لم يغفروا للبعث و غفروا لقتلة الزهراء عليها السلام/فيصل بن الحاج حسين الكويتي

Fri, 12 Apr 2013 الساعة : 23:34

لاقى قرار مجلس الوزراء العراقي الأخير الذي اتخذه في جلسة استثنائية لتعديل قانون المساءلة و المعادلة (اجتثاث البعث سابقا) هجوم عنيف من التجمعات السياسية المنسوبة لشيعة العراق. يتضمن التعديل السماح لأعضاء فرقة في حزب البعث المنحل بتولي منصب حكومي و امكانية احالة فدائيي صدام على التقاعد. انتقد السياسيون المحسوبون على التشيع هذا القرار لتناسيه معاناة الشعب العراقي المظلوم و عوائل و ذوي الشهداء و يخدش مشاعرهم و يستخف بحقوقهم، فبصفقة سياسية بحتة ينسى هذا التعديل ما حصل لمدينة بلد و الدجيل و سيد محمد و حلبجة و كربلاء و الأنفال و المجازر الجماعية و الهجمات الوحشية على الشيعة و التركمان و الأكراد و الاعدامات و الاغتيالات السياسية و انتهاك الأعراض، بغض النظر عن الجرائم التي انتهكت بحق البيئة كتجفيف الأهوار و تجريف بساتين الدجيل و حرق آبار نفط الكويت و المآسي التي تسببت بها هذه الأعمال اتجاه الموارد الحيوانية و النباتية.

سؤالنا لهؤلاء السياسيين الذين هم للأسف يمثلون شيعة العراق المظلومين و لم يجلبوا لهم إلا الخزي و الهوان: إذا كنتم ترفضون مصالحة حزب البعث الكافر، و ترفضون نسي جرائمه بحق عوائلكم و مدنكم، فلماذا نسيتم ظلامة الزهراء عليها السلام و رضيتم بأن يبقى قتلتها مقدسين و محترمين في المناهج الدراسية التي يتعلمها أبناءنا يوميا؟ لماذا لا تزال شوارعنا في بغداد و غيرها من المدن و كذلك محافظاتنا و جامعاتنا تسمى بأسماء حفنة من المتوحشين و أبناء السفاح و المستخنثين الذين قتلوا الزهراء عليها السلام و لم يحترموا حرمة بيتها و قتلوا أئمتنا و طاردوا شيعتهم في كل أرض؟ إن إبقاء مثل هذه الأسماء في الكتب الدراسية و على لوحات الشوارع يصب الزيت على نار الطائفية في العراق و لا يطفيها. أما تعلمون أن في تقديس و الترضي عن قتلة الزهراء و قتلة أبنائها في وسائل الإعلام و المناهج الدراسية استهزاء بمشاعر الشيعة الروافض الأبرار في شتى محافظات العراق و خارجها؟ لماذا لا يتم حل هذه المشكلة الطائفية بتبديل المناهج الدراسية و حذف تقديس كل شخصية يختلف عليها المسلمين و إبقاء من نتفق بصلاحهم و عدالتهم كأئمة أهل البيت عليهم السلام؟ و كذلك الأمر بالنسبة لأسماء الشوارع و المحافظات و الجامعات و غيرها. هل يرضى مخالفونا بأن نسمي شارع رئيسي في بغداد باسم أبو لؤلؤة النهاوندي الذي نحن نقدسه و نجله؟ هل يرضون بأن نعلّم أبناءهم فضائل أبو لؤلؤة في المدارس الحكومية و نجبرهم على أن يقولوا "أبو لؤلؤة رضي الله عنه و أرضاه"؟ إن كان الجواب لا، فلماذا يجبروننا على أن نرضى بالمثل لنمشي في شوارع و نذهب إلى جامعات و نزور محافظات سميت بأسماء قتلة الزهراء و أبناءها المعصومين عليهم أفضل الصلاة و السلام؟ و لماذا يرودون أبناءنا أن يتعلموا حب و تقديس من غصب ولاية أمير المؤمنين عليه السلام و حرق باب فاطمة الزهراء عليها السلام؟

السؤال الأكبر هو: لماذا يرضى بمثل ذلك من يمثل شيعة العراق في العملية السياسية؟ لقد عقد ساسة العراق المحسوبين على التشيع صفقة سياسية سبقت الصفقة الحالية التي تتمخض بالعفو عن البعث و نسيان جرائمة، عفت فيها تلك الصفقة المنسية عن من قتل بضعة رسول الله صلى الله و آله و كسر ضلعها و غصب حق بعلها و لم يراعي حرمة أبناءها المعصومين و حق شيعتها المظلومين. لماذا تعتبرون جراحات أهالينا و أبنائنا خطوط حمراء و ترضون بأن تدوسوا على جراحات الزهراء عليها السلام؟ أدماء الزهراء رخيصة عندكم؟

تروي الروايات أن الزهراء عليها السلام بعد استشهاد رسول الله و ما جرى على بعلها و حرق بابها صاحت: يا أبتاه ماذا لقينا بعدك من ابن أبي قحافة و ابن الخطاب.

لقد نسيت الجماعات السياسية المتسترة بلباس الدين و العمائم العفنة استغاثة الزهراء عليها السلام و لم يجلبوا لناخبيهم إلا الفساد و الفقر و الجوع و العنوسة و البطالة و ارتفاع معدل الانتحار و فيضانات تغرق مدننا و قرانا و حياة بلا كهرباء و مياه غير صالحة للشرب و أفضع من ذلك جلبوا لنا الذل و الهوان حتى أصبحنا نحن الأغلبية نتعلم أن قتلة أنبيائنا و أئمتنا قد "رضي الله عنهم و أرضاهم."

اللهم اخذل من خذل الزهراء عليها السلام و ارزقنا من ينصرها و بذلك فقط ستعود كرامتنا و تتحسن أوضاعنا  

Share