الجيش العراقي يدخل سليمان بيك بعد توقيع اتفاق سلام برعاية العشائر ومحافظ صلاح الدين
Sat, 27 Apr 2013 الساعة : 9:45

وكالات:
دخلت القوات العراقية، الجمعة، ناحية سليمان بيك بمحافظة صلاح الدين بعد انسحاب المسلحين سلما وفقًا لاتفاق سلام رعته العشائر ومحافظ صلاح الدين وانقذ البلدة من قتال مسلح كاد يتسبب بنزف مزيد من الدماء قبل انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي اعلنها الجيش قبل البدء بتطهير المنطقة.
وقال عضو مجلس صلاح الدين القيادي في الجبهة الترمانية علي هاشم اوغلوا لـ"المسلة" إن "قوات الجيش العراقي دخلت الى ناحية سليمان بيك بموجب وثيقة وقعت بالدم واتفاق سلام برعاية العشائر العربية هناك ومحافظ صلاح الدين احمد عبد الله عبد".
واكد اوغلوا ان "قوات الجيش انتشرت في عموم ناحية سليمان بيك واستعادت السيطرة على مركز الشرطة والمؤسسات الحكومية في البلدة والقرى المحيطة بها".
واكد قائمقام قضاء طوز خورماتو شلال عبدول لـ"المسلة" ان "المجاميع المسلحة في ناحية سليمان بيك بجنوب قضاء طوز خورماتو بمحافظة صلاح الدين انسحبت صباح اليوم فجر اليوم الجمعة ليحل الجيش العراقي بدلاً منها ليبدأ عملية تمشيط للناحية التي دارت فيها اشتباكات مسلحة منذ الثلاثاء الماضي".
وقال عبدول"شرعت قوات الجيش العراقي بتمشيط لناحية سليمان بيك بعد أن أنسحب المسلحون".
واشار الى ان "إنسحاب المسلحين ودور المحافظ والعشائر وما جرى من إتصالات منذ الأمس وتدخلات كان له دور في إنهاء فتيل الازمة".
وكان الجيش العراقي امهل مجموعات من المسلحين تسيطر على ناحية سليمان بيك في محافظة صلاح الدين 48 ساعة قبل بدء "تطهير" المنطقة.
وقال قائد القوات البرية الفريق الاول الركن علي غيدان لـ"المسلة" ان اجتماعا امنيا عقد في محافظة ديالى ضم قادة امنيين وعسكريين ممسؤولين في المنطقة" لبحث التطورات في سليمان بيك.
واضاف "تقرر منح مهلة 48 ساعة للمسلحين للمغادرة وبعدها سيتدخل الجيش لتطهير المنطقة من المسلحين".
وتابع مؤكدا ان "هناك معلومات استخباراتبة تقول ان هناك فصيلين يقاتلان ويسيطران على المنطقة وهم 25 شخصا من القاعدة و150 شخصا من الجماعة النقشبندية"، مشيرا الى ان "الاهالي نزحوا بشكل كامل من الناحية الى مناطق قريبة".
وتمكن مسلحون مساء الاربعاء من السيطرة "بالكامل" على ناحية سليمان بيك الواقعة على بعد نحو 150 كلم شمال بغداد على الطريق بين العاصمة واقليم كردستان العراق اثر معارك مع الجيش العراقي فيها.
وقتل واصيب العشرات من افراد الجيش والمسلحين في معارك الناحية التي تشمل 28 قرية وتسكنها 30 الف نسمة معظمهم من التركمان.
وجاءت هذه المواجهات بعد اقتحام ساحة الاعتصام المناهض لرئيس الوزراء في الحويجة (55 كلم غرب كركوك) الثلاثاء، حيث قتل 50 مدنيا واصيب 110 بجروح، وهو ما اطلق شرارة اعمال عنف ضد قوات الامن في انحاء مختلفة من البلاد.
وفي وقت سابق الخميس، قال ضابط في الجيش رفيع المستوى "نحن انسحبنا تكتيكيا كي نعمل على تطهير المنطقة بشكل كامل بعدما عرفنا ان السكان خرجوا منها"، مضيفا "سنطهر المنطقة زاوية زاوية ولن نسمح بالاعتداء على امن المواطنين".
وتعرضت قوة اسناد عسكرية قادمة من بغداد الى ناحية سليمان بيك، الى هجوم قرب قرية خزيفة في ناحية قرة تبة ما اسفر عن احراق ثلاثة اليات عسكرية.
واوضح مصدر عسكري ان "مسلحين تمركزوا في التلال المحيطة بالشارع العام حاصروا الرتل وتجري اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات الجيش".
وقال شلال عبدول بابان قائمقام قضاء طوزخرماتو القريب من سلمان بيك اليوم ان "المسلحين ما زالوا يسيطرون بشكل كامل وتام على الناحية"، مؤكدا ان "قوات الجيش تقوم بتعزيز افرادها وتحاصر بشكل كامل الناحية".
وتابع ان "الوضع في نواحي ينكجه وبسطملي ومفتول القريبة مستقر وهي ما زالت تحت سيطرة القوات الامنية العراقية. لكن تم نقل المقرات الامنية الى اماكن اكثر امانا، والاسلحة والاليات ايضا"، خوفا من هجوم يؤدي الى الاستيلاء عليها.
الى ذلك، اعلن ضابط رفيع المستوى في الفرقة 12 في الجيش العراقي ان حظر التجول المفروض على الحويجة رفع عند الساعة السابعة من صباح اليوم، على ان يعاد فرضه عند الساعة السابعة مساء .
وذكر مصدر في شرطة الحويجة انه جرى اليوم اطلاق سراح 93 من معتقلي الحويجة.
وتشهد البلاد توترات أمنية على خلفية أحداث قضاء الحويجة سرعان ما أمتدت إلى مدن أخرى بخروج ساحات الاعتصام عن السيطرة وقيام مسلحين بالاعتداء على قوات الجيش والاستيلاء على مراكز الشرطة في مناطق سليمان بك والموصل والفلوجة.
ووجه ديوانا الوقف الشيعي والسني الدعوة الى المسؤولين في الحكومة والقوى السياسية الى الجلوس على طاولة حوار واحدة للحؤول دون دخول البلاد في منزلق امني والعودة الى الاقتتال الطائفي بما يهدد وحدتها مناشدين السياسيين والجهات المتنازعة ان لايكونوا سببا في نزف الدم العراقي.
وكان رجل دين شاب غير معروف خرج في ساحة الاعتصام بالانبار ليوجه خطابا دعا فيه "اعلان الجهاد ضد قوات الأمن" على خلفية أحداث قضاء الحويجة، ومطالبا من دعاهم بالشباب في ساحات الاعتصام بعدم الالتفات لآراء المراجع الدينية التي تدعو الى العقل والحكمة مطالبا اياهم بـ"جمع السلاح ومقاتلة القوات الامنية".
في هذه الاثناء حذر رئيس الوزراء نوري المالكي، الخميس، من ما وصفها بفتنة "عمياء ونتنة" يجب تفاديها لأن العراق امانة في اعناق الجميع ولا يحق لاحد ان يتخلى عنه، وفي حين شدد على عدم السماح باي تجاوز على كرامة المواطن من قبل الاجهزة الامنية أو بالعكس، فأنه أشار إلى أن عز العراق وأي بلد بجيشه لانه من يصون السيادة ، فاتحا باب الحوار والتفاهم لتجنب فتنة كبيرة يراد لها ان تضرب العراق باسره.
المصدر:المسلة