لايخفى على احد ان طلاب المدارس يؤثرون ويتأثرون بالبيئة المدرسية الا ان نسبة التأثر بالبيئة اكبر من نسبة تأثيرهم فيها ، لذلك كان لزاما على الجهات المسؤولة المساعدة على توفير البيئة المدرسية السليمة للحد من انتشار الامراض والاوبئة داخل هذه البيئة المهمة للانسان حيث ان الانسان يقضي ما مقداره حوالي ربع عمره في سني الدراسة من عمر 5 سنوات الى عمر 20 سنة وانها لفترة طويلة ومهمة جدا حيث انها تصقل مواهبه وتنمي طاقاته وتعطيه الجسم السليم اذا كانت البيئة سليمة وصحية .
ومن اولويات البيئة السليمة داخل الحرم المدرسي الاهتمام بمرافقات المدرسة وهي: الحجرة الدراسية والمرافق الصحية ومياه الشرب واماكن تجميع القمامة داخل المدرسة وطريقة التخلص منها .
ويلعب الموقع المدرسي دورا مهما في بيئة مدرسية صحية ويجب ان يراعى فيه بعده عن المصانع والضوضاء الخارجية المؤثرة على استلام العلوم وهضمها اثناء فترة الدراسة . مع الاخذ بنظر الاعتبار التوسعات المستقبلية للمدرسة والتطورات الحتمية التي يفرضها التطور العلمي والتكنولوجي وكذلك قرب المدارس من خطوط المواصلات وعدم قطع الطرق عنها اثناء الطقس الممطر او المغبر او العواصف .
اما التصاميم الهندسية للبنايات المدرسية يجب ان تأخذ بنظر الاعتبار سهولة التهوية وامان السلالم تبعا للفئة العمرية التي ترتاد المدرسة والفضاءات المدرسية التي يجب ان تكون صالحة لممارسة النشاطات الرياضية والفنية المدرسية . والاخذ بنظر الاعتبار نوعية المصاطب المدرسية التي تزود بها المدارس وفقا لمتوسط طول الطالب في المدارس الابتدائية عنها في المتوسطة او الاعدادية .
وكذلك تحتاج البيئة المدرسية الى متابعة ادارات المدارس لطلابهم ، من ناحية انتشار الامراض الوبائية بابعاد الطلاب المصابين بالامراض المعدية ابعادا اجباريا فان هذا الامر مهم جدا للحفاظ على الطلاب الاصحاء من الاصابة بالامراض المعدية . والتأكد من جلب شهادة الشفاء التام من المرض المعدي ليكون شرطا للموافقة على اعادة الطالب الى الصف الدراسي .
والبيئة المدرسية تحتاج الى جهود الجهات الصحية في القيام بحملات التلقيحات ضد الامراض الوبائية سريعة الانتشار والتأكد من ان جميع الطلبة تم تلقيحهم بها وعدم التهاون في هذا الامر .
طموحنا ان نرى مدارسنا تحقق نسب متقدمة من شروط البيئة المدرسية وعدم التهاون في هذا المجال وانها شروط غير تعجيزية اذا ما كانت الاسس التي تبنى عليها المدارس صحيحة منذ البداية بدءا من التصاميم الهندسة ومرورا بالتجهيزات المدرسية الصحيحة وانتهاءا بالادارة الحازمة لادارات المدارس من اجل خلق بيئة مدرسية بالشروط الصحية الملائمة فانها لاولادنا اولا ثم للاخرين .