه المختلفة، حيث كانت الساحة العراقية العلمية وغيرها في الخمسينات تعاني من نقص في الطرح الإسلامي لمشاكل العصر في الميادين المختلفة. فشرع السيد الشهيد بمناقشة الدليل بالدليل والحجة بالحجة وفق أسلوب والية علمية مقنعة. ألف كتاب فلسفتنا في 29ربيع الثاني 1379هـ أي سنة 1959م. ووصفه السيد الصدر بقوله: "فلسفتنا هو مجموعة مفاهيمنا الأساسية عن العالم وطريقة التفكير فيه ولهذا كان الكتاب".
5- اقتصادنا: ناقش السيد الصدر النظريات الاقتصادية إضافة للإشكالات الفلسفية نقاشا علميا، وقارنها مع الأطروحة الإسلامية. وهو دراسة موضوعية مقارنة، تتناول بالنقد والبحث المذاهب الاقتصادية للماركسية والرأسمالية والإسلام في أسسها الفكرية وتفاصيلها.
6- المدرسة الإسلامية: بعد ثلاث سنوات من تأليف كتاب فلسفتنا كتب السيد الصدر كتاب المدرسة الإسلامية وقد ركز السيد الصدر في هذا الكتاب على:
أولا: الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية. وناقش فيه الأمور التالية:
أ. الإنسان المعاصر وقدرته على حل المشكلة الاجتماعية.
ب. الديمقراطية الرأسمالية.
ج. الاشتراكية الشيوعية.
د. الإسلام والمشكلة الاجتماعية.
هـ. موقف الإسلام من الحرية والضمان.
ثانيا: ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي: وقد تناول في هذا البحث ما يلي:
أ. ما هو نوع الاقتصاد الإسلامي.
ب. الاقتصاد الإسلامي.
يذكر السيد الصدر مبررا كتابته لهذا الكتاب: وقد لا حظنا من البدء مدى التفاوت بين الفكر الإسلامي في مستواه العلي وواقع الفكر الذي نعيشه في بلادنا بوجه عام حتى يصعب على كثير مواكبة ذلك المستوى العالي إلا بشيء كثير من الجهد، فكان لا بد من حلقات متوسطة يتدرج خلالها القارئ إلى المستوى الأعلى ويستعين بها على تفهم ذلك المستوى الأعلى وهنا نشأت فكرة (المدرسة الإسلامية).
7- البنك اللاربوي في الإسلام. وهذا الكتاب أطروحة بنك أسلامي من دون ربا، ودراسة لنشاطات البنوك على ضوء الفقه الإسلامي.
8- الأسس المنطقية للاستقرار. وهي دراسة جديدة للاستقرار، تستهدف اكتشاف الأساس المنطقي المشترك للعلوم الطبيعية للإيمان بالله سبحانه وتعالى.
9- بحث حول المهدي.
10- بحث حول الولاية.
11- نظرة عامة في العبادات.
12- دروس في علم الأصول الجزء الأول.
13- دروس في علم الأصول الجزء الثاني.
14- دروس في علم الأصول الجزء الثالث.
15- بحوث في العروة الوثقى (أربع مجلدات). وهو بحث استدلالي بأربعة أجزاء، صدر الجزء الأول منه سنة 1391هـ.
16- تعليقه على منهاج الصالحين، وهي الرسالة العلمية لآية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره)
17- المرسل والرسول والرسالة.
18- غاية الفكر في الأصول (خمس أجزاء).
19- المعالم الجديدة للأصول: طبع سنة 1385هـ لتدريسه في كلية أصول الدين.
20- موجز أحكام الحج: وهو رسالة علمية ميسرة في أحكام الحج ومناسكه، بلغة عصرية صدر بتاريخ 1395هـ.
21- الفتاوى الواضحة: رسالته العلمية، ألفها بلغة عصرية وأسلوب جديد.
22- المدرسة القرآنية: وهي مجموعة المحاضرات التي ألقاها في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم.
23- الإسلام يقود الحياة: ألف منه ست حلقات في سنة 1399هـ، وهي:
1- لمحة تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في إيران.
2- صورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
3- خطوط تفصيلية عن اقتصاد المجتمع الإسلامي.
4- خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء.
5- منابع القدرة في الدولة الإسلامية.
6- الأسس العامة للبنك في المجتمع الإسلامي.
24- أهل البيت: تنوع ادوار ووحدة هدف في هذا الكتاب حاول السيد الصدر أن يوجه أنظار الباحثين لاتجاه جديد في دراسة حياة الأئمة(ع)، وإعادة قراءة سيرتهم وتاريخهم من خلال منهج موضوعي، يكشف عن وحدة الأهداف التي عملوا وجاهدوا من اجلها في اختلاف الأزمنة والمشاكل والتحديات التي واجهوها. كذلك إثارة التفكير حول هذا الاتجاه الجديد لرسم بعض الملامح العامة عن حياة الأئمة ابتداء من الإمام علي (ع).
يقع الكتاب في (149ص)، وقد طبع عدة طبعات وانتشر على نطاق واسع، وطبعته دار التعارف سنة 1990م.
25- مقدمة لكتاب ((الصحيفة السجادية))، وهو مجموعة الأدعية المروية عن الإمام السجاد على بن الحسين (ع).
مواجهة البعث للسيد الصدر
اعتقلت السلطات الأمنية البعثية الإمام السيد محمد باقر الصدر عدة مرات، وتعرض للتعذيب للشديد.
