كرة ممزقة .../رنا الناصري
Thu, 2 May 2013 الساعة : 14:58

أجلس هناك على حافة الرصيف,أتأمل ورقتي البيضاء لعلي أكتب شيء مميز ,
وها أنا أسمع صوت أرجلهم التي تطرق على الأرض,هاهم يلعبون الكرة في وسط الشارع..اليوم حظر تجوال هذه الكلمة التي رفعت رأسي من ورقتي وجعلتني أنظر إليه..فهاهو الولد الثاني ينظر إليه ويسأله سؤال فيه نوع من التردد والخوف أأنت متأكد أن اللعب في الشارع هنا غير خطر؟إن والدي حذرني من اللعب في الشارع!
فيضحك صديقه باستهزاء ويقول:ألم أقل لك أن اليوم حظر تجوال بسبب الانتخابات وهذا يعني أنه لن تمر سيارة من هنا,هيا تعال لتلعب معنا ودعنا نستمتع فلن نحصل كمثل هذه الفرصة يومياً.
تبسمتُ لحديثهم الذي تبدو عليه البراءة وبدؤوا يلعبون ويلعبون وها أنا من جديد أغرق بخيالاتي إلى عالم آخر وأصنع أحلاماً بدوتُ فيها سعيداً وأخطط بأني سأرشح نفسي بالمستقبل وعند نجاحي سأبني وأصنع لمثل هؤلاء الأولاد مراكز ترفيهية وملاعب وغيرها ..
وإذا بي أسمع صوتاً هز كياني قبل أن يهز له جسدي,أنه صوت البراءة لقد ضاع..لقد سقط وأندثر مع أحلامٍ لربما قد كانت واسعة لكنها رحلت ولم تعد,
أنه صوت الطفل الذي كان يؤمن بأنه لن تمر سيارة من هنا لكنها مرت وأخذت بلونها الأبيض دماءً ملطخة ..
بقيتُ ساكناً لم أتحرك لأن المنظر كان مرعباً آنذاك..هربت السيارة البيضاء التي أصبحت محمرة والأولاد بدؤوا بالصراخ والطفل قد توقف قلبه الصغير عن العمل هذا ما بدا عليه وكرة الأحلام أمامه ممزقة,وهاهي عائلة الطفل قادمة نحوي مسرعة ألم تر ما حدث؟ أخبرنا؟ لم أنطق لأنني مصدوم لما حدث أمامي فاكتفيتُ بتحريك رأسي بلا ,لقد تحطموا لقد توفى ولدهم الوحيد!
توجهتُ نحوه بخطوات بطيئة مرتعشة وها أنا أرى والده يحضنه بكل دفئ وهو يبكي بدموع تمنى عند سقوطها على جسده لاسترجعته ..
ها أنا ألمسه,لمستُ فيه براءة وأحلام محطمة.
كم تمنيتُ لو أنني وضعتُ ورقتي جنباً ونهضتُ لأخبرهم بأنه لا يوجد أمان وعليهم عدم المخاطرة واللعب في الشارع لكنني كنتُ أحمقاً أردتُ لهم الاستمتاع ..
لأنه لا يوجد مكان مخصص ليلعبوا به وبدلاً من ذلك تحول إلى كابوس دمر أحلام ودمر أمان ودمر نفوس.
هل هو القدر الذي يفعل ذلك أم أنها أفعال شخوص يخطئون والأبرياء هم من يدفعون الثمن؟نعم لا يأتي القدر من حيث لا ندري فتصرفاتنا وحدها هي التي تتحكم,
هم يبدعون ويتفننون بأموال الشعب ,
بينما الشعب تفنن الموت بهم!!!