سلميتهم وطائفيتنا/رياض ابو رغيف

Wed, 24 Apr 2013 الساعة : 23:37

العنوان الذي ابتدأت به تظاهرات الرمادي ثم اعقبتها تظاهرات المناطق الغربية رغم ان ظاهره كان (مطالبة بحقوق مستلبة ) الا ان الواقع الملموس والخاطر المتحصل منها يؤكد ان نواياها غير المعلن منها
ابتدات تلك التظاهرات كرد فعل على قرارات قضائية باعتقال مجموعة من حماية الوزير المستقيل رافع العيساوي لتهم بالارهاب وجهت اليهم على خلفية دلائل امنية مؤشرة على مجموعة منهم لها ارتباط بتنظيمات وعصابات خارجة عن القانون ورغم ان تلك القضية واضح انها غير سياسية الا ان اطرافا وجهات معروفة نقلتها الى حلبة الصراع السياسي لغايات ونوايا هم اعلم بها
ثم تطورت الاحداث دراميتيكيا الى خطابات وزعيق وصراخ طائفي ومطالبات وشروط واشتراطات فاقت حد المعقول والممكن
ولان المخططين لكل مايجري يعرفون مدى تاثير الشخصيات الدينية والخطاب االديني في عوام الناس البسطاء هناك ولكي يديموا الزخم باتجاه انعاش ما خطط له نقلوا دفة السفينة وحبال الاشرعة من ايدي السياسيين الى ايدي شخصيات قبلية ودينية اقل ما يقال عنها انها متشددة واختلفت لهجة الخطابات والاتهامات الطائفية الى لهجة التهديد والوعيد والدفع بالموقف الى المصادمات مع القوى الامنية في تلك المحافظات ومحاولة جر الحكومة الى مابيت اليه الواقفون خلف الخطوط والمتمترسون خلف هذا النهج الممقوت
وبدت خطب الجمعة وكانها خطب تحريض على القتل والقتال وحملت بين طياتها تهديدا طائفيا واضحا ودفعت باتجاه التوتر الطائفي الذي مست شظاياه بعض مناطق العاصمة بغداد
وصار المستمع اليهم يظن للوهلة الاولى ان (رشدي عبد الصاحب ومقداد مراد ) قد احياهم الله ليعيدو بث بيانات حرب الثمانينات بين العراق وايران
روى لي احد المسؤولين عن التحقيقات الجارية بشان اطلاق النار الذي حصل في الرمادي قبل شهرين بين بعض الجنود (الذين يطالب علي حاتم السليمان بتسليمهم للمتظاهرين ) والارهابيين المندسين في صفوف المتظاهرين ان الحادثة حدثت بعد ان قام احد الخطباء بنعت الشيعة بالصفويين وشبههم بما لايليق ذكره وان عدد من المتظاهرين قام بعد استماعهم الى الخطبة بالاقتراب من الجنود المكلفين بواجبات حماية محيط ساحة الاعتصام (والظاهر انهم كانوا من الشيعة ) ليسبوا ويشتموا مقدسات الشيعة وينعتوهم بالكفرة وانهم سينفذون
فيهم حد الكفر بالقتل بالسيف مما ادى ذلك الى اثارة الجنود ليتبادلوا معهم اطلاق النار
وان حادثة اغتيال (جنديين ) من اهالي البصرة كانوا ملتحقين الى وحداتهم في الرمادي حدثت بعد ان قال احد الخطباء بان (عبد الحسين وعبد الزهرة ) من اليوم ليس لهم مكان هنا في الرمادي او صلاح الدين او الموصل
ان طبيعة التظاهرات التي يدعي من يدافع عنها بانها سلمية كما هو متحصل من الواقع هي صدقا وحقا غير ذلك والا بماذا نفسر استعراض مجرمو القاعدة وبقايا البعث والنقشبندية عضلاتهم هناك وهم غير مبالين لتحذيرات العقلاء والخيرين من خطر جر البلاد الى حرب لاتبقي ولاتذر
اعلام ورايات وشعارات للقتلة ترفعها بتفاخر اكف طالما غمست بدماء العراقيين ملوحة بها من هناك من ساحات التظاهر لتترجم فعلا واقعيا من خلال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة المفجرة في اجساد الابرياء من ابناء هذا الشعب المظلوم
يدعي من يدعي ان هذه التظاهرات انما قامت ضد سياسات الحكومة التي يصفها المتظاهرون بالطائفية ويقول المدعون ان مظاهراتهم وطنية وهي لاتمس ابدا باخوانهم العراقيين من المكونات الاخرى لكن الواقع والحقيقة التي لايمكن للمراقب المنصف نكرانها انها غير مايدعون
قد تكون هناك خلافات واختلافات بين من يمثل المتظاهرين سياسيا وبين سياسة المالكي الحكومية لكن هذه الخلافات والاختلافات ليست مقصورة بين الحكومة والمكون السياسي السني فقط
بل هي ايضا في الواقع مع مكونات التحالف السياسي الشيعي نفسه ناهيك عن الخلاف مع الكتلة الكوردستانية بين التيار الصدري والمالكي كرئيس للحكومة وبين المجلس الاعلى وبين المالكي كرئيس للحكومة وبين احزاب شيعية اخرى وبين المالكي بصفته رئيسا للحكومة وهذه هي طبيعة الصراعات بين مطالب الكتل السياسية وما تقدمه الحكومة لهم فالكل يطالب والحكومة تعطي وفقا لرؤيتها سواءا كانت صحيحة او خاطئة وللانصاف فان المالكي كرئيس للحكومة حاول جاهدا ان يلبي مطالب المتظاهرين السنة بجدية اكبر من تلبيته لمطالب القوى السياسية الشيعية وتصرف بنعومة ارق مما تصرفه في ذات الموقف مع فعاليات مماثلة لفعاليات المتظاهرين في المدن الثلاثة
ثم لابد من مراجعة خطاب المرجعيات الدينية لكلا الجانبين لننظر من هو الاحرص على سلمية التعامل بين العراقيين كشركاء في الوطن الواحد ومن هو اقرب في خطاباته الى الطائفية التي يتهم بها بعضنا البعض ايهما احرص على حقن دماء العراقيين المرجعية التي تؤجج ام المرجعية التي تخفف من وطأ الازمات ايهما طائفي المرجعية التي تقف مع مطالب المتظاهرين وتحث المسؤولين على الاستجابة الى مطالب المتظاهرين المشروعة ام التي تدعو الى استباحة دماء رجال الامن وموظفي الدولة ايهما اكثر حرصا على الوطن من يوصي بالعقلانية وضبط النفس ام من يدعو الى الفوضى ورفع السلاح بوجه الشركاء في الوطن
ان الاحداث التي وقعت في الحويجة يوم امس هي نتاج وثمرة مرة لكل الاحداث التي شهدت تناميا في التصعيد المتعمد خلال الاسابيع والاشهر الماضية وتعبر تعبيرا صادقا عن كذب الادعاء بسلمية التظاهرات والصور التي نقلتها الفضائيات تبين مدى استهتار هولاء الارهابيين بالقانون والنظام والدولة وهي صورة قبيحة للحقد الطائفي الذي تكنه تلك النفوس في صدورها تجاه اخوتهم في الدين والوطن
صحيح ان رئيس الحكومة شيعي وربما تظنون انه طائفي وذلك شانكم لكن ما قدمه المالكي من استجابة للمطالب وتانيه في التعامل مع الاستفزازات والخروقات ينم عن حكمة وحسن ادارة للازمة وكان لابد له باعتباره المسؤول الاول عن هيبة الدولة والنظام من التعامل بكل صرامة وحزم مع من يريد ان يعيد لنا ايام دولتكم اللااسلامية ليعيث في الارض فسادا وفي العراقيين قتلا وتهجيرا
لم تكونوا في كل ما فعلتموه سلميين كي نقول ان هذه التظاهرات سلمية وهي حق ديمقراطي كفله الدستور ولم تكونوا وطنيين حينما تجاوزتم كل الحدود واهنتم جيشكم الوطني ولم نكن طائفيين حينما وقفنا مع القانون والنظام لاجل ان لايعود العراق الى ماتريدون
فمظاهراتكم ابتدات طائفية وهاهي اليوم حربيه لا سلميه

رياض ابو رغيف 
 

Share |