من هو الفائز الحقيقي ؟/طاهر مسلم البكاء

Tue, 23 Apr 2013 الساعة : 0:04

ان الفائز الحقيقي في هذا العرس الأنتخابي كما يحلو للبعض تسميته ليس المرشح الفلاني او الكيان المنتخب بقدر ماهو المواطن الذي قام بتأدية الدور االموكل اليه بمسؤلية عالية وبتفكير معمق ،واضعا" نصب عينيه المصلحة العامة ومبعدا" المصالح الشخصية الضيقة ،مختارا" من وجده أهلا" لتمثيله في اعلى سلطة رقابية في الحكومة المحلية .
ورب ذاكر يذكر بعض الهنات والمآخذ البسيطة ،ولكنها لاتوزن وتؤخذ بنظر الأعتبار إذا نظرنا الى عمر الممارسة الديمقراطية عندنا والمولودة حديثا".
ونجد هذه الأيام النقاش والترقب والتوقع حول النتائج التي افرزتها التجربة الأنتخابية أو تناول الطريقة التي تعامل معها الناس مع الأنتخابات ،يكثر في كل مكان يلتقي فيه العراقيون ،وهذه ظاهرة صحية أن دلت على شئ فأنها تدل على وعي متزايد لدور الممارسة الديمقراطية وعظيم الأمل الذي يبنيه المواطن عليها لتحسين أوضاعه العامة .
صحيح ان الأنتخابات تعني المواطن بدءا" ولكنها أيضا" تعني،عند نجاحه في الأختيار ، تعافي المحافظة وأجهزتها المختلفة وتوجهها للبناء وتعني بقاء العراق موحدا" معافى متجها" الى التقدم والبناء والى رد كيد الأعداء والمتربصين الذين يحاولون النيل من وحدته ومنجزاته الى نحورهم خائبين .
لقد كتب على العراق ان يتخذ مثالا" ينظراليه كمعيار لنجاح أو فشل تجربة الديمقراطية بالمنطقة ،وأن صموده المعبد بدماء أبناءه وهو يواجه الأرهاب العالمي بمختلف صنوفه قد بدأ يشع على ما يجاوره من محيط في المنطقة ،فنجد من يستحسن الوضع العراقي ويعجب به ويأمل أن يطبق في بلاده ونجد أولئك المنغلقون على أنفسهم الذين بدءوا يخافون من التجربة العراقية فيعملون على دق اسفين في الجدار العراقي باذلين الأموال ومستخدمين مختلف الطرق للنيل من التجربة العراقية .
لقد واجه العراقي بصبر وحكمة مدعمتين بخزين تجربة تضرب في أعماق التاريخ ،حيث جذور البشرية الأولى، كل أنواع المحن من حروب أستخدمت فيها أحدث اسلحة الدمار في الكون ،وحصار طال كل فئاته لم تشهد له البشرية مثيلا" من قبل ،واليوم يستمر بمواجهة الأرهاب الذي يحمل الموت والدمار ، بالعمل والكفاح والأستمرار بالحياة ،وكما خرج منتصرا" في المواجهات الأولى،سينتصر في المواجهة المصيرية مع الأرهاب ورسل الموت والخراب .  

Share |