نقد اسئلة الصف الثالث المتوسط-عبد الرزاق عوده الغالبي

Sat, 16 Jul 2011 الساعة : 11:42


IRAQ OPPORTUNITIES
منهج اللغة الانكليزية الجديد(فرص العراق)
نقد اسئلة الصف الثالث المتوسط للامتحان
الوزاري لهذا العام

بقلم :عبد الرزاق عوده الغالبي / اختصاصي اللغة الانكليزية

عندما ننقد الاسئلة او أي شيء اخر مشابه يجب ان نتوخي الحقائق العلمية والاجتماعية والمعرقية وحتى السياسية والظروف المحيطة والمسببة لهذا النقد وتثبيت الجوانب السلبية والايجابية بنية وغرض المصلحة العامة والفائدة الجمعية والمعرفية التي يتلقاها المعني كالطالب اوالمدرس او ولي الامر اوواضع الاسئلة اوالمتخصصين بمادة اللغة الانكليزية .هنالك فائدة كبيرة يقدمها الاختبار للطلبة خلال عملية التعلم، عندما يجرى للطلبة اختبارا معينا يعكس ذلك قدرة كبيرة لمعرفة كفاءتهم في غضون فترة قصيرة معقولة . فالاختبارات الشكلية تعتبر وسائل تعلم من خلالها يستطيع الطلبة الحصول على تشخيص لمكامن الضعف والقوة لديهم فأجاباتهم الخاطئة تصبح نوافذ لرؤيا اكثر فاعلية وأندفاع لعمل اكثر في المستقبل .

ونلخص ذلك في النقاط التالية:

1-موقف المدرس من التغيير الذي حصل في المناهج.Teacher`s Attitude

عندما قررت وزارة التربية العراقية تغيير منهج اللغة الانكليزية كان المفروض ان تبدا اولا بتغير موقف المدرس المهني والمعرفي بالتدريج ونقله من حيز المنهج القديم المبني على الطرق القديمة البالية التي تتبنى سلطوية المدرس ومركزيته في الصف الى حيز المنهج الجديد والذي يبنى اساسا على عملية التواصل بين الطلبة ومركزية التواصل بيد الطالب في الصف وهل يا ترى من السهولة بمكان ان نطرد هيبة المدرس وسلطتة بشكل مقاجيء من مملكتة التي حكمها سنين وهي مملكة الصف الى حيز الفراغ ونقول له افعل شيئا حتى وأن لم تكن مقتنعا به . وهذا العامل مهم جدا وخطير وليس بالسهل اخراج المدرس ذهنيا من قمقم النمطية والتسلظ التي تعود عليها عشرات السنين الى حيز الانسلاخ وتسليم الراية الى ضفة الطالب ونقول له ابتعد ودع الطالب وحده يقوم بعملية التعلم.... وهل يجوز ذلك......!!؟؟ يضاف الى ذلك الاهمال الرسمي للمدرس والابتعاد عنه مسافة كبيرة فحدث شرخ كبير بين الوزارة ومعيتها حيث من الصعوبة ان يحصل المدرس على المعلومات لان الوزارة لا ترسل الا النزر القليل والذي هو معظمه معلومات خاطئة وغير مدروسة بالرغم من ان المنهج الجديد يعتمد على فلسقة ونظريات تحتاج الكثير من الدراسة والتحليل لفهمها وتطبيقها في حيز المنهج بالشكل الامثل والصحيح... و هذا ما حدث فعلا وكانت انعكاساته درامية وخطيره كان ضحيتها المدرس والطالب معا.فالطالب خسر وكانت خسارته الفشل والرسوب والمدرس خسر تعبة ومجهوده وفوق ذلك كله سيلام اجتماعيا ورسميا والذنب ليس ذنبه ..!!!؟؟؟

2- المنهج(فرص العراق)Iraq Opportunities
ان المنهج لم يؤلف في العراق يل استوردته لجنة في وزارة التربية وكان جاهزا بجميع معطياته وهو منهج رائع ولا نقص فيه وبواسطته سنلتحق ببقية دول العالم بمادة اللغة الانكليزية بعد ان كنا وطلابنا اسرى الطرق البنوية القديمة واخرها طريقة التكرار والتصويت(Audio-lingual Method ) والتي انتهت في العالم في نهاية الستينات. وفرح كل متخصص بهذا التغيير,لكن الطريقة التواصلية ليس بالطريفة السهلة بل تحتاج الى فهم عميق من قبل المدرس وتدريب دقيق من جهة الوزارة على عملية التواصل بعد ان انقلب دور المدرس رأسا على عقب بعد ان كانت جميع الخيوط بيده جرد منها الان و اصبح الطالب مركز عملية التعلم والمدرس اخذ خطوة الى الوراء واصبح دوره موضح ومقييم لأداء الطالب(instructor ) صديق وناصح ومصدر معلومات والطالب دوره تواصلي بالعمل مع الطالب الجالس معه(peer work ) او مع المجموعة التى يؤلفها المدرس.اما وحدات المهج تقدم معلومات حية من الواقع المحيط بالطالب معزز بالصور وتدار من قبل الطالب والمدرس بأهداف تعليمية تقرر مسيقا من قبل المدرس بعد ان يوضح للطالب طرق الاداء وينفذها الاثنان معا في غرقة الصف(Unit Objectives ) وبناءا على ذلك تعقب كل عملية تعليم او اداء عملية تقييم فاذا اخفق الطالب بالتقييم اخفق معه المدرس في عملية التواصل وبناء الاهداف .ا ذا لا يجوز ان يختبر الطالب الا بالمادة التي فهمها وهضمها جيدا والا لم يكن الهدف التعليمي قد وصل الحد الاقصى المنشود الذي حدد له. لذلك يجب ان نسأل هل تحقق الهدف التعليمي لطلبة العراق و وهل تحققت الجاهزية لتلك الاسئلة..الجواب كلا,,,لذا جاءت النتيجة مخيبة للامال.....!!!؟؟؟

3-التدريبTraining :
بعد التغيير المفاجيء والذي حدث في العراق وهذا التغيير يحدث كثيرا في كل بلدان العالم والنمط الجاري في تلك الحالة ان تقوم وزارة التربية المعنية بالتصرف قبيل تطبيق المنهج الجديد على الاقل بسنة واحدة او عدة اشهر بتدريب كادرمتخصص تدريبا مقتدر على مسك العملية والتصرف بها بنحو متقدم وارسال هذه الكوادر الى بقية المحافظات لتدريب المدرسين على ذلك حتى تختمر العملية في اذهان المدرسين قبل تطبيق المنهج.لكن ما حدث ان التدريب قدانحسر في العراق وكاد يلغى وليس له اثر ولا نعلم الاسباب وغلقت جميع الابواب بوجه اختصاصي اللغة الانكليزية بعد تطبيق المنهج وانقطعت الاخبار بين مدرسي ومشرفي اللغة الانكليزية والقائمين على المنهج ولا نعلم السبب الا من دورة واحدة لمدة ثلاثة ايام حضرها مشرفوا اللغة الانكليزية للاتفاق على الدرجة الشفوية للصف الثالث المتوسط قبل تطبيقه في محافظة المثنى وقد اتفقنا في هذا اللقاء على ان تكون الدرجة الشفوية للصف الثالث المتوسط 20% او30% او40% بعد الاستفسار من خبراء المهج في دار النشر في لبنان وبعد فترة فوجئنا بالغاء الدرجة الشفوية ويقال ان السيد الوزير السايق شخصيا هو الذي امر بذلك. وسبب ذلك الفعل ارباكا لطلاب المثنى وكان نتيجة هذا الارباك رسوب نصف طلبة المثنى......... ؟؟!!

4- النمطية(systematism ) والتدريس الخصوصي واسباب تغيير المنهج:
لقد عانت العملية التربوية كثيرا من الطرق البنيوية التي تتمحور بشخصية المدرس السلطوية وتتمركز في النمطية وانسلاخ المدرس عن التدريس والقيام بتدريب الطلبة على كيفية اجابة الاسئلة الوزارية فقط وكيفية النجاح في الامتحان الوزاري واهمال الجوانب المعرفية للمناهج وهذه الافة افرزت مخرجات خطيرة اولها ان الكم المعرفي للطالب تحول الى تراكم رقمي اكثر منه الى تراكم معرفي وينسى الطالب المعارف التي درسها بعد نجاحه من الاعدادية بفترة قصيرة. اما الافة الثانية هي التدريس الخصوصي الذي انهكت كاهل ولي الامر باسعاره اللاهبة. تلك الافتين كانت بوابة للفشل المتكرر لدى الطلبة في الامتحانات النهائية بمادة الانكليزية والاحباط لدى اولياء الامور وقد استمرت هذه الحالة كثيرا واخذت من الطلبة كثيرا والسبب في ذلك هو طبيعة المناهج القديمة واعتماديتها على البنوية والتراكيب النحوية أي لا ينصب التعلم فيها على اللغة وانما عن التحدث عن اللغة ودراسة اللغة اما المنهج الحديث ينصب التعلم فيه على استخدام اللغة من قبل الطالب بشكل فعلي لذا نحن تختبر الجوانب المعرفية التواصلية للتعلم وليس الجوانب اللغوية.لذلك قامت وزارة التربية بخطوة فعالة وغيرت تلك المناهج لتخلص الطلبة من هذا الهم الذي اعاق مسيرتهم العلمية لكن الخط الذي بدأت به الوزارة قد انقطع وتشوه بسبب تلك الامور والتعقيدات التي سلف ذكرها والغير مدروسة ومنها الاسئلة وعدم جاهزية واضعي الاسئلة فالمنهج تواصلي حديث والاسئلة وضعت على اساس معطيات المناهج الملغات وهذا التخبط انعكس على ابناءنا الطلبة وعلى مستوياتهم العلمية .

5- التداخل بين المهارات الاربعة واعتمادية المنهج على ذلك(Interaction between the four skills) تنقسم المهارات الى مهارات استلام(listening and reading)ومهارات انتاج(speaking and writing) وتشكل تلك المهارات عملة بوجهين الوجه المحكي والوجه المكتوب.اذا الاسئلة يجب ان تتحرك يبن الجانب المكتوب والحانب المحكي وان تكون اسئلة شاملة للتحدث واخرى الاصغاء واخرى الكتابة. وعلى هذا الاساس يجب ان تنقسم الدرجة الى قسمين :الدرجة الشفوية والدرجة التحريرية وهذا لم يحصل وحتى لم يذكره احد ولا ادر ما السبب ..؟؟!!

6- الاداء الحي في الاسئلة(authenticity ):
وهذه الصفة هي جوهر الاختلاف بين الطرق القديمة المبنية على البنوية التركيبية للغة ودراسة اللغة وعناصرها والتحدث عن اللغة في الصف والطريقة الحديثة طريقة التواصل التي تعتمد على استعمال اللغة واستخدامها للتعبير عن الحاجات الاساسية والضروية في الصف مع الطالب الجليس وافراد المجموعة او افرا د الصف ولهذه الصفة طبعا حصة كبيرة في الاختبار فالفرق الجوهري والاساسي بين المنهج الحديث انه يتبنى استعمال اللغة بشكل عملي وفعلي من قبل الطالب اما المنهج القديم والملغى فيتبنى التحدث عن اللغة ودراستها فقط دون استعمالها وهنالك فرق شاسع بين التحدث عن اللغة واستعمالها ..؟؟!

7-الرسوم و مفاتيح الامثلة :؛Photocopiable
لتكون الاسئلة حية وحقيقية وتعبر عما درسه الطالب في المنهج بشكل فعلي يجب ان تتظمن الرسوم والتي توضح الحالات اليومية(functions and situations ) و التي يعبر عنها الطالب بشكل حي أي يقوم بتحريك الصور باستخدام اللغة والتعبير عنها وشرحا بطريقته واحساسه الخاص والاني كذلك يعطي سؤال محلول كمثال في بداية كل فرع يقوم الطالب بحل بقية الجمل بالقياس على هذا السؤال وهذا النوع من الاسئلة يستخدم في جميع انحاء العالم ماعدا العراق .......؟؟!!

8- غياب اللغة الطبيعية في الاسئلة(discourse analysis questions)
هذا المنهج مبني على التواصل بين الطلبة انفسهم في الصف باستخدام اللغة العادية لغة اليوم لغة الشارع والبيت أي ليس اللغة الفصحى وتسمى تلك اللغة بلغة التوصيل((message language والحقل الذي يتناول هذا النوع من اللغة يسمى(discourse analysis ) وهذا الحقل واسع والخوض به يحتاج الكثير وهو الجانب الحي من المهج والذي يتبناه بشكل جوهري ورئيسي ويأحذ اللغة بشكل جرع وحالات حوارات ومحادثات تبين الحركة اليومية لحاجات المتعلم الانسانية والسلوكية والاجتماعية ..!!؟؟

9- الفرق الجوهري بين الاسئلة للمناهج السابقة والاسئلة للمنهج القائم (عناصراختبار اللغة )
اختبار اللغة في الطرق المبنية على البنوية النحوية تحلل اللغة الى العناصر الاساسية التالية ويختبر كل عنصر بأسئلة خاصة فيه بشكل منفصل في سؤال او بفرع يخصص له وكما يلي:
1- الاستيعاب المقروء Reading Comprehension
2- الاستيعاب المسموع listening comprehension
3- المفردات Vocabulary
4- التراكيب النحوية Structures
5-التلفظ Pronunciation
6-التهجأة Spelling
7- التنقيط Punctuation
8- المقالة Essay
9- الاوضاع اللغوية Functions

واختبار تلك العتاصر يتم باستخدام الاطارات التالية
1- الاختيارات المتعددة( multiple choic )
2- الصح والخطأ(true/false )
3- التزاوج بين شطري الجملة او المرادفات او المتعاكسات Matching
4-اكمل النقص الحاصل في الجملةComplete the following
5-اعد ترتيب الجملة Re-write the following
6- تصحيح الخطأ الحاصل في الجملة Correct any mistake you find
7- مليء الفراغات بالكلمات المختارة Fill the blank spaces
8- الاسئلة مفتوحة النهايات ِAnswer these questions
9- التحدث الحر عن عنوان او موضوع معينWrite a hundred words on
10- القياس عن طريق ابدال الكلمات Write a composition to express yourself
هذه الاطارات يمكن استخدامها في جميع الطرق المخصصة لتعليم اللغات
اما العناصر اعلاه لا تستخدم الا بدقة متناهية بحيث تدرس جملها دراسة وافية وتحتوي على الصفات الفارقة بين المنهج الاتصالي والمناهج القديمة. مثلا نرى ان الاختبار في المنهج الجديد
يساعد على تأكيد عملية التراكم المعرفي وليس التراكم الرقمي للمتعلم وعدم فهم هذا البعد التربوي يمعطياته الصحيحة يقود الى كوارث خطيرة كمشكلة التدريس الخصوصي.
وانا متأكد تماما ان مدرس في الساحة التربوية والحقل المعرفي يعرف الكثير من المدرسين الذين لا يجرؤ احدا مناقشتهم حول الدرجة لانهم يعتبرونها هي الفيصل والحد النهائي للمعرفة والذي لا يحق لأي احد مناقشته والخوض فيه لكن هذا الجو الاستبدادي ليس له مكان في المنهج التواصلي وخصوصا في الصفوف التعاونية التي تعتمد على عنصر التحفز.ولجعل عملية التعلم تستمر فالطلبة بحاجة لفرص ليقوموا بتغذية تغذية المدرس الراجعة وتعليقاته والبحث عن التوضيحات لكل مشكلة معقدة لخلق اهداف جديدة لانفسهم لايام او اسابيع قادمة.
نرى من ذلك ان عملية الاختبار في المنهج التواصلي هي مرادف اصيل لعملية التعلم وتعتبر احيانا جزءا مهما من عملية التعلم .......؟؟!!

10-اطلاق الاسئلة الشاملة الحرة ٌReleased Questions
يجب ان تقوم الوزارة بوضع مجموعة من الاسئلة الشاملة على مفردات المنهج تتراوح بين 200 سؤال على الاقل وتعمم تلك الاسئلة على المدارس في عموم القطر بذلك يصبح المدرس حرا ويخرج عن اطار النمطية لانه لا يدري أي نمط او أي نوع او أي اطار ستأتي قيه الأسئلة لذلك ينصب اهتمام المدرس على تدريس مفردات المنهج بدلا من الخوض بتدريس انماط الاسئلة.
ويضاف الى ما تقدم يعد هذا المنهج هو الحل الامثل لمشكلة اللغة الانكليزية في العراق لو ركز الاهتمام على تدريب المدرس بشكل جدي ووضع الامور في نصابها الصحيح لكون هذا المنهج يحمل صفة التنجيح الذاتي (Viability) لو طبق بصورته الصحيحة سنحصل على مخرجات جيدة جدا وسيكون طالبنا العراقي قادرا على الكتابة والتحدث في اللغة الانكليزية بشكل طليق اسوة بطلبة الدول العربية والمجاورة اوالخليجية على الاقل .
هل اسئلة الصف الثالث المتوسط لهذا العام تحمل الصفات التي بني عليها المنهج التواصلي ام انها وضعت على معطيات المنهج السابق والملغى......ارجو الأجابة على هذا السؤال والتواصل..!؟

عبد الرزاق عوده الغالبي / اختصاصي اللغة الانكليزية
 

Share |