خوجه علي ... ملا علي !!!/رياض ابو رغيف
Sun, 21 Apr 2013 الساعة : 0:14

انتهت معركة الانتخابات مؤقتا وادلى العراقيون باصواتهم وفقا لقناعاتهم وتوجهاتهم السياسية
والفكرية وربما القبلية والاسرية ....
ولهذه الانتخابات اهمية تتوضح في امرين احدهما يخص الكتل السياسية التي تتصارع فيما بينها منذ سنين بشتى انواع الصراعات الشرعي والاخلاقي منها او غيره حيث ان هذه الانتخابات ستحدد الخريطة السياسية المتوقعة لانتخابات البرلمان التي ستجري العام المقبل ان شاء الله وستبين مدى ما تحظى به كل كتلة او حزب او كيان سياسي من جماهيرية وتعاطف و مقدار الحشود التي تقف خلفها
والامر الثاني يخص المواطن الذي عانى سنينا مضت من سؤ الخدمات البلدية وتلكؤ انجاز المشاريع الخدمية وانتشار البطالة وتفشي الفساد في مفاصل الدولة
فالشعب ينتظر ممن انتخبهم ان يفوا ببعض ما الزموا به انفسهم اثناء تقديمهم لمشاريعهم الانتخابية امام الجمهور ليجعلوها منهج عمل حقيقي يعود بالفائدة على القطاعات الشعبية المختلفة ويعالج مشاكل السنين الماضية المجهدة
اذا هذه الانتخابات هي المحك وهي البوصلة التي تحدد اتجاه الحركة الشعبية نحو الكتل السياسية والمتغيرات القادمة سواءا على المستوى السياسي او الخدمي ستكون حتما مرتبطة باصوات الناخبين ومدى وعيهم
السنين التي مضت كلنا كان يصرخ وكلنا كان ينتقد ويتذمر من سوء ما اقترفت ايادينا في الانتخابات السابقة وفضيلة الديموقراطية ان مفاتيح التغيير بيد المنتقدين والمتذمرين لا بيد الحكام والنافذين فلا قائد ضرورة ولا رئيس تاريخي ولا حاكم ابدي ولا مفسد محتمي
فلعبة الديمقراطية شديدة على هذه المسميات ممحقة لتلك الاماني القاتلة لحياة الامم والشعوب وحين بدات عجلة العملية الانتخابية الحالية تدور كان العقلاء والحكماء فينا يرسمون لنا طريق الاختيار الصحيح دون ان يشيروا في اقوالهم او تلميحاتهم الى احد
كانوا يحذرون من اخطاء وخطايا السنين الماضية فالله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم وميزان الاختيار هو الاصلح والاكفأ
وليست الاصلحية والاكفأية مرهونة او اسيرة بالانتماءات السياسية او التخندقات العشائرية والقبلية بل معيار الكفاءة والنزاهة الفشل والنجاح في تجربتنا السابقة معهم فلايلدغ المؤمن من جحر مرتين
ومن جربناه خبرناه وعرفنا مقدار قربه وبعده من ثوابتنا الوطنية ومطالبنا الشرعية
كل الخيارات كانت امام الناخبين متاحة وكل الاختيارات واضحة والتحديات التي تحيط بنا كانت تزيد من وعي الضمير الشعبي لتحكم بمدى انتهاء العمر الافتراضي لكل مرشح او كتلة او كيان
سياسي
بقيت اذا مسؤوليتنا نحن واختيارنا نحن وعاقبة الامور لايتحملها غيرنا
ربما اخطاء انتخابات السنين الماضية مبررة ولعل الكثير منا لم يكن يفهم قواعد اللعبة جيدا
واندفاعاتنا السابقة باتجاهات كانت تحكمها العواطف كانت مفهومة بالامس اما اليوم فكل مايحيط بالعملية الديمقراطية صار واضحا وضوح الشمس في كبد السماء فلا عذر لمعتذر ولا حق لناقد او منتقد مادمنا كنا واعين لمن ننتخب قبل ان نغمس اصابعنا بالحبر البنفسجي اما النتائج فهي بالتاكيد والبداهة مرتبطة بما اسلفنا من مقدمات
فالاخطاء القادمة ان وقعت فاسبابها نحن والفساد القادم شركاؤه نحن والتلكؤ الاتي عراقيله اختيارنا
فلننظر هل اخترنا من يناسب توجهاتنا وطموحنا وامالنا في حياة نبنيها لابنائنا على اساس صحيح ام اننا ابدلنا (خوجه علي بملا علي )!!!!