الاعتقال الأول كان في عام 1971 من قبل أجهزة امن سلطة البعث في النجف الأشرف، وبسبب مرضه أدخل إلى المستشفى مقيد اليدين ومربوطا بسلاسل إلى سرير المستشفى.
الاعتقال الثاني كان عام 1974 عندما قامت السلطة باعتقال المئات من أعضاء حزب الدعوة الإسلامية، واقتيد السيد الصدر من النجف الأشرف إلى مديرية الأمن العامة ببغداد للتحقيق معه.
الاعتقال الثالث كان حول انتفاضة صفر في شباط 1977.
الاعتقال الرابع كان حول دوره في انتفاضة رجب في 17 رجب 1397هـ حزيران 1979، حيث زارت بيت السيد الصدر وفود عديدة من مناطق في العراق لبيعته قائدا للعراق.
الاعتقال الخامس: هاجم عدد كبير من أجهزة السلطة منزل الأمام السيد محمد باقر الصدر في النجف الأشرف، لغرض اعتقاله ونقله إلى بغداد، وفي الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر يوم السبت – الخامس من نيسان عام 1980م (الموافق 19 جمادى الأولى عام 1400هـ)، بعد حجزه في بيته لعدة شهور، ومنع الاتصال معه، تم اعتقاله مع شقيقته الطاهرة العلوية (بنت الهدى). وفي مساء اليوم الثامن من نيسان 1980 م حوالي الساعة العاشرة ليلا انقطع التيار الكهربائي في النجف الأشرف، وبعد منتصف تلك الليلة استدعت قوى الأمن آية الله السيد محمد صادق الصدر ابن عم السيد الصدر(والد المرجع الشهيد السيد محمد الصدر) وسلمته الجثمان الطاهر(للسيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره)) وهو مخضب بدماءه الزاكية، وكانت آثار التعذيب واضحة على جسده الطاهر، وطلبت منه كتمان سر شهادته، وعدم أخبار أحد بذلك. ودفن رضوان الله عليه في التاسع من نيسان 1980في مقبرة سرية بوادي السلام في النجف الأشرف. وظل مكان دفن السيد الشهيد الصدر (قدس سره) مخفيا، وتم نقله من مكان لآخر حتى سقوط الطاغية صدام حيث شرع في بناء قبر مناسب لمقامه الشريف.
أخذت السلطات البعثية كل الحذر الممكن والتكتم عن الإعلان عن جريمتها التاريخية لفزعها وخوفها من الشهيد الصدر ودعاته والجماهير العراقية، ولم تسمح لذويه بإلقاء نظرة أخيرة على ذلك الجسد الدامي الذي يلخص (تاريخ الثورات) ويختزل (تاريخ البطولات).
كان سقوط أول قطرة من دمائه الزاكية في التاسع من نيسان عام 1980 إيذانا بعهد دموي جديد يمر على العراق يرتكبه صدام وأعوانه في حزب البعث. وتعاقبت الفصول الدموية بعد هذه الشهادة لتشمل الفترة المظلمة التي مرت بالعراق التي امتدت 23 عاما ابتداء من حرب صدام العدوانية على جمهورية إيران الإسلامية في 22- 9- 1980 والتي استمرت لثمانية أعوام عجاف سقط فيها مئات الآلاف من القتلى والجرحى، والتدمير الذي حدث في كل المجالات المدنية والبحرية والجوية في البلدين الشقيقين العراق وإيران، إلى القمع والتعذيب الذي شهده أبناء العراق من جنوبه إلى شماله، حيث تشير الأرقام الأولية لعدد الشهداء الذين تم فرز أسمائهم لحد ألان أكثر من 400000 شهيد، أعدم أكثر من ربع مليون منهم بتهمة العلاقة مع حزب الدعوة الإسلامية حسب القرار المرقم 461 والصادر في 31 – 3 – 1980 والذي وقعه الطاغية صدام. واستخدمت السلطات البعثية الغازات الكيميائية القاتلة ضد الكرد في حلبجة والمناطق المحيطة بها والذي تسبب في شهادة وجرح أكثر من عشرة الآلاف من الكرد، وشمل القمع والتعذيب المناطق التي يسكنها التركمان في شمال العراق منها منطقة تسعين في كركوك ومنطقة بشير وطوزخرماتو، وكذلك بقية مكونات الشعب العراقي. واستمرت الفصول الدموية بعد شهادة السيد الصدر لتشمل الغزو العدواني على الكويت الذي خلف القتل والدمار والحرمان في البلدين الشقيقين العراق والكويت. والهجوم على المدن السعودية الذي خلف القتلى، والقمع الذي قامت به سلطات صدام بعد هزيمتها أمام الجماهير الثائرة في انتفاضة 15 شعبان عام 1411هـ في الأول من آذار عام 1991. حيث قام النظام بقمع الجماهير التي فرضت سيطرتها على 14محافظة عراقية قبل منتصف آذار عام 1991واستمرت عمليات القمع لعدة سنوات، حيث شمل التعذيب والإعدام والمطاردة مئات الآلاف من العراقيين الذين شاركوا في الانتفاضة الشعبانية. واكتضت أكثر من 300 من المقابر الجماعية في عموم العراق بالشهداء. وتعرض العراق إلى حرب الخليج الثالثة التي سقط فيها الطاغوت الصدامي في نفس يوم شهادة الإمام محمد باقر الصدر وأخته العلوية بنت الهدى في التاسع من نيسان عام 2003 في الذكرى السنوية أل 23 لشهادته رضوان الله عليه وعلى كل الشهداء السعداء.