الائمة المعصومين(عليهم السلام) شموس الله في عالم الخليقة-صادق غانم الاسدي

Sat, 16 Jul 2011 الساعة : 11:41

يمر علينا شهر شعبان الخير والمفعم بالعطاء الزاخر وفيه من المناسبات مايسعد به كافة المسلمين من الولادات لائمة أهل التقوى والمعرفة الذين زرعوا الأرض خير وأضاءوا للبشر طريق الهداية والتمسك بهم هو الفوز الأبدي, فهذا الشهر شهر مبارك ولا يقل عن شهر رمضان المقدس ,تعم الفرحة قلوب المؤمنين والمسلمين بولادات الأئمة الحسن والحسين وعلي بن الحسين وعلي الأكبر والعباس والأمام المهدي عليهم السلام جميعاً أئمة وسادات أهل الأرض بهم نور الله السماء وبهم وسع مناكب الأرض وهم شموس الحقيقة الإلهية التي تستنير بنورها البشرية في مسيرها إلى الله عز وجل ,وهم شموس لايمكن أن تأفل أو تغيب وضرورة أساسية لوجود الإنسان , فهم حجج الله على البرايا بهم يستتب الآمن وتحلوا الثمار , ويشرب المسلمون من زاخر عطائهم , فهم رحمة وقدوة وأمن وأمان ومعراج إلى السماء والسعادة الأبدية والحكمة الربانية , مابلغوا مشارق الأرض ومغاربها ألا بالعلم والعدل والرحمة والقوة , لايتقدم عليهم احد فيهلك ولا تعلمونهم فأنهم أساتذة وعلماء البشر ولولاهم ماعرفنا حلاوة العبادة وطعم الكرامة , باقين مابقيت الدنيا ولا يخلو الله من أثارهما لنجيبة ,روي عن الأمام علي الرضا عليه السلام في حديث طويل قال فيه ( الأمام كالشمس الطالعة للعالم ) وفي حديث أخر عن الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام قال( الأمام دليل للقاصدين , ومنار للمهتدين , وسبيل السالكين ,وشمس مشرقة في قلوب العارفين ) أن أنوار أل محمد ستبقى مناراً وهاج وذات قدسية عظيمة تجتذب إليها أفئدة المؤمنين وقلوب المحبين , ومن الملاحظ لدى كثير من المسلمين الذين يتجهون لزيارة المراقد الشريفة ومنها مراقد أهل البيت عليهم السلام أرتياح فكري واطمئنان قلبي , بحيث يأتي إلى المراقد الشريفة وقلبه مملوء بهموم الدنيا والمشاكل , وحال دخوله يتناسى كل هم ومشكلة ويصبوا عقله وفكره وجوارحه ويستذكر فقط المواقف والأعمال وما قدمه الأمام في زمانه وما لحق به من الظلم والعذاب وتحمل الصبر من حكام الجور ,وهو بذلك قد أعلن مبايعته للأمام وجدد عقد الارتباط القلبي بحجة الله , ولا يختلف الأمر أن هنالك جمعاً كثيراً يؤتون من بلاد بعيده ويقطعون بها الآلاف من الأميال وهم يحملون تلك المآسي وقلوبهم أيضا مفعمة وفيها حرارة لاتهدأ ولا تبرد ألا بمشاهدة المراقد المقدسة وزيارة الأئمة,وعندما يعودوا إلى بلادهم ترى في وجوههم السعادة وتزودوا بعبق الائمة المعصومين وليستقر في نفوسهم ونفوس المعتقدين بهم ولا يفارقهم هذا العبق إلى قيام الساعة كونه ثرى الخالدين ,ومن صور أخلاقيات أهل البيت عليهم السلام وما تحدثت به كتب السير والتاريخ , أنهم كانوا يراعون الفقراء , وكثيراً مايتبادروا إلى التصدق ولاسيما في الليالي الحالكة وفي الخفاء , وكانوا يجلسون إلى الموائد مع مواليهم ويأكلون معهم ,ولا يميزون بين المماليك والأشراف ولا بين الأقرباء والغرباء ألا بالتقوى , يبتسمون مع الناس ويطلقون المحُيا دائماً, يقسمون أفضل طعامهم للجائعين قبل التناول , يجلسون مع الفقراء , يشتركون مع تشيع الجنائز , لايضحكون عالياً ولا يقهقهون , يقدمون قضاء حوائج المؤمنين وحل مشاكلهم على سائر الأعمال حتى ولو كانت عبادية , ذات مرة الأمام الحسن عليه السلام يطوف حول الكعبة وجاء له رجل يستنجد به على شخص أخر ليوخر له دين بعض الوقت لان أصابه ضرر فقال له اذهب معي يابن رسول الله بجاهك لتؤجل لي الدين , فترك الأمام الحسن الطواف وذهب مع الرجل لحل مشكلته ,وعندما قالوا له ياأبن رسول الله أتترك الطواف , قال : قضاء حاجة مسلم خيرا من طوافكم هذا حتى قالها 70 مرة , كانوا يجلسون على الحصيرة ويمتنعون الجلوس على الحرير والديباج , يتلون القرآن كثيراً , لايقطعون كلام احد ابدأ , ومن أخلاقهم لايمدون أرجلهم بين يدي جلسائهم , ولا يعتمدون على جدار ولا يتكئون على وسادة بين يدي جلسائهم , لسانهم لايفتر عن ذكر الله , يعودون المرض , يكرمون الضيف بأنفسهم , يتطيبون بالعطر للصلاة خاصة , ويغسلون أيديهم قبل الأكل ويجففونها . حلماء في غاية الحلم , لاينامون من الليل ألا قليل ويقضي أكثره للعبادة , ولا ريب أن ماذكرناه ألا غيضاً من فيض , وقطرة من بحر في أخلاقهم وسيرتهم التي توارثوها من المنبع الصافي الأول والمعلم والمرشد للبشرية جمعاء رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه واله , أن حقيقة العبودية عند أئمة الهدى هو الدين الإسلامي وجوهر قضيته الأساسية هو اليقين والأيمان بالله فهم عاشوا لله وقتلوا في الله وأعطوا للبشرية ولم يبخلوا قيد أنملة من علم وفكر وتوجيه وأقوال وأفعال فهم البيوت الطاهرة المعدة لسمو الناس الروحي والاتصال بالله سبحانه وتعالى , ,قال جابر الأنصاري (( أشهد بالله أني دخلت على فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه واله لأهنئها بولادة الحسين عليه السلام ,فرأيت في يدها لوحا اخضر ظننت أنه زمرد ورأيت فيه كتاباً ابيض شبه نور الشمس . فقلت لها : بأبي أنت وأمي يابنت رسول الله ماهذا اللوح . فقالت: هذا اللوح أهداه الله عز وجل إلى رسوله محمد صلى الله عليه واله فيه اسم أبي وأسم بعلي وأسم أبنيُ وأسماء الأوصياء من ولدي , فاعطانيه أبي ليسرني بذلك )) ويستدل ذلك على أن الإمامة والعصمة هو ألطاف من الله سبحانه وتعالى ولا تتدخل فيها الانتخابات والشورى , فهم وفود الله ونحن متمسكون بهذه الوفود لأنهم سبل النجاح والهدايا وهنالك الكثير من الآيات القرآنية نزلت بحقهم , كما أكد الرسول الكريم خلال فترة حياته بأن يوصي المسلمين في كل محفل صغيراً أم كبيراً ولا يمضي عليه يوم ألا ويحث الأمة على احترام وطاعة أهل البيت لأنهم أمان لآهل الأرض وأن لايتخلفون بركبهم , فمن ركب نجا ومن تخلف هوى وغرق ولا يفيد الندم لأن الحجة وردت على أسماع الناس جميعاً , سأل الأمام الصادق عليه السلام من بعض أصحابه :أتبقى الأرض بغير أمام؟ فقال عليه السلام : ( لوبقيت الأرض بغير أمام لساخت ) وأختتم كلامي هذا بما قاله سيد البلغاء والحكماء بحق الشموس المضيئة للخليقة والتي دامت بركاتها أينما حلت ذكراهم وعمرت الأرض وهم تحت الثرى لتكون مشاهدهم أعظم شعائر الله يتدفق إليها ملأئين المسلمين يرجون الثواب من الله والمغفرة والفوز بالجنة تحت سقوف أقامها الله لعباده , لقوله تعالى ( وابتغوا أليه والوسيلة ) والتوسل هو أن تتخذ أولياء الله وسيلة لطلب الحاجة من الله ,قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف الأمام من أئمة آهل البيت عليهم السلام ( الأمام الماء العذب على الضمأ , والدال على الهدى , مفزع العباد في الدواهي ... حجة الله على عباده ومحجته في أرضه وبلاده , جل مقام أل محمد صلى اله عليه واله وسلم , عن وصف الواصفين ونعت الناعتين وأن يقاس بهم احد من العالمين ), اللهم ارحمنا بهم ولا تخرجنا من الدنيا ألا وأنت راضي عنا بحق الأئمة ألاثني عشر عليهم السلام .

[email protected]

Share |