ان اخر اية قرانية نزلت:الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينا

ان استكمال واتمام العمل من صفات المؤمن فكيف به اذا كان قائداً مثل الحاكم سليمان فهذا ذو القرنين اتى المشرق والمغرب لينهي مهمته،فبعد ان خطب الملك سليمان وبلغ انه عنده علم منطق الطير والحيوانات وأوتي من كل شئٍ باشرالى العمل فكانت قصته مع النملة بتفصيل موجز ومحبب في آياتٍ بياناتٍ انتقل وتابع اتمام عمله بتفقده الطير احد فرقه التابعة له فهذا الامام زين العابدين يوجز في رسالة الحقوق حق السلطان على الرعية::وأما حق رعيتك بالسلطان فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك ، فيجب أن تعدل فيهم ، وتكون لهم كالوالد الرحيم ، وتغفر لهم جهلهم ، ولا تعاجلهم بالعقوبة ، وتشكر الله عز وجل على ما آتاك من القوة عليهم...

والملاحظ ان القران اخبر عن صنف واحد ونوع واحد تفقده سليمان الا وهو الطير في صيغة مفرد ان شئت او جمعا أن تأملت والتفقد اخبر عنه القران لشئ عال في الهواء فيكون تفقد من على الارض قبل السماء بحكم العقل والمنطق فالواو بين النمل والطير تفيد انه تفقد الذين على الارض قبل الذين في السماءوالرعية جميعها وكذلك يعني ان القائد مسوؤل عن كل شئ ارضا براً وبحراً وفي الهواء هذه الواو الواصلة لعمل القيادة الحكيمة جعلت استكمال العمل صفة وواقعاًتترى وتتابع في سبيل رضا الله رغم ان الاسلوب القرأني يتميز بعنصر مفاجأة الا ان هذين القصتين مزجت احد اهم صفات القيادة والنبوة والحكم بواو بين الجملتين واتمام العمل في القران يأخذ طابع الحكم الشرعي والعبادي لايقبل الا بتمام الفعل وكل شئ ناقص يساوي عدم وجوده مثلا واتموا الصيام وفي سورة النمل اية ٨٨:::وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّالسَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ فالاتقان صفة الهية يحب الله ان يقتدي به الانسان المؤمن يقول رسول الله إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملا اتقنه أو أحكمه في حديث اخر

وهناك احاديث نبوية كثيرة حول استكمال العمل واتمامه فالله يتم النعمة على عباده وهي احد صفات الله فالله يحب الجمال ويتقن صناعة

الاشياء بحكمة وتدبر وان استكمال العمل واتقانه يميز الانسان السوي عن المرء المريض فمثلا ان مرض افراط الحركة عند الاطفال هو يتميز بعدم استكمال العمل وكان معهد كارنغي يولي اهمية لبناء الشخصية الادارية للنجاح واستكمال واتمام العمل يعد من اهم عناصر الابداع الاداري فالرسول محمد ذاك الاداري الناجح استطاع ان ينشر دعوته ويكملها على اكمل واحسن وجه فكلمة احسن عملا تكررت كثيرا في هذاالسياق واكملها رسول الحق وسيدالخلق عملا وقولا :فكان الكامل والمتقن للافعال والاقوال

انت الكمال الذي يرقى الى السحب

والشمس تجري مع الاقمارو الشهب

قد احكم الله في القران آيته

في سدرة المنتهى اسرى بخير نبي

فمن هذا التأمل عن واو وتفقد التي تفيد صفة قيادية مهمةحول استكمال العمل واتمامه والحركة المستمرة والنشاط والحيوية يجعل من العمل شعار المؤمن كما

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي « العمل شعار المؤمن.......ففي عيد العمال ألف تحية من واو سليمان الىكل يد عاملة في سبيل الله والى والدي أطال الله عمره