ناشنال جغرافك والأهوار العراقية مرةً أخرى/منظمة طبيعة العراق مهندس الاستشاري جاسم ألأسدي
Thu, 18 Apr 2013 الساعة : 15:58

جوليا هارت صحافية أمريكية مستقلة مقرها في اسطنبول، وهي من المهتمين بقضايا العدالة الاجتماعية والبيئية بدأ اهتمامها في البيئة عندما كانت طفلة. فوالدها من علماء تغير المناخ المعروفين الذي يقضي الصيف في جبال روكي في ولاية كولورادو، الولايات المتحدة الأمريكية باحثا وقد تفتحت عيناها على الطبيعة مبكراً.
كتبت مقالات عديدة حول قضايا الطاقة (خاصة مصادر الطاقة المتجددة ) ، وحول المشاكل البيئية ، وقد كتبت أيضا عن الأقليات العرقية في تركيا وخاصة الأكراد ، وعن الحقوق المدنية للمهاجرين الأفارقة.
أما رفيقتها آنًا أوزبك فقد ترعرعت في مدينة سياتل الأمريكية وتقيم الآن في اسطنبول وهي مهتمة في توثيق الآثار المحتملة لسد اليسو على عمود نهر دجلة، كما أنها تعتزم إنتاج فيلم وثائقي يجمع القصص والنضال ضد أنشاء السدود المؤثرة على البيئة بالإضافة إلى رصد العديد من الثقافات الفريدة والتاريخ من أولئك الذين يعتمدون على نهر دجلة.
ومنذ الثاني عشر من نيسان الجاري والصحفية الشابة جوليا وبرفقة صديقتها آنًا في ضيافة منظمة طبيعة العراق ،حيث مدينة الجبايش والأهوار الوسطى من جهة وهور الحمار من الجهة الأخرى ، أذ سيمضيان شهرين على أمتداد نهر دجلة لمتابعة أنعكاسات نقص مياة النهر وتأثير السدود التركية على طبيعة اهوار بلاد الرافدين وواقع الزراعة هنا.أن سد أليسو يؤرق الشابتين لما ينطوي على مخاطر جمة سيسببها أسفل حوض دجلة ويعرض البيئة لمخاطر التصحر.
الحكومة التركية تسابق الزمن في أنشاء سد أليسو على نهر دجلة وعلى بعد 65 كم من الحدود العراقية وهي غير مكترثة لما سيتعرض له العراق من مخاطر كما أنها غير قلقة بشأن غرق أكثر من 27 مدينة وقرية تركية في أعالي السد لعل أهمها مدينة حسن كييف التاريخية التركية.
أن السد يتعارض مع المعايير الأوربية وخاصة فيما يتعلق بدراسة الأثر البيئي للمشروع .وعلى هذا الأساس فقد كسبت نقابة المهندسين التركية حكما قضائيا بإيقاف بناء السد من أحدى المحاكم التركية في القضية التي رفعتها ضد حكومة بلدها في هذا الشأن في السابع من كانون الثاني عام 2013,لكن الحكومة التركية لم تصغ لمنطق البيئة او القضاء وهي مستمرة في العمل على أنجاز المشروع.
واليوم تمثل رحلة الصحفيتين جوليا وآنًا الى أهوار جنوب العراق والمناطق الزراعية الأخرى على حوض دجلة صرخة بوجه الحكومة التركية ودعوة للمجتمع العالمي للتنبه لمخاطر السدود التركية وخاصة سد أليسو على مستقبل أهوار بلاد الرافدين والزراعة فيها.
أنهن يدركن أهمية الإرث الحضاري لهذه المنطقة ومخاطر نقص المياه على الإنسان ووجوده ومجمل التنوع الإحيائي المهدد بكارثة حقيقية من جراء السياسة المائية لتركيا.
لقد انبهرن بالمشاهد الطبيعية الخلابة،وبمودة وطيبة السكان المحليين الأهواريين ، تلذذن بقهوة الصباح في المضائف السومرية على ضفاف الفرات وبالسمك المسكوف مع خبز التنور الحار،أستهواهن "العكيد" فاكهة الهور ، وأذهلتهن المرأة في الاهوار بنشاطها وحيويتها وحضورها الأقتصادي الفعال.
ولم يفت الشابتين زيارة مدينة أور الأثرية وملتقى دجلة والفرات حيث شجرة آدم وسحر التاريخ وقصة جنة عدن.
أول غيث الزيارة مقالة في النشنل جغرافك وسيتبعها مقالات وأفلام تصب في صالح قضية العراق في حصة مياه عادلة من دجلة والفرات ، وتعريف بالأهمية البيئية والأركولوجية والثقافية لأهوار بلاد الرافدين.
















