بين الازمتين السورية والكورية الشمالية وأثرهما في الشرقين الاوسط والاقصى/عبد الامير محسن ال مغير

Sat, 13 Apr 2013 الساعة : 22:38

منذ عام 1953 عندما انتهت الازمة الكورية بانبثاق دولتين في شبه الجزيرة شمالية وجنوبية ما فتأت الولايات المتحدة تحاصر كورية الشمالية بكل ما أوتيت من جهد متعمدة بخلق المشاكل لإبقاء قواتها ترابط في اليابان وكورية الجنوبية وكثير من الرؤساء الكوريين الجنوبيين يظهرون امتعاضهم من سياسة الاذلال التي تفرضها الولايات المتحدة على بلدهم واذا كانت اليابان قد هزمت بالحرب العالمية الثانية فكوريا الشمالية لم تكن كذلك وحتى الشعب الياباني لا يمكن ان يتحمل والى الابد جريرة حكامه آنذاك ولم تعد الولايات المتحدة حامية للسلام والامن الدوليين كما تزعم لا بل انها اضحت تشكل اكبر المخاطر عليهما لبقائها تعيش العقلية الاستعمارية الاستحواذية على خيرات الشعوب ومحاولة الامعان بأذلالها فعند اول شعور امريكا بمحاولة كورية الجنوبية بالامتعاض من تواجدها على ارضها تختلق ازمة جديدة لتمارس الضغط عليها من خلال اثارة جارتها الشمالية ولولى التواجد الامريكي لتوحدت الكوريتين منذ امد بعيد واذا كانت امريكا تحاصر دولة كبرى كالصين بطائراتها التجسسية اذن كيف تعامل كورية الشمالية والأساليب الامريكية متشابه فيما يحصل في سورية وكورية الشمالية فكلا البلدين مستهدفان بحكم توجهما الوحدوي ومناهضتهما العداء بالتواجد العسكري الامريكي في المنطقتين واذا كانت امريكا تعتمد العسكرة المباشرة في جنوب شرق اسيا فأنها اعتمدت اكثر من ذلك في الشرق الاوسط كعصابات القاعدة والقواعد الامريكية في قطر والخليج واسرائيل كقاعدة متقدمة لها في هذه المنطقة وانها اجرت حروب مباشرة في الشرق الاوسط وخسرتها وتسببت لها بأزمة اقتصادية حاليا ولو كان الردع النووي موجود في هذه المنطقة لأصبحت امريكا في وضع مختلف بعدم زج نفسها في احداث الشرق الاوسط لذا نرى الاسلوب المبني على الاحتيال والنصب في منطقتنا هذه فيما هو متبع في الازمة السورية بزعم عدم تسليح العصابات الارهابية في سورية ويظهر فيما بعد انها تدرب المرتزقة وتدفع بهم مسلحين من خلال الحدود الاردنية والتركية والامريكان يعرفون جيدا هم وحلفائهم البريطانيون والفرنسيون بان رخاء بلدانهم مبنيا على بقاء شعوب الشرق الاوسط اسيرة لمخططاتهم وهم يتبادلون الادوار فعندما يصرح جون كيري متفقا مع لافروف بالزام المعارضة السورية بتشكيل وفد للتفاوض مع الحكومة في سورية يظهر هولاند وكاميرون في مؤتمر الثمانية الاخير يعارض ذلك والولايات المتحدة ظهرت غارقة الى اذنيها في الاساليب الارهابية فهي ليس تدعم القاعدة وانما بسياستها كدولة تعتمد الاسلوب الارهابي فقد صرح اخيرا احد القادة الامنين الاردنيين بان الاردن قد اجبر بقيام الاستخبارات السعودية والقطرية على ادخال اعداد من المرتزقة الى سورية عبر حدوده حيث اعدوا ودربوا من قبل المخابرات الامريكية ايضا وان الاردن تمانع في اقامة منطقة عازلة على الحدود السورية الاردنية ولا يصدق احد بان امريكا عندما تطلب من اوردكان وحكام السعودية وقطر ايقاف دعمهما للعناصر الارهابية ويخالف لها امر من قبل هؤلاء فان ذلك مستبعد كليا حيث وزير خارجيتها يتنقل وراء مؤتمرات ما يسمى بأصدقاء سورية واخرها سيعقد في اسطنبول وفي المؤتمر الذي عقد اخيرا في دهوك تكشفت الكثير من الاوراق والتوجهات وقسم منها يستهدف وحدة العراق وبان الاقليم سيكون له توجهات نحو شمال الحدود السورية وسيعهد له بأدوار هامة في هذه المنطقة وهذا ما نوهنا عنه فيما مضى ويقول الكاتب (علي السمان) في مقابلة يوم 11/4/2013 في قناة روسيا اليوم ان الابقاء على تسمية ما يسمى بثورات الربيع العربي اصبح امرا مضحكا ومع الاقرار بان الشعوب قد عانت الكثير من حكامها في شمال افريقيا الا ان كل شيء صودر الان حيث القاعدة والاخوان هم حلفاء رأيسيين للولايات المتحدة والغرب وسيوصلون مصر بصورة خاصة الى طريق مظلم سيما في المسالة الاقتصادية وسيستتبع ذلك بالانهيار السياسي لارتباطهما ببعضهما البعض في هذا العصر ومما هو مضحك حيث ينحو (فهد المصري) المسؤول الاعلامي لما يسمى بالجيش الحر ينحو باللائمة على الحكومة السورية بانها هي التي فتحت الحدود لزمرة القاعدة بالدخول الى سورية لتشويه سمعة جيشه الحر و يا لذلك من بؤس في التفكير حيث ان سورية كدولة وشعب التي ابتليت بحرب كونية من مجاميع من العصابات والتي اقرت اغلب الدول الاوربية بان بعض مواطنيها قد اشتركوا في هذه الحرب حيث ما يدفع من رواتب وتسليح وكلفة نقل من قبل قطر والسعودية ويتم الاعداد والتدريب والدخول من قبل اوردكان ولا يكفي لفهد المصري ان يعلن من يسمي نفسه بالبغدادي مسؤول ما يسمى بجبهة النصرة بالعراق بتوحيد جبهتي النصرة في كل من العراق وسورية بقيادة الخليفة المزدوج مع اوردكان (الظواهري) وفي كل يوم يمر تتكشف ابعاد اللعبة بما يثير الالم والسخرية معا حيث يصرح احد الساسة الامريكيين بان امريكا تروم استهداف بعض جموع جبهة النصرة بطائرات مسيرة ومثل هذه الخدعة الرخيصة ليس بعيدة عن الاسفاف الامريكي حيث سبق ان اكتشفت ابعادها في كل من افغانستان وباكستان واليمن فالأمريكان هم في حقيقة الامر في ورطة ربما اكثر بكثير من اوضاع الحرب العالمية الثانية او مشكلة فيتنام ففي منطقتي جنوب شرق اسيا والشرق الاوسط تتمخضان عن توجهات واحداث خطيرة لمواجهة النفوذ الامريكي وكلتاهما خطرتين وتهددان بأنهاء المصالح الامريكية بنتيجة التهديد الامريكي للسلام والامن الدوليين في هذه المرحلة فأما ان يعم السلام الدائم للشعوب او يتعرض العالم لحرب نووية والخطر يكمن كون العقلية الامبريالية الامريكية مستميته في الدفاع عن مصالحها بأساليبها القديمة خصوصا وان اللوبي الصهيوني هو المسيطر على المقدرات الامريكية لذا نجد امريكا حاليا تلتمس من الصين التدخل لتهدئة الموقف في جنوب شرق اسيا وهذا هو احد اوجه التراجع السياسي الامريكي والخطر الثاني في الشرق الاوسط لما يؤزم ويعقد المسالة السورية ارتباطها على ما يبدو بالقضية الفلسطينية فطموح نتنياهو يسحق جميع الآمال في اقامة دولة فلسطينية فقد صرح عند اجتماع جون كيري به اخيرا بان اسرائيل تشترط قبل الدخول في مفاوضات اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية وعدم ايجاد اي تصالح بين من يحكمون غزة وعباس في الضفة الغربية وهنا ينكشف اللغز الذي تتبعه اسرائيل وتنقاد له امريكا في ابتلاع الضفة الغربية وغزة باتجاه تنفيذ مخطط الكونفدرالية بين اسرائيل والاردن وما بقي من ارض فلسطين والتمدد الاسرائيلي فيما بعد نحو سيناء تمهيدا لأنهاء كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية واعطاء هيمنة كاملة لإسرائيل على المنطقة العربية هذا هو جوهر التوجه الامريكي الجديد في حقيقة الامر حيث يقول جون كيري لدى لقاءه نتنياهو اخيرا بان امريكا ستتبع استراتيجية جديدة اتجاه القضية الفلسطينية وهذا يوحي بان حل الدولتين اصبح وراء ظهر الذين لازالوا يجترونه حيث تجاوز الامريكان والاسرائيليين كل ذلك باتجاه ابتلاع فلسطين نهائيا وان الشعب السوري يدفع في حقيقة الامر فاتورة صموده كشعب مقاوم ومشكلة العرب الان انهم لم يربطوا الماضي القريب بالحاضر لاستشراف المستقبل حيث سبق ان صرح (مناحيم بيكن) عند احتفاله بامتلاك القنبلة الذرية من فرن ديمونة الذي اهدته فرنسا لإسرائيل على اثر قيام الرئيس عبد الناصر بدعم الثوار الجزائريين حيث يقول (بيكن) العبرة ليس بامتلاك القنبلة الذرية وانما بتدمير كل من بغداد والقاهرة ودمشق بها فأذن العرب يواجهون خيارين صعبين اما الاستكانة وبشكل كلي للهيمنة الامريكية الاسرائيلية او المطاولة بالنضال بوجه التوجه الصهيوني والاخوانية والعرب المتصهينين ونرى بان كوريا الشمالية ستجبر الولايات المتحدة بالانسحاب من جنوب شرق اسيا اخيرا كما انسحبت من فيتنام فكل يوم يمر يصلب عود المقاومة الكورية ولها تحمس ودعم من اشقائها في الشعب الكوري الجنوبي التواق الى وحدة شبه الجزيرة الكورية ولابد للولايات المتحدة ان تفكر بحل مثل ما اختارت بانسحابها من فيتنام واقامت خندقا دفاعيا جديدا عن مصالحها في دول جنوب شرق اسيا الاخرى وسيكون دفاعها عن البر الامريكي عبر جزر المحيط الهادي الواسع الذي يفصل بينها وبين منطقة الشرق الاقصى فالحس القومي في هذا العصر لا زال لدية سعة التكامل ولم يعد بان ينظر له كما يقول البعض بانه قد ذوى امام التوجهات الاممية حيث لا زال يدعمه ويغذية التحسس بتباين المصالح وبقاء العقلية الاستعمارية للاستحواذ ولا زالت بعض الامم والشعوب في دور التشكيل ولم تصل الى استكمال وحداتها القومية كالعرب مثلا ولا نرى ان الولايات المتحدة ستتورط كورطتها في اليابان باستعمالها للسلاح النووي لان هذا السلاح اصبح الان ينال منها وبشكل مباشر فقد اعتمدت في حروبها السابقة على مسالتين هما بقاء الشعوب المناوئة لها متخلفة لتمتص خيراتها و المسالة الثانية كونها محصنة بين محيطي الهادي والاطلسي وستنسحب القوات الامريكي من كوريا الجنوبية لان سبب المشكلة الكورية برمته وجود تلك القوات حيث الكوريين الجنوبيين انفسهم مناوئين للتواجد العسكري الامريكي ومن نشئ يافعا لابد من ان يصلب عوده ويشب بوجه الطغاة وستتوحد الكوريتين اما في سورية فالمسالة معقدة حيث من يسيطر على مقدرات السياسة الامريكية هم الصهاينة وحلمهم كبير بدولة اسرائيل من الفرات الى النيل وهو ما ستحققه الكونفدرالية وقد اثبت الجيش العربي السوري بانه جدير بموروث اولئك الاجداد العظماء الذين خاضوا المعارك بوجه الاستعمار الفرنسي بقيادة يوسف العظمة وسيحققون النصر حتما .

Share |