العراق يودّع شهدائه الخمسه بصبر الكظيم/حسين الشويلي

Mon, 29 Apr 2013 الساعة : 0:52

صور الشهداء أنطق بمدى الغدر الذي تعرضوا له من كل التوصيفات . وبعد ما يقارب من ثمانيه شهور من التسخين المستمر بالتحريض لقتل افراد منتسبي " النظام السياسي مابعد التغير " كان أستشهاد الجنود من مكان قريب من تلك المنصات أمراً متوقع . لان طبيعه الحراك والشعارات التي ترفع والوجوه الغير مسفره تنم عن ضمائم بعثييه موروثه " وكل تفاصيلها معدّه بعنايه ومموله بسخاء " فمنذ يومها الاول أنطلقت تظاهرات الانبار بطريقه تحمل التنظيم وهذا دليلنا على أنها تظاهره مؤدلجه وتحمل الموت والخراب والبعث بثناياها . شهد العراق مئات التظاهرات المطالبه بالحقوق وهذا حق دستوري ومن المباحات القانونيه . ورأينا مثيلاتها في دول العالم مثل تظاهرات اليونان وأجزاء من تركيا والاردن وحتى في بريطانيا وغيرها وكان السبب واحد هو العامل الاقتصادي وتحسين فرص العيش والعمل . ومن خلال تراكم التجارب نستطيع أن نميّز الحيثيه التي تكونت منها التظاهره . فمن شعاراتهم ومواقفهم المعلنه كانت حركه مسيسه ومدفوعه الثمن لأستفراغ وسع صبر اتباع المذهب الشيعي لأنتاج حرب أهليه أو الانفصال " لتتريك المناطق الغربيه .
في أنحاء العالم كله المتمدن منه والذي مازال في الاحراش كدول أمريكا الجنوبيه رغم المساحه الكبيره التي منحوها لمواطنيهم بالتظاهر وبطرق التعبير الاخرى الا أنهم يتعاملوا مع أي تظاهر يحمل عناوين سياسيه على أنه تحدي للشعب وللقانون والامن العام " وتتحرك الاجهزه الامنيه بأنواعها لا لمنع تلك التظاهره بل بزجهم بالسجن للتحقيق معهم لانهم عرضوا حياه ومصالح الاخرين للخطر " فالامن العام ليس من حريه الجماعات والاشخاص بالعبث به بل هنالك قنوات قانونيه للمطالبه بالحقوق . وينظر لها كما للمتظاهر حقوق خرج مطالباً بها للاخرين حقوق ايضاً ومن تلك الحقوق الدستوريه أن لا يشتموا ولا يهددوا ولا يقتلوا أو حتى جعل من المدن ساحات مضطربه وغير آمنه . ورغم تلك المخالفات الا أن الحكومه عملت على تنفيذ الجزء الذي هو من صلاحياتها لكن تجاوب الحكومه ووفودها معهم كمن يحرث بالبحر ! لانها ببساطه تظاهره لاجل " البعث " واغلب قاده التظاهر هم معروفون بأنحرافهم عن العمليه السياسيه ما بعد 2003 وقد اعلنوها مراراً وبطرق مختلفه وأساليب كلها تحمل ذات المضمون . المنطقه الغربيه الخاصره الهشّه للعراق ومدنها باتت مداخل للاجندات التي لايحبذ لها تنامي الديمقراطيه وسط دول تحكمها أنظمه نمطيه وراثيه . ووجدت تلك الاجندات عناصرها للانطلاق وتلك العناصر - المكان - الحدث المخترع ومنها بكائيه تهميش السنه ! الاقطاعيات الدينيه . ومنذ عام 2004 الى يومنا هذا تلك المناطق ترفض العمليه السياسيه بتفصيلاتها وهذا هو موقفهم المعلن وقد ترجمت تلك المواقف الى أفعال دمويه كثيره ومستنسخه من حيث الكم والنوع وآخرها غدرهم لجنود العراق الخمسه وبنفسيّه موبوئه تمرست على القتل والتمثيل بضحاياها .
ولكي نرتقي بحاله الوعي التي حصلت للشعب حول هذا الحراك البعثي المتربص بالمقدسات الدينيه والناس ومصالح العراق وديمقراطيته المتناميه الى مسؤليه العمل المنتج ينبغي لنا من مسانده الجيش والاجهزه الامنيه لان جدليه الامان ومسانده الجيش من قبل شعبه أزليه ومثمره . فالجيش يستمد مشروعيته وقوته من الشعب كما في الدول المتقدمه . ولابد من منح القيادات العسكريه ثقتنا الكامله لانها أعلم الناس بالتعاطي مع هكذا ملفات أمنيه تحتاج الى الخبره والسريه في العمل . ومن أهم أسباب النجاح هو محاوله أبعاد وسائل أعلام تتجنى دوماً على الحقائق المجرده والناصعه وتخاطب الذين يفكرون بآذانهم لاستعداء طائفه أو قوميه على آخرى . العمليه السياسيه ستستمر وتتجذّر لانها حلم المحروميين وأبناء مئات المقابر الجماعيه وأحواض التيزاب وأبناء حلبجه والانفال والمهجّريين والمغيّبيين وأبناء مخيمات رفحاء والمنافي من هؤلاء أخذت شرعيتها ولم يسلبها هذا الحق من منحها حق الوجود . الرحمه والخلود لشهداء العراق .

Share |