فرقتنا .. سببها التآمر أم عيب فينا ؟/طاهر مسلم البكاء
Wed, 24 Apr 2013 الساعة : 23:51

مما لاشك فيه ان العالمين العربي والأسلامي لايزالان بلاد متخلفة بالقياس الى الدول المتقدمة على كوكبنا ،وقد يطلق عليها تجملاً بالبلاد النامية أو الناهضة .
ونحن اليوم نصور الأستعمار والصهيونية في مناهجنا الدراسية وفي ادبياتنا على انهما المارد الذي يعمل ليل نهار لأجل تخلفنا وايجاد المحن والمشاكل لبلداننا ، وقد يصح هذا في جانب ولكن من جانب آخر يتوجب ان نسائل انفسنا :
أننا لو كنا شعباً مجداً ومثابراً ويسير الى الأمام و بحكمة مستغلاً الثروات الهائلة التي تكتنزها ارضنا في بناء وأعمار بلادنا ، وتوفرت لنا القيادات الحكيمة التي تدرك كيف تتجنب العواصف للوصول بالبلاد الى بر الأمان مستفيدين من تجارب عشرات الشعوب التي مرت بظروفنا من قبلنا ونترك كل مسببات فرقتنا خلف ظهورنا ،فهل يمكن لمارد الأستعمار والصهيونية ان يتمكن من الوصول بنا الى ما وصل به الحال من تهديد بالتقاتل وتمزيق بعضنا البعض .
ان ما يحتاجة العراق اليوم للوقاية من خراب جديد وحرب طاحنة قد تأتي على الأخضر واليابس هو الشخصانية التي تستخدم الدستور وما متوفر للدولة من هيبة وقوة ،لتدعيم الوحدة الداخلية وعدم السماح لأولئك المتربصين بالبلاد والذين يرغبون في عودة عدم الأستقرار والأوضاع المضطربة من اجل اطماع واهداف شخصية ،ويجب ان لاننسى أن العراق يملك ثروات هائلة واحتياطات نفطية تتصدر الأحتياطيات العالمية ،وبالتالي لكي يتمكن من استغلال ثروته لفائدة شعبه ،يجب أن يكون قويا" موحدا" . وسنجد أن شعب العراق ، الذي اخترع الحرف الأول في التاريخ ،لايزال مكمن الأبداع والتطور ،وعلى الدولة أن تقدم الحافز اللائق للعمل ، والعمل بجد على مكافحة الفساد الأداري والأقتصادي الذي ينخر في مفاصل البلاد.
قبل فترة قصيرة كشفت الصحف البريطانية ان العراق كان قد اشترى سبعة الاف جهاز مزيف لكشف المتفجرات من بريطانيا وان بائع هذه الأجهزة قد احيل الى المحكمة لهذا السبب ،غير اننا لانزال نستخدم تلك الأجهزة المزيفة ويموت العشرات من ابناءنا لكي لانلوم انفسنا على شراءها !
واليوم يخرج اعداد من المتظاهرين في مدن مهمة من بلادنا وقد يكون لبعض طلباتهم مسوغ ولكن الأمر استغل من الجهات التي تريد النيل من وحدة العراق، أن ما يعترض عليه في هذه التظاهرات والأعتصامات ،ان بعض الفئات فيها تدعو الى تمزيق البلاد والأخذ بها الى آتون الصراعات الطائفية ،علما" ان الطريق الديمقراطي موجود حيث تواجد ممثليهم في مجلس النواب ومجالس المحافظات ،وإذا كان قد أحسن الأختيار فمما لاشك فيه يستطيع التعبير عن ذاته ،وان يحاسب ممثليه أولا" قبل محاسبته للحكومة ،اذا كان هناك تقصير أو أي انحراف .
من الواضح الذي لاشك فيه ان هناك جهات خارجية وداخلية من مصلحتها ان ينكس شراع القيادة في البلاد ،ومن مصلحتهم أن لاتكون هناك حكومة قوية ،وانهم متحفزون لتصيد الغنائم الشخصية وتحقيق الأحلام المريضة على حساب العراق وشعب العراق ،ولا يخدم أطماعهم بأي حال من الأحوال ،أن تكون هناك حكومة عراقية قادرة على أدارة البلاد والوقوف بوجه الأنحراف , وبكل تأكيد لو كانت الأغلبية في الحكومة كردية أو سنية لرددوا نفس النغمة من الحكومة ولقالوا أنها حكومة سنية وهي تعمل بالضد من مصالح الأغلبية الشيعية ،وهكذا الحال لو كانت حكومة كردية ،أذن من الذي يريدونه ان يحكم العراق ،هل من غير أبناءه ،ام هابطين من الفضاء !
وثانية الى جميع ابناء العراق ،كل العراق : لقد مررتم بمحن متتالية من الحكم الفردي العبثي الى الحصار البغيض الى الأحتلال المباشر ،ولكنكم كنتم متمسكين بوحدتكم دائما ،في وقت لم تكن لديكم مثل ما تملكونه اليوم من منافذ ديمقراطية وفرص ذهبية لبناء بلدكم والأستفادة المثلى مما يحويه من كنوز قلما تتوفر في مكان آخر في العالم ،فكما وهبكم الله هذا ،فأحسنوا الأختيار، ولابأس ان تنظروا بعين الحكمة الى ما يعيشه الشعب السوري اليوم من حرب داخلية وقتل مستمر لأبناءه وتهجير للعوائل وأنتقاص الكرامة وتدمير لكل البنى التحتية ،وهذا جاء بعد السماح للتدخلات الخارجية لأن تعبث بوحد ة البلاد ،بعد أن وجدت الحواظن المناسبة لعملها ،وأخذت بتحكيم قوة السلاح بدلاً عن حكمة العقل والمنطق ،فاذكاء الفتنة خراب ما بعده خراب .. وقد أعذر من انذر .