في عيد ميلادك اليوم ماذا نقول/حميدة مكي السعيدي
Sun, 28 Apr 2013 الساعة : 1:26

ولد بقرية ألعوجه بمحافظة صلاح الدين ودفن فيها , لاقى محاكمه عادله لم يحظى بها مئات الإلف من ضحاياه عندما حكم العراق 35 عاما وأكثر حكمآ ارهابيآ دكتاتوريآ دمويآ منذ تسلمه السلطة إلى سقوط حكمه في 9/ 4 / 2003 , دمر في فترة حكمه العراق ارضآ وشعبآ لم يرحم فئة من فئات الشعب أو طائفة من طوائفه فالكل ظلم وقتل وهجر في ظل حكمه ادخل البلاد في حروبآ استمرت لسنوات طويلة أنهكت العراق ماديآ وبشريآ فحرب الخليج الأولى مع إيران 1880 وحرب الخليج الثانية بعد دخوله الكويت 1991 وأخرها حرب 2003 التي انتهت بسقوط حكمه , وما المقابر والإبادات الجماعية والأنفال إلا شاهد عيان على مدى قسوة وإرهاب هذا النظام .
28 من نيسان يوم شؤم وشهر بلاء تمنى الكثير من العراقيين في زمن النظام السابق لو إن الشهور خلت من شهر نيسان لأنه جلب للعراقيين دكتاتور حكم بالدم والحديد . كان يومآ ما بعده يوم في زمن النظام السابق احتفالات عارمة تصرف عليها العشرات من الملاين من أموال الشعب نفير عام للعراق بأسره , حيث كان الرفاق البعثتين يجبرون المواطنين على تعليق الصور الزينة على منازلهم , كما كانت هنالك فرقة أطفال من أبناء البعثية في كل محافظة مهيأة لذالك اليوم تدرب وتجهيز لترديد الأناشيد التي تمجد القائد الضرورة وبطولاته في قتل العراقيين وتدمير البلد , وتحصل بالأخير على مكافئه ماليه كبيره لذالك نجد الشعراء والملحنين والمطربين يتسابقون من اجل التحضير لذالك اليوم وما أكثر الأناشيد التي أنشدت لك يا طاغية , إما اكبر احتفال لعيد الميلاد فكان يقام في القصر الجمهوري بحضور وفود الأطفال من المحافظات والمقربين من الطاغية .
كانت الاحتفالات في كل مكان المدارس الدوائر الجامعات الشوارع والذي يتخلف عن الاحتفال يطرد يعاقب بفصله من الوظيفة , أموال هائلة كانت تصرف لذالك اليوم في حين كان الشعب يعاني من الجوع المرض العوز وصدام يحتفل بعيد ميلاده ويبني القصور ويوزع كابونات النفط على مؤيديه من العرب الخونة .
إما أخر ما روج له هو تكريم كل من ولد في ذالك اليوم مما أدى بالكثير من البعثتين وبطريقه وأخرى إلى تغير تأريخ مواليدهم أو مواليد أبنائهم إلى 28 نيسان تيمنآ بذالك اليوم العظيم كما كانوا يعتقدون .
كان أخر احتفال بعيد ميلاد الطاغية قبل سقوطه بعام إي في يوم 28 نيسان 2002 كانت الاحتفالية كبيره جدآ حيث دعي لهذا الاحتفال جميع البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق آنذاك وصرف عليها أموال طائلة في وقت كان الشعب يعاني الأمرين من حصار ظالم لا يجد الفقير ما يأكله والأطفال تعاني من نقص الغذاء والدواء وصدام يصرف عشرات الملاين لاحتفال بميلاده .
اليوم وبعد مرور عشر سنوات على سقوط صدام ونظامه وحزبه المقبور هنالك سؤال يطرح نفسه إلا وهو يا ترى من يحتفل بذالك اليوم وكيف يكون الاحتفال هل هناك وجه مقارنه ما بين الأمس واليوم ؟ إما الجواب فهو إن اغلب الناس قد نست ذالك اليوم سقط من الذاكرة مع سقوط صاحب المناسب لم يبقى من ذالك اليوم سوى ذكريات كرهها العراقيين مثلما كرهوا ذالك اليوم الذي جاء بطاغية العصر لهذا البلد .
اليوم اقتصر الاحتفال بالعيد الميمون لصدام المقبور على البعثتين والمؤيدين له من غير الشرفاء سواء العراقيين أو العرب من أنصاره في المناطق الغربية وفي مسقط رأسه صلاح الدين وقريه ألعوجه لكن الاحتفال هذه المرة ليس بالأناشيد والأغاني بل يزورون قبره النجس ويقرئون صورة الفاتحة له ويدعون له بالرحمة وهو الشخص الوحيد الذي لن يشفع لهه الدعاء لا بالرحمة ولا بالغفران مهما فعل أعوانه له لان ما قام به وما فعله بأبناء هذا البلد لا يخضع له القانون ألاهي . لأنه قانون لا يطبق على مثل ذالك المجرم الذي فاقت جرائمه استيعاب العقل البشري فعلى مر العصور والدهور لم نسمع بطاغية مثله ما عدا فرعون نعم هو فرعون العصر وطاغية الزمان الذي ليس له مثيل , اليوم ولى صدام إلى غير رجعه لكن بقيت الزمر الإرهابية تحيي ذكراه بالإرهاب والقتل والدمار إي ساروا على نفس الطريق الذي سار هو عليه , نحن اليوم لا يسعنا إن نقول وفي هذا التأريخ العنه عليك يا صدام أدخلك الله جهنم وبأس المصير , عليك العنه يوم ولدت ويوم تبعث حيا .
حميدة مكي ألسعيدي