طلبة قسم الإعلام في جامعة ذي قار يُصدرون صحيفة على نفقتهم الخاصة !!/ياسر البراك

Mon, 15 Apr 2013 الساعة : 23:17

أصدر مجموعة من طلبة فرع الصحافة في قسم الإعلام التابع لكلية الآداب في جامعة ذي قار مطبوعاً بعنوان ( صدى الإعلام ) على نفقتهم الخاصة ، والمطبوع عبارة عن صحيفة بأربع صفحات تمثل مشروع تخرّج هؤلاء الطلبة في القسم المذكور للعام الدراسي 2012 – 2013 وهم كل من ( أرشد وداد داود ، وأحمد عبد هزاع ، وسرى فاضل حسن ، وسميرة لفتة دحام ) الذين تتشكل منهم هيئة تحرير الصحيفة ، وقد حفل العدد في صفحته الأولى بالعديد من الأخبار المحلية المأخوذة من الشبكة العالمية ( الإنترنيت ) ، فضلاً عن الإفتتاحية التي كتبها الطالب إبراهيم العسكري بعنوان ( بيوت الصفيح ) التي ناقش فيها أزمة السكن في العراق ولجوء العوائل الفقيرة إلى علب الصفيح المليئة بالطين لإتخاذها جدراناً تقيهم من حر الصيف وبرد الشتاء ، بينما حفلت الصفحة الثانية ( تقارير ومقالات ) بالعديد من التقارير الخبرية عن مجانين الناصرية وكثرة الإعلاميين ومطالبة خطيب جمعة الناصرية بإقرار قانون الضمان الاجتماعي وإنجاز مشروع مرسى للزوارق ، والتي حررها كل من الطلبة : محمد ريسان وحيدر الخفاجي وحيدر الصالحي وأرشد وداد ، فضلاً عن مقالة للطالبة سرى فاضل عن ( الإعلام والعولمة ) ، أما الصفحة الثالثة ( ثقافة وأدب ) فقد جاءت جميع موادها مستلة من الشبكة العالمية ( الإنترنيت ) أيضاً بإستثناء قصيدة من الشعر الشعبي للطالب أحمد عبد هزاع ، وفي الصفحة الرابعة ( الأخيرة ) نقرأ أخباراً متنوعة عن ( عادة خطف العروس في الشيشان ) و( إفتتاح أعلى مطعم في العالم في دبي ) و( مترو موسكو : أعجوبة تحت الأرض ) و( دعوى قضائية ضد شركة للأحذية الرياضية بسبب إعلان خادع ) و( أغرب طريقة للإستيلاء على "فيراري" بن علي ) و( خطة لجعل مدينة الأقصر أكبر متحف مفتوح في العالم ) وهي جميعها مستلة من الشبكة العالمية ( الإنترنيت ) بإستثناء عمود صحفي كتبه الطالب حافظ آل بشارة تحت عنوان ( أبواق تواجه النهاية ) يتحدث فيه عن بعض السياسيين والإعلاميين العراقيين الذين مازالوا يحنون إلى النظام السابق عبر خدمتهم لبعض الأنظمة العربية التي تريد إجهاض التجربة الديمقراطية الفتية في العراق ، ومادتين أخرتين ( معاني الأسماء ) و ( من غرائب الملكات ) إستلهما كل من الطالبين أحمد عبد هزاع وسميرة لفتة دحام من مصدرين لم يشيرا إليهما .
وإذ نشد على يد هؤلاء الطلبة الإعلاميين الذين إستطاعوا أن يُصدروا صحيفة بجهودهم الذاتية في الوقت الذي أخفق فيه قسم الإعلام أن يُصدر صحيفة على مدى أربع سنوات من عمره لأسباب واهية أغلبها لا يتعدى الروتين الإداري والمالي على الرغم من وجود كفاءات مهمة فيه من أساتذة متخصصين في ميدان الصحافة والإعلام ، فإننا ندعو إلى ضرورة متابعة مثل هكذا جهود طلابية وتقويمها سواء على مستوى تحرير الأخبار والمتابعات والتقارير والإستطلاعات والأعمدة الصحفية ، والإشارة إلى مصادر الأخبار ، أو على مستوى التبويب والإخراج الصحفي ، لأن ذلك يُعد من أساسيات التدريب العملي للطلبة في ميدان الممارسة الصحفية ، ناهيك عن ضرورة أن يتبنى القسم دفع تخصيصات مالية للطلبة لإنجاز مشاريع تخرجهم لأن هذه المشاريع ينبغي أن يتم توثيقها وأرشفتها ووضعها في مكتبة القسم ، لا أن يتحمل الطلبة أعباءً مالية من أجل إنجاز مشاريع تخرجهم فنحن لسنا في دولة فقيرة لا تستطيع أقسام الإعلام في كلياتها دفع بضعة الدنانير لتدريب طلابها على الممارسة الصحفية العملية لأن ذلك أبسط حق من حقوق الطلبة على كلياتهم .      

Share |