شكرا (سعد الماجد )-(قاسم سعود )والعم الشرقي (اوغلوا )/عدنان طعمة الشطري
Thu, 2 May 2013 الساعة : 14:49

تحسين الركابي ,الشيخ والحوزوي والأستاذ الأكاديمي الذي ينظر إلى الحقيقة "بعين القداسة "قذف في مرمى بصرنا ومداركنا وأسماعنا علامات استفهام على خلفية زيارة البريفسور "اونر اوغلوا" للناصرية منها :ماذا لو كانت الدولة الجارة تركيا تعيش في ذات الظروف التي يعيشها العراق من صراع واقتتال طائفي على السلطة وغزوات الارهابين والمليشيات بالعبوات والمفخخات وكواتم الصوت وتبادل الرسائل بالاغتيالات ,فهل يفكر دكتور عراقي بمستوى (اونر اوغلوا)علميا وطبيا أن يزور تركيا ويعالج هذا العدد الكبير من المرضى؟
اعتقد انه سؤال الأسئلة ولا فض فوك شيخنا الجليل تحسين الركابي.
لم يكن سفر (اونر اوغلوا ) إلى العراق بمحض صدفة أو إن الحكومة قد فكرت أن تتعاقد وإياه لعلاج ما يمكن علاجه من المرضى ومساكين الجنوب من أمثالي والذين نعيش تحت خط الفقر ؟ ولم يحزم (اوغلوا )حقائبه ويمتطي كرسي الطائرة التركية متوجها إلى مطار البصرة الجنوبي, بتحريض من منظمات المجتمع المدني أو منظمات النهب العام كما يطلق عليها عامة الناس ؟ ولم يحط " اوغلوا " رحاله في مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية ومستشفى الشطرة العام في مدينة الشطرة السمراء بطلب من ملياردير عراقي أو ملياردير حكومي ؟؟ بل لم تفكر عمامة نجفية او كربلائية من عمائم المؤسسة الدينية ان تتفاهم مع دكتور بوزن " اوغلوا "لمعالجة رعايا المؤسسة الدينية ومقلدي المؤسسة الدينية الذين يرسفون في دائرة جحيم الجوع الأصفر والفقر التدريجي نحو الموت الزؤام .
بل أكثرهم للفقراء لا يكترثون , والأكثر كارثية من ذلك انهم يعيشون العيش الرغيد والبحبوحة السمينة بقضهم وقضيضهم بل إن بركات رجال المؤسسة الدينية توزع كهبات إلى نخبة مختارة من عراقيين ينتشرون في أنحاء اوربا وامريكا المختلفة.
وعود إلى سفرة " اوغلوا " لمرضى ذي قار الحزينة ,لم يفكر هذا أو ذاك من مواطني الدرجة الأولى عراقيا ,أن يعقد معه تفاهامات جدية من اجل علاج " أبناء الخايبة " ,إلا إن ابن من أبناء مدينة الشطرة الشرفاء وهو الأخ والصديق الدكتور قاسم سعود سلمان ,لما حلت به مصيبة مرض العمود الفقري ورسفه تحت أغلال الانزلاق الغضروفي ومكوثه الاضطراري على سرير العمليات في احد مستشفيات اسطنبول التركية للعلاج على يد البريفسور " اوغلوا " ,أصر في دواخله أن يرتبط وجراح فقرات تركيا الشهير بعلاقة وارتباط إنساني يوفر له تأثير أن ينفذ طلبه بالسفر إلى مدن الجنوب الملحاء ومعالجة منكوبي أمراض الجماجم والعمود الفقري ,وكاتب هذه السطور احدهم.
بعد مخاض عسير عاشه الدكتور قاسم في ظلمات رحم ومعترك مع إطراف مسؤولة وغير مسؤولة ,تمخضت الولادة القيصيرية عن تحقيق الحلم وانبزاغه في النور وتوهجه في الأفق بوصول رجل الفقرات الشهير "اونر اوغلوا "إلى ذي قار ,وقد شكل رئيس صحة ذي قار"دكتور سعد الماجد " عامل مساعد ومهم في تسهيل مهمة سفر اوغلوا وترتيب الوضع القانوني له في وزارة الصحة ووزارة الخارجية.
في مدينة الشطرة كان المشهد كئيبا حيث ظهر أعداد مرضى الفقرات والدماغ يقدر بالمئات من الذين تهافتوا من كل حدب وصوب في مناطق الشطرة المختلفة واحتشاد جمهور غفير من المرضى على ابواب غرف المستشفى وهي تنشد الخلاص من امراض لم تحرك الدولة العراقية ساكنا لمعالجتها ,بل ان هذه الدولة المشوهة هويتها تضحك في سرها على فقراء ومساكين يتأوهون تحت طائلة الأمراض المستعصية ,متناسين إن للعراقي صبر وحين نفاده سيزرع الأرض بالمقاومة ,ولعل عزوفه عن المشاركة في المجالس المحلية في الانتخابات الأخيرة هي احد أشكال المقاومة والرسالة الأخيرة لمن يعنيه الأمر...فانتبهوا...
في مكتب مدير مستشفى الشطرة سالت " اوغلوا " باللغة الانكليزية, وهو في حيص بيص من أمره ووسط عشرات المرضى الشطريين : ما رأيك بأعداد المرضى ؟فرد بأنه لا يستطيع أن يتكلم !!لأنه أراد أن يقول إن حجم الكارثة والمأساة لايصدق!!
وفي آخر ليلة للطبيب " اوغلوا " في ذي قار أحياء " التنك " و" العدس " و " الحواسم " و " زراب " و "النص ردن " وغيرها من أحياء ذي قار الفقيرة ,اصطحبه دكتور قاسم سعود سلمان في ساعة متأخرة من الليل إلى مكتب مدير عام صحة ذي قار والاجتماع مع الدكتور " سعد الماجد " مدير عام الصحة ,الذي عرض عليه إعداد المرضى المعالجين والذي يقدر عددهم ب "900 " مريض , وأكثر من " 600 "منهم بمسيس الحاجة إلى عمليات جراحية .
هنا تدخل دكتور قاسم ونقل للدكتور" سعد الماجد"رسالة فقراء الله في الأرض إليه ,بأنهم يعيشون في ظل الكفاف وتحت خط الفقر ولايقوون على تحمل تكاليف العمليات خارج القطر ..فكان الرد من " الماجد " سريعا وخاطفا وقرارا مسؤولا يندر أن تجده عند مسؤول آخر ,حيث دعاهم إلى الذهاب فورا إلى مستشفى الحسين التعليمي الساعة الحادية عشر ليلا ,عارضا على " اوغلوا " الطابق الثاني من المستشفى والمزود بجميع المستلزمات الطبية والصحية المطلوبة والذي كانت تجري فيه عمليات أمراض القلب التي انتقلت إلى بنايتها الجديدة الفخمة ومركزها الطبي المتطور والذي يقع قرب مراب الناصرية العام..
ولبى كل طلبات " اوغلوا " بما فيها التعاقد لشراء أجهزة حديثة إلى صالة العمليات التي سيباشر " اوغلوا " فيها في المستقبل القريب...
فإلى " أبناء الخايبه " في أحياء " التنك " و "وزراب " و " الحواسم "
أبناء ضحايا الأنظمة السياسية المتعاقبة..
احتفلوا بطريقتكم الخاصة...وسأحتفل معكم ..
احتفلوا ب " قاسم سعود "- "سعد الماجد " والعم الشرقي " اونر "...
العمليات الجراحية على الأبواب..
والدعاء إلى الشطري الشريف "دكتور قاسم سعود سلمان "
الذي أغلق عيادته الخاصة لاكثر من سبعة أيام متتالية في الوقت الذي تعمل فيه هذه العيادة بالحجز المسبق واستقبال أعداد كثيفة من المرضى يوميا...
لم يفكر بخسارته للأموال في ظل تنفيذ واجب إنساني مقدس
واثبت للجميع بأنه " حاج قاسم "
الرجل الذي يسير على طريق الله...
