كربلاء المقدسة
لقد تم العثور على لوح طيني في العاصمة العيلامية " سوسه " يحمل طبعة تمثل جانباً متكاملاً من مصنع خاص بالنساجة حيث يلاحظ بوضوح قطعة النسيج المثبتة بين وتدين وقد جلس شخصان جلسة القرفصاء على جانبي القطعة وهناك شخص ثالث بهيئة الوقوف رافعاً أحدى يديه ويمسك بالأخرى دائرة وربما بواسطة هذه الدائرة يعمل على دفع خيوط السداة ومد خيوط اللحمة أن مثل هذه الوضعيات في معامل النساجة لا تزال معروفة في أماكن معينة في العراق كما عرف المصنع الذي يتم فيه أعداد قطع النسيج في النصوص المسمارية بصيغة " بيت النسيج " وجاء ذكره في المصادر المسمارية بصيغة ( أي أوش بار e2 us-bar ) وبالأكدية ( بيت أوشباري ( bit-uspari وتزودنا نصوص الملك " أبي سين " بتفاصيل مهمة عن مصانع النسيج التابعة للقصر أو المعبد في سبع مدن وهي (لگش، وأور، وأومّا ، والوركاء، ونفر، ودريهم ) وكانت مجموعة الموظفين الأدارين تضم مسؤولاً عاماً عن العملية يليه المراقبون وهم العمال المسؤولون عن كل صنف من العمال وأخيراً الحاكة والقصارون وصانعوا السلال والحمالون والكتبة ومرافقوا الحاكة ( أي الخدم أو الصناع ) . وقد ذكرت نصوص مدينة أومّا أن هناك نساجين معروفين أشتهروا بحرفة النساجة وهم (نن كال لا ni-kal-la) و ( أي كال لا i3-kal-la) .
بالنسبة إلى صناعة النسيج في مدينة أوما فقد كرس قسم من العاملين للعمل في أنتاج أنواع رديئة من النسيج ولكن القسم الأكبر من العمال كرسوا لإنتاج أنواع جيدة من النسيج والتي كانت ترسل إلى مدينتي ( لگش Lagas-ki ) و ( گرسو Gir2-su-ki) ، أن تنظيم صناعة النسيج بدء أولاً مع حاكم المدينة ( أوري ur-e11-e ) وأبنه ( لو كا لا lu2-kal-la ) الكاتب وكلاهما من العائلة الحاكمة في مدينة أوما والذين كانا مسؤولين عن المشرفين على عمال النسيج وأيضاً كان هناك موظفين تحت حكم الحاكم (i3-kal-la) " كاتب أقمشة الكتان " و ( da-da-ga ) أيضاً من العائلة الحاكمة في مدينة أوما كما وجد مفتشي النسيج (nu-banda3 ) في مدينتي لگش وگرسو الى جانب المشرفين (ugulla us-bar) ثلاثة من هؤلاء المشرفين ذكرت وظائفهم مع المدة الزمنية التي عملوا بها وهم (Lugal-nig2-lagar-e ) وقد عمل من السنة الثانية والثلاثين لحكم الملك شولگي إلى السنة الثانية لحكم الملك أمار سين و (ses -sig5 ) عمل من السنة السابعة والأربعين لحكم الملك شولگي إلى السنة الثانية لحكم الملك أبي سين و (Ur-Nin-tu ) عمل من السنة التاسعة والثلاثين لحكم الملك شولگي إلى السنة السادسة لحكم الملك شو سين .
عرف معمل ( e2-nin-mar-ki ) في مدينة أور بأنه متخصص في نساجة الكتان فقط ( GADA ) ويقابلها بالأكدية ( kitu ) وعرف بأن ارتداء ثياب الكتان (kiti labis) تعد من مظاهر الغنى والترف وتكاد تقتصر على الملوك والكهنة والإلهة ، ووصف نساج قماش الكتان بـ ( lu2 us-bar GABA ) ويقابلها بالأكدية (kiti isparu) وأشارت النصوص إلى ثلاث أنواع من الكتان في إحصائية من عصر أبي سين ذكرت هذه الإحصائية أنه في معمل (nin-mar-ki ) يعمل 230 فتاة كمساعدات للنساجين الماهرين وأن من عاملات تلك المصانع حملت لقب ( ugula us-bar ) .