رسالة الى الجيش العراقي/ ابو تبارك الناصري
Thu, 2 May 2013 الساعة : 14:46

استعيدوا هيبة الجيش والدولة وتمردوا على الساسة
الجيش العراقي بحاجة الى قادة ميدانيين يمتلكون قرارهم في الاشتباك او عدم الاشتباك في اي منطقة واي شبر على ارض الوطن خصوصا قرار الاشتباك الدفاعي بما يعيد له هيبته وكرامته التي انتزعت عبر عقود وتنتزع وتهان باستمرار و هذه الايام بشكل سافر ومهين عبر دعوات ما يسمى معتصمي الانبار تارة بطرده من المدينة وتارة بقتاله وقتل منتسبيه , حتى حدثت مأساة غدر الجنود الخمسة خلال نزولهم للتمتع باجازتهم الدورية ومرورهم بمدينة الرمادي , لم يقتلوا فحسب بل مثل بجثثهم واحرقت وقطعت بالسيوف بعد ان قتلوا !!
اذا ما مُست هيبت الجيش بسوء او تعرض الى اعتداء فمن الضروري جدا ان يكون حقه بالرد وقراره بالاشتباك او عدم الاشتباك مستقل و غير خاضع للقرار السياسي وغير متأثر بالصفقات السياسية , وهذه مهمة القادة الميدانيين !!
في جميع الجيوش في العالم حسب قواعد الاشتباك يكون حق الرد للقادة الميدانيين مكفول , هم الذين يحددون قرار الرد المناسب الذي يحفظ للجيش هيبته ( التي هي هيبة للسيادة الوطنية ) و ( هيبة المواطن من هيبة الوطن )
انا لا اكاد اعقل كيف يقبل اصحاب الرتب العالية والاركان لانفسهم ان يقفون امام الميكرفونات ليتحدثون بمنطق المهل و ثقافة التسامح والعفو ودريء الفتن وتقديم الطلبات والرجاء للطرف المعتدي !!
هذا الحديث للسياسيين وليس للقادة العسكريين !!
بالامس اضعف جيوش العالم ( الجيش اللبناني ) حين تم الاعتداء عليه من قبل مجموعة بمخيم نهر البارد وحاصر المخيم وهجم على المخيم بالاسلحة الثقيلة , حتى استعاد هيبته !!
وأضخمها كذلك فهذا الجيش الامريكي جميع قرارات الاشتباك والرد على مصدر النار والتصدي للعدو على الارض بالمبادرة او الرد يكون بيد القائد الميداني , في العراق وافغانستان ( كتجربة حديثة ومعاشة للجيش الامريكي ) كان هذا واضح للجميع ان القادة هم من يحددون تحرك القطعات والبدأ بالهجوم على العدو او صد هجوم بل ان قرارات ارسال قوات اضافية ( عبر المحيطات ) او سحبها كان بيد القادة الميدانيين .
فما خلا قرار البدأ بشن حرب او ايقافها يكون بيد العسكر وحتى هذه لا تتخذ الا بعد مشاورة العسكر ومعرفة مدى جهوزيته للبدأ , اومعرفة اذا ما كان هناك اثر سلبي على معنويات الجيش في ايقافها !!
ونحن كذلك يجب ان نعطي للجيش حق الرد على اي جهة او مجموعة تحاول المساس بهيبته او تنال منه او تعتدي عليه , في الحقيقة يجب على قادة الجيش انتزاع هذا الحق انتزاع !!
انا هنا لا ادعوا الجيش الى التمرد على السلطة السياسية والعودة لمنطق الانقلابات فالدستور حدد مهام الجيش في حماية حدوده وامنه وشرعيته الدستورية وحظر عليه التدخل في الشؤن السياسية , انا ادعوا قادة الجيش بالتمرد على أي قرار سياسي ينتزع من الجيش حقه و واجبه في الحفاظ على الامن والشرعية الدستورية , كيف لا ونحن الان نتحدث عن اعتداء على هيبته والغدر بمنتسبيه والتمثيل بجثثهم !!
على القادة العسكريين ان يتكلموا بلغة القوة والسلاح والحزم والعزم بوجه كل من يتمرد ويعتدي عليه ويقف امام تأديته مهامه الوطنية ( هذه هي ثقافة كل جيوش العالم ) والا سوف يلحق بهذا الجيش الكثير الكثير من المهانة التي ستعكس على قادته ومنتسبيه بشكل مباشر قبل ان تعكس على الوطن والمواطن
فالجندي في كل انحاء العالم يدرب على القتل والقتال ولا يدرب على الحوار وعقد الصفقات !!
هوية الجيش العراقي في خطر كبير جدا , وعقيدته العسكرية فيها اشكالية كبرى , كيف يمكن ان نأمن هكذا جيش على حدودنا بحيث يكون قادر على صد اي عدوان اذا كان عاجز عن الدفاع عن نفسه وفرض هيبته وعاجز عن اتخاذ قرار الرد المناسب اذا ما تعرض لاعتداء !!
المشكلة ان جمع هؤلاء القادة تربوا على الاذلال والخضوع والخنوع ( مع جل احترامي لشخوصهم ) من قبل النظام البعثي الصدامي , فقد عمل النظام البعثي الصدامي عبر عقود على اذلال المؤسسه العسكرية لدواعي امن نظامه وخوفا من بزوغ نجم قائد عسكري يحدث خدشاً في الصورة القائد الاوحد !! فاي قائد تكون له انفة وعزة نفس وشجاعة اتخاذ قرار يتم تصفيته لانه سيكون في يوما ما خطر على النظام القائم على ثقافة القائد الضرورة والمهيب الركن !! لتاتي بعد ذلك الخسائر المهينة التي لحقت بالجيش العراقي في حرب الخليج الثانية والثالثة لتلحق بشخصية القادة العسكريين والضباط الكبار عقدة الهزيمة والانهزام .
وهنا تقع مسؤولية اعادة لهذا الجيش هيبته وانفه ضباطه وعزته وكرامته ( التي هي انفة وعزة وكرامة الوطن والمواطن ) على عاتق القائد العام للقوات المسلحة - وعليه ان لا يضع قرارات رد الجيش على من يعتدي عليه رهينة للوضع السياسي والمماحكات السياسية - لكي يكون هذا جيش مؤهل للدفاع عن امن الوطن وحدوده وشرعيته الدستورية , وكذا هي مسؤولية الضباط والقادة الميدانيين وعليهم انتزاع قرارهم في حق الرد وفق قواعد الاشتباك العسكرية على من يعتدي على الجيش وهيبته حتى لو كان في انتزاع هذا الحق شيء من التمرد على القيادة السياسية فانتم جيش الشعب والدولة