التغذية المدرسية/خضير السعداوي
Wed, 17 Apr 2013 الساعة : 1:03

كم جميلا في مدارسنا عندما كنا تلاميذ يقرع جرس المدرسة تلك السمفونية التي يتردد صداها في ذاكرتي رغم تباعد الأيام والسنوات يقرع للفرصة الكبيرة بين الدرس الثاني والدرس الثالث لنتهيأ بأكوابنا الصغيرة ونقف طابورا أمام قدر الحليب الذي تفوح رائحته والبخار يتصاعد إلى الأعلى
نقف ننتظر دورنا في أن يملأ لنا فراش المدرسة أكوابنا الصغيرة بهذا الحليب الذي يسيل عليها لعابنا ونحتسي معه ما حملت حقائبنا من خبز دسته أمهاتنا في هذه الحقائب انه طقس جميل في الأكل رغم بساطته..إلا انه له دور فعال في سد حاجة الطفل من الغذاء لفترة انتهاء الدوام والرجوع إلى البيت حيث خلال هذه الفترة يستطيع
الطفل أن يقاوم الإعياء والكسل والخمول خلال فترة وجوده في المدرسة فكيف إذا كانت تغذية منتقاة بعناية ومتنوعة تناسب أعمار التلاميذ..لا أريد أن أطيل في مدى فائدة التغذية المدرسية وانعكاسها على المستوى التعليمي للأطفال فقد بات هذا الجانب معروفا لدى كل من يمارس هذه المهنة أو من المنظرين للتعليم...
ينقل لنا كثير من زملائنا ممن اطلع على تجارب كثير من الدول وخاصة التجربة الكورية هذا البلد الذي خرج من ركام الحروب والتقسيم ليبهر العالم بتقدمه بقفزات خرافية في التقدم في شتى مجالات التعليم...ينقل زملائنا أن أول دخولك إلى باب المدرسة تجد أمامك ساعة كبيرة جدا تلفت انتباه الزائر ولما سألنا عن سر وجود هذه الساعة على أبواب المدارس الكورية جاء الجواب هذا شعارنا لاحترام الزمن في المدارس الكورية يدخل الطالب الساعة الثامنة صباحا ولا يغادرها إلا الرابعة مساءا ماذا وفرت المدرسة لهذا التلميذ ملابس خاصة بالزى الموحد يرتديها حال دخوله المدرسة من خزان خاص لكل تلميذ لقد وفرت المدرسة مطاعم للطلبة يتناولون الغذاء في فترات مقررة
ما يهمنا في بلدنا الذي لازال يغطيه غبار الحروب متى تلتفت وزارة التربية إلى مطلب أصبح ملحا ألا وهو إعادة التغذية المدرسية إلى مدارسنا كي نبني جيلا يستطيع أن يبني ما عجزنا نحن عن بنائه..اليس هذا المطلب من المطالب الذي يجب ان تتبناه اللجان التربوية سواء في البرلمان او في مجالس المحافظات..اليس من واجبات اللجان التربويه هذه ان تكون لها ستراتيجية تسير عليها لرسم ملامح تعليم متطور في بلد غني وفيه نظام تعليمي قديم يفخر به...للاسف الشديد لم نر أي دور فاعل لهذه اللجان التي اخذت على عاتقها مهمة التعليم في العراق
أي منجز لهذه اللجان ممكن ان تفخر به على مدى 10 سنوات ما بعد ادبار الدكتاتورية.....لازال اطفالنا يعانون من قلة المباني المدرسية والدوام الثلاثي والاكتظاظ في اغلب المدارس في المدن