إلـى مـتـى الـدم ُ يـراق ، عـلـى أديـمِـك يـا عـراق !؟ ( لـسـعـة )/صـبـاح حـسـن يـاسـيـن
Tue, 30 Apr 2013 الساعة : 0:57

الـفـتـنـة ُ نـائـمـة ، فـلـعـنـة الله عـلـى مـن أيـقـظـهـا !
والـفـتـنـة ُ أشـد مـن الـقـتـل ، لأن الـقـتـيـل واحـد ، والـفـتــنـة ُ تـقـتـل الآلاف ، فـهـي ّ أشـد مـن الـقـتــل وأعـتــى وأبـغـض ُ مـنـه وأضـرى .
والـفـتـنـة مـا قـبـل الإسـلام كـانـت " فــتــيـّــة ٌ " ونـاعـمـة وطـريـة ، وبـعـده أيـنـعـت واخـضـرّت ونـضـجـت واكـتـمـلـت وقـطـفـوا الـمـتـربـصـون ثـمـارهـا .
فـمـنـذ أن نـقـلـت أم ُ جـمـيـل الأشـواك لـتـضـعـهـا فـي طـريـق مـحـمـد بـن عـبـد الله " ص " فـكـانـت ولـم تـزل أولـى الـفــتـن فـي صـدر الـدولـة الإسـلامـيـة ، وتـلـتـهـا " فـتـنـة بـنـي الـقـيـنـقـاع ! " وأدهـاهـا " فـتـنـة ابـن سـبـأ ! " وبـعـده الـقـرامـطـة فـي جـنـوب الـعـراق . وفـتـن "الـبـرامـكـة" ومـؤامـراتـهـم ، وغـزوات الـبـويـهـيـون والـسـلاجـقـة والـمـمـالـيـك ، وأخـرهـم احـتـلال بـغـداد عـلـى يـد الـمـغـول عـام 1258 م والتـي كـان سـبـبـهـا الـفـتـن والتـحـريـض مـن عـلـى مـنـبـر الـرسـول .
ونـزعـة الـشـر الـشـيـطـانـية الـمتـلـبـسـة فـي شـرايـيـن ألأشـرار لا ألتـفـت إلـيـهـا ، لأنـهـم قـطـعـا ً مـعـزوفـة مـتـواصـلـة لأنـغـامـه الـمـتـواتـرة عـبـر التـاريـخ ، غـيـر أنـي أعـتـب عـلـى الـمتـلـقـي الـنـاضـج الـذي يـستـجـيـب تـحـت ضـغـط الـفـسـحـة الـطـائـفـيـة لــكـل مـن يـتـشـدق بـالـديـن ، وبـخـطـاب تـحـريـضـي واضـح ، الـهـدف مـنـه الـقـتـل والـعـصـيـان والـهـيـجـان الأحـمـق . ونـحـن إذ نـتـوخـى بـكـل مـن يـعـتـلـي الـمـنــــبـر أن يـكـون هـادئـا ً مـتـمـكـنـا ً رصـيـنـا ً " كـاظـمـا ً لـغـيــظـه " عـافـا ً عـن الـجـانـحـيـن ، يـطـلـق كـلامـه بـحـكـمـة وحـنـكـة ، لا أن يـدعـو إلـى الـدمـار والاقـتــتـال فـي بـلـد ٍ أبـيـحـت فـيـه الـقـيـم ، وأريـقـت فـيـه الـدمـاء ، وزهـقـت فـيـه الأرواح الـبـريـئـة ، وأضـحـى مـن أكـثـر بـلـدان الـعـالـم فـي عـدد الأرامـل والـثـكـالـى والـمـكـلـومـيـن والأيـتـام .
فـهـل نـحـن بـحـاجـة لـمـزيـد مـن إراقـة الـدمـاء ؟
أم أن هـنـالـك مـن حـلـول ؟
نـعـم هـنـالـك حـل واحـد ، لا ثـانـي لـه ، وهـو الـتـقـسـيـم ... بـلـى هـو الـحـل الأفـضـل والأنـجـع لـحـقـن الـدمـاء ، وعـلـى الـقـوى الـحـاكـمـة أن تــتـنـبـه لأهـون الـشـريـن ، الانـفـصـال أم الاقـتــتـال . وأنـجـعـهـا عـلـى حـد خـبـرتـي هـو الإدارة الـذاتـيـة ، أو مـا نـص عـلـيـه الـدستـور بـنـظـام الأقـالـيـم ... فـلـمـاذا هـذا الـتـوتـر والاسـتـئـثـار والـمـمـاطـلـة والـتـسـويـف ، مـادامـت مـجـامـيـع الـمـعـتـصـمـيـن والـمـحـرضـيـن ، ومـن خـلال خـطـبـهـم الـصـريـحـة والـعـلـنـيـة يـرغـبـون بـالإقـلـيـم الـمـستـقـل ، والانـعـتـاق ! كـمـا يـصـفـون .
فـلـم َ هـذا الإصـرار مـن قـبـل الـحـكـومـة الـمـركـزيـة عـلـى الـتـشـبـث بـمـحـافـظـات لا تـرغـب أن تـرتـبـط بـحـكـومـة تـطـلـق عـلـيـهـا يـومـيـا ً أسـم " الـصـفـويـة "
وهــنـا يـكـمـن الـسـؤال "الموجـع " مـا سـيــضـر ، أو يـنـفـع الـحـكـومـة الـمـركـزيـة عـنـد خــروج الـمـحـافـظـات الـغـربـيـة إن كـانـت بـرغـبـة مـواطـنـيـهـا وبـمـوجـب الـدسـتـور ، وبـالتـصـويـت الـحـر الديـمـقـراطـي ، وهـو أفـضـل وسـيـلـة لـحـقـن الـدمـاء .