المكفوفون في العراق بين الواقع المؤلم والعيش في الأحلام-عبد الله جبر التميمي

Sun, 17 Jul 2011 الساعة : 0:44

العيش + الاستقرار +التعليم + الزواج + الأسرة ... هي الهاجس الوحيد لدى الانسان . فيا ترى هل المكفوفون مِن هؤلاءِ الناس اللذين لهم الحق في ذلك ؟
أسئلةٌ وغيرها كثير في هذا الخصوص تراودنا بين حينٍ وآخر . فهم أناس كباقي أبناء البشر لهم مشاعر وأحاسيس وقدرات ومواهب خارقة لمَن يوظّفها . ما ذنبهم أنهم فَقَدوا أعز شيء ليواجهوا بعد ذلك قساوة المجتمع اللذي لا يرْحم وعادات وتقاليد بالية وفانية . فهم وليدو أرحام الصعاب والمعاناة فيواجهو قساوة الأهل في صغرهم والمجتمع بعد كِبرِهم... فلا شك أن الأسرة ينتابها شيء من الحزن والتظجر بعد وِلادة طفل كفيف عندها لدرجة أنها تسأم الحياة .. لكن وسبحان الله سرعان ما تجدها شديدة التمسك به وتُنزِلهُ مكاناً خاصً في قلوب أفرادها.... لتأتي بعد ذلك معاناة المجتمع اللتي لا نهاية لها بدء من ظهوره إلى الشارع إلى ما شاء الله من الزمن فالكل ينظر له نظرة انتقاص وعطف ورأفة علماً أنه ليس بحاجة لأي شيء من هذا القبيل بقدر ما يكون أحوج للتحفيز والتشجيع . فترى الأطفال ينفرون منه ويتهربون عنه ... فتكون حياته هنا بين مفترق طرق : إما أن يشق طريق المتاعب ويتحمل كل ما يُؤلِمَهُ ويُؤذيه .. وإما أن ينطوي على نفسِه ويكون حبيس ورهين البيت لا لذنب اقترفه بَل لنظرة المجتمع الدونية له . فمنهم مَن اختر الشق الأول وأبدع وأقنع وهم الأكثر فقد وصلوا وحققوا ما لم يستطع الأسوياء تحقيقَه في شتى المجالات : فمنهم من شق طريق التعليم وكان كفوءً في عمله + ومنهم من شق طريق التقنيات وغيرها وكان مبدعً فأقنعوا محيطهم ومَن حولهم بقدراتهم وامكاناتهم اللتي ثبتت عكس ما كان يعتقد به الناس .. لكن تبقى معاناة المجتمع تُرافِقَه مهما وصل ويصل من مرحلة متقدّمة . ربما حظه من المعانات والمصاعب في المجتمعات الأخرا أقل نصيباً مما هو في مجتمعنا العراقي ويعود ذلك بلا شك وللأسف لقلة وعي مجتمعنا اللذي لا يختلف عليه اثنَين .. والأقسى والأمرُ أنه يواجه صعاب مِن قِبَل أُناس يُحسبون على الشريحة الواعية والمثقفة أمثال المُدرّسون + الأطباء + الأساتذة الجامعيون مما يذهب بأحلامه وأمنياته بأن يقترب من الركب اللذي تسير فيه الناس سدً وتتشتت طموحاته ...... وعلى سبيل المعاناة مسألة الزواج مثلاً : فهو حق مشروع لكل بني آدم فهل المكفوفون منهم ؟؟ ../ :هل فكّرت – فكّرتي يوماً أن ترتبط - ترتبطي بالزواج من هذه الفئة ؟؟ إخوتكم ؟؟؟ أصدقاءكم ؟؟ أم يكون للحديث كلام آخر حين يصل عندكم؟؟.. الإجابة واضحة وصريحة : طبعا لا . ليس أنتم مَن ترفضون بَل مجتمعنا + عاداتنا . لنفترض أن أحداً فكّر في ذلك هل الأهل سيوافِقون ؟ أم سيحولون دون تحقيق ذلك بشتى الوسائل ؟؟ ... هذا قليلٌ مِن كثيرٍ .............
نأمل أن تتغير هذه النظرة الخاطئة في حق المكفوفين ... فلا زلنا نرا العالم يتقدم ويرتقي يومً بعد يومٍ فيا حبذا أن نرتقي بعقولنا وأفكارنا أقل تقدير........

ملحوظة كتابتي هذه لم تكن مُتأتية لأنني واحداً منهم لا بَل لأنه موضوع في غاية الخطورة أكثر مما تتصوروا ويهم فئة كبييييرة لم تجد حظها بين الناس
رغم تعبهم ...
رغم معاناتهم ...
رغم ألمهم ...
أفتخر أنني واحدً منهم.
[email protected]
 

Share |