الى الشيخ السعدي...كما تدينْ تدانْ/طالب العراقي

Thu, 25 Apr 2013 الساعة : 23:38

نشرت عدة مواقع خبرية (ومنها موقع شفق نيوز) رسالة مفتوحة موجهه من رجل الدين عبد الملك السعدي الى مراجع الشيعة حول احداث الحويجة
ولو تغافلنا عن الشحن الطائفي الواضح وتجييش المشاعر الشنيع تجاه الشيعة والصيغة التحريضية المقيته التي كتب بها الخطاب. فانه خطاب غير مالوف من رجل دين كان يفترض به ان يحث الناس عن الورع في الدماء والقتل لا ان يوصيهم بعبارات ما دعت للسلام منزع من قبيل (احرقوا الارض تحت ارجل الجيش الحكومي)
انه بخطابه هذا قد استخدم بقصد او بدونه نفس استعارات عناصر القاعدة والبعثيين اللفظية التي يعبرون فيها عن الجيش والحكومة العراقيين. والشيخ يسمي الجيش العراقي بالجيش الحكومي متغابيا عن سهر الجيش الدائم منذ اكثر من مئة يوم على ارواح وسلامة متظاهري المناطق الغربية من العراق. متناسياً ضبط افراد الجيش لانفسهم باقصى حدود الصبر على الاهانات ونكران الجميل.ان استخدام الارهابيون لمصطلح الجيش الحكومي الذي ردده الشيخ استعاروه كي ينزعوا عن الجيش صفته الوطنية ويصمونه بموالاة الحاكم. وهم يعلمون ان هذا ابعد ما يكون عن اخلاق الجيش العراقي الجديد وعقيدته الحالية.
لقد اصبح الشيخ بوقا للقاعدة يتمنى ان يحصل في العراق ما حصل في سوريا فها هو يخاطب الجيش بالقول (ارموا اسلحتكم والتحقوا بالشرفاء في ساحات الاعتصام كما صنع اخوانكم الشرفاء من الجيش السوري)
كان المفترض من خطاب الشيخ ان يكون غير منفعل وموضوعي وان لا يستخدم فيه مصطلحات وعبارات المتخاصمين السياسيين من الاحزاب السنية و (كأنه عضوا في احزابهم) من قبيل (حكومة المالكي)
ان مصطلح حكومة المالكي اخترعته الاحزاب السنية انقلاباً منها على معنى الحكم الديمقراطي. فهي تنبز به حكومة العراق الحالية لتقول بان المالكي لم تأت به صناديق الاقتراع والديمقراطية النزيهه. بعد ان كانوا يتعاقبون على حكم العراق منذ بداية القرن الماضي بالانقلابات العسكرية والغدر والاغتيال كحكومة عبد السلام وصدام واضرابهم.
ان ما دعاني لكتابة هذا الرد ليس ما تقدم بقدر جزء الخطاب الموجه الى رجال الدين الشيعة. اذ يخاطبهم الشيخ وكانهم المدانون المعنيون المتهمون بدماء من قتل في الحويجة فيقول (فان التهمه توجه اليكم بالرضى والانتقام الطائفي) وهو يعلم جيدا قبل غيره مقدار انسانية مراجع الشيعة وسعة عقولهم وصدورهم. اذ ما اخرجهم الغضب يوما وفي احلك الظروف عن المنطق والعقل كما فعل الحنق اليوم بالشيخ .
فترويع الشيعة اليومي بالمفخخات والاغتيال وبالمئات بتحريض مباشر ووقح من مراجع السنة في السعودية وقتلهم على الهوية وتهجيرهم من اراضيهم وقراهم وممارسة ابشع الجرائم بحقهم ما انسى رجال الدين الشيعة حكمتهم عن ان يقول (لا تقولوا بان ابناء السنة اخوانكم بل هم انفسكم). فليت سنياً واحد من عليّة القوم فضلاً عن اسافلهم أخطأ يوما ليقول (ان الشيعي هو نفس السني حرام دمة وماله وعرضه)
الشيخ عبد الملك الذي هالته حادثة راح ضحيتها عشرون من المعتصمين السنه (سقطوا برصاص اخوتهم من انباء الجيش من السنة ايضأ) قد ارعد وازبد ونادى بالويل والثبور وعظائم الامور, وهو لم تحرك ضميره آلاف حوادث التفخيخ التي يقوم بها سفهاء ابناء السنه في مساجد الشيعة وحسينياتهم ومدارسهم وتجمعاتهم في كل حدب وصوب بتاثير فتاوى نظراؤه دون ان نسمع منه يوما تنديد او استنكار او مواساة...
ثم انه يقول محذراً وموجهاً كلامه لعلماء الشيعة (واياكم ان تفرقوا بين دم الشيعي او السني او المسلم وغيره) ..... ويحك لا ام لك, ومتى إنفعل شيوخ الشيعة لتهراق الدم الشيعي فارسلوا بياناً كبيانك هذا الى جنابكم العالي!!! محذرين منددين بك وبقومك, رغم قساوة اجرام ابناءكم واستهتارهم بارواح اطفالنا ونسائنا. تخاطبنا (بإياكم) كانك لم تتلمس يوما مقدار حكمة علماء الدين الشيعة وصبرهم وتورعهم عن المحارم وانهم اتقى لله واحفظ لمحارمه وانهى عن معاصيه ممن سواهم....
ثم يقول (لا يليق بكم الصمت او الاستنكار الخجول والمتحفظ) نعم والله لا يليق بنا السكوت عن اعلان البراءة من كل باطل ولكن ما اعتدناه من تجاهلكم المزمن الدائم القائم لظلم وجرائم ابناءكم بحقنا واحتقاركم لآلامنا وتسفيهكم لعذاباتنا, امات فينا التعاطف معكم في اية حال. فصمتكم المطبق عن مواساتنا في آلاف الحوادث التي سببتموها لنا او استنكاركم الخجول المتحفظ كما سميته لها اجبرنا على اتباع المعاملة بالمثل لكم
ثم انك تطلب من رجال الدين الشيعة ان يغيروا المالكي (بآخرين وطنيين من العراقيين الذين يستقر العراق تحت رئاسته) فهل رجال الدين الشيعة هم من نصب المالكي حتى يسعفوك بتغييره ...
ماهذا التغابي عن الحقيقة ان المالكي هو اول حاكم للعراق الحديث يجئ بطريق ديمقراطي دستوري تسالم عليه كل العراقيين بسنتهم وشيعتهم واكرادهم. ويزال بنفس الآليات الدستورية التي جاءت به وليس بغيرها من سبيل . فلا تزج رجال الدين الشيعة في صراعكم على السلطة مع المالكي... مدفوعين بطائفيتكم المقيته التي اعمتكم عن كل حكمة وعقل وبتم ترمون انفسهم للحتوف حنقا منه وحقدا عليه.
ثم يخاطب الشيخ عبد الملك شيوخ العشائر الشيعية بالقول (فامنعوا اولادكم الجنود من تنفيذ ما يوجه اليهم من الحكومة) فليتك ايها الشيخ تقدمت بالخطاب هذا الى ابناء عشائركم لتقول (فامنعوا اولادكم عن الالتحاق بصفوف السفاحين من القاعدة والجيش اللااسلامي الذين اوغلوا في دماء اخوانكم الشيعة). وان تعلم ان معظم افراد الجيش العراقي في اراضيكم هو من ابنائكم الذين ابصروا الحق وميزوا الباطل فهبوا لفعل ما تدعو اليه الفطرة السليمة دون دخل المالكي او اوامره...
فلو خاطبت من يطيعون امرك بخطابك هذا لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم من قطيعة الارحام واتساع فجوة الخلاف ....
ثم شيخنا الجليل اين الورع من رمي التهم جزافا. اذ ما دخل ايران في مشاجرة جرت بين معتصم حويجي قتل احد افراد الجيش من قبيلة الجبور العربية معروف حسبه ونسبه. لتقول ان الجندي المقتول هو غير عراقي فحتى لو سلمنا من انه غير عراقي فهل تجوز قتله بشرعتك!!!!. ومالك تتذرع بالواهي من الاعذار لتقول (ومع ذلك فلا يعقل قتل العدد الكبير مقابل واحد) كانك لم تطلع على ما قاله الإمام ابن كثير في تفسيره جزء 1/ صفحة 211ومذهب ائمتكم الأربعة والجمهور أن الجماعة يقتلون بالواحد قال عمر ابن الخطاب في غلام قتله سبعة فقتلهم (لو تمالأ عليه اهل صنعاء لقتلتهم)
ان الناصح اليوم اولى بالنصح من المنصوح. وكما نصحت الاخرين اقول لك كونوا مغاليق للشر مفاتيح للخير واذكرك بحديث رسولنا الكريم (لا يؤمن احدكم حتى يحب احدكم لاخيه ما يحب لنفسه) و(المؤمن من امن المسلمون من لسانه ويده) .غيروا ما بانفسكم تجاه الشيعة تجدونهم الاقرب الى نصركم وانصافكم من انفسهم ... يَا أَيهَا الذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تفعلون , كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ”) سورة الصف.

Share |