مسارات ومتاهات المؤامرة الكبرى/عباس ساجت الغزي
Thu, 2 May 2013 الساعة : 22:51

العهود الواهنة المنسوجة بخيوط العنكبوت , هي من اعطت ذاك البصيص املاً بالخروج من الظلمة الى النور, وقامت بتحريك المجسات للخلاص من القيود في الايادي البالية لطول الحبس , فكان للحذر والخجل طارقان على الرؤوس المحدودبة من سنين السبات الطويلة , وكانت الاصوات تخشى ان يفتضح امرها ويكشف زيف ادعاءاتها على كرسي كشف الكذب , فرضيت بتلك العهود رغم وهنها لتبادل الادوار في الكذبة الكبرى .
متاهات التحرر بصناعة غربية متقنة وفكرة يهودية وسعت المسارات لتطول اللعبة ويدور دماغ الاعبين معها دون الوصول الى نهاية , فيُسرق الوقت في اللعب حتى ينهون حصادهم الذي من اجله صاغوا تلك الاحجية المعقدة , التي ترهق الاعصاب وتسبب الياس والملل لتعقيداتها حتى يطلب احدنا السبات العميق من اجل اراحة دماغه الغير قادر على استيعاب الغاية من صنع تلك المتاهة .
كثيراً ما اسمع كلمات المقارنة في المجالس واللقاءات واثناء العمل , هل كنا افضل حالاً ؟ هل صرنا احسن حالاً ؟ وتختلف الاجابات باختلاف مستويات الادراك , وقد تصل الى مشادات كلامية وتخاصم بين المختلفين , قد يصل في بعض الاحيان الى قطع حبل الوصال بينهما لأسابيع او اشهر وحتى الى ما لانهاية وحسب اواصر العلاقة , وتنتقل العدوى لي ليبدأ الصراع بيني وبين عقلي لأعيد شريط الاحداث واقارن بين حدث مؤلم قديم واخر مدمر جديد فتتساوى كفتي الميزان , واعيد الكرة باحثاً عن حدث قديم اكثر قساوة واقارنه بفاجعة اكثر ضراوة فتتعادل كفتي الميزان .
اعيد النظر في حساباتي فاترك الاحداث كونها صور مؤلمة يبدو انها لا تفارق تاريخ وطني منذ نشأته الى يوم يبعثون , وابدأ البحث في سجلات الانجازات واول ما يتبادر الى ذهني الحالة المعيشية , فاجد المعادلة واضحة فالطبقية موجودة لكلا المرحلتين , الغني غني حد التخمة والثمالة والفقير فقير حد اللعنة والبطالة , وليس للإسلام وجود واقصد في الاسلام التكافل الاجتماعي خوفاً من ان افسر بانني ملحد , والبنى التحتية الجميع يصر على انها في السبعينيات من القرن المنصرم افضل بكثير من اليوم .
اما المجتمع اليوم وسط غياب الوعي الثقافي والامية المفرطة فحالته لا تدخل ضمن المقارن بحجة اننا نتعرض لهجمةٍ غربيةٍ شرسةٍ تستهدف الاسلام متمثلة بالغزو الثقافي والفكري , وترك ابناء المجتمع دون توعية وارشاد , واهمال دور منظمات المجتمع المدني الركيزة الاساسية لقيام المجتمع الواعي المتحضر القادر على بناء حضارة لتكن قاعدة لمستقبل الاجيال , لا اخفيكم اني تصارعت مع عقلي حد الخصام , وفي الاخر قررت ان اتراجع لأني شعرت بذاك الدوار الذي سببته متاهات الاجابات والبحث عن الحلول , ووجدتني اسرق الوقت والجهد لحل شفرت المؤامرة الكبرى التي تحيكها الانسانية لقتل الانسانية في معركة تشبه اول معركة في تاريخ البشرية بين الاخوين هابيل وقابيل .
لم نعد نخشى الموت لان الامر اصبح سيان لدينا , ولا نكترث للتهديدات لأننا ننتظر نفس المصير , العهود كل يوم تبدل بخيوط جديدة لان خيوطها سهلة التمزيق امام جبروت المطامع والمصالح المتبادلة , بل ان عصافير الوطن حملت بعض الخيوط معها مهاجرة من جديد تبحث عن موطن امن , تاركةً ورائها اجساد القوم عُري بلا ستر لانهم مغفلون لا يعون حجم وخطورة المؤامرة الكبرى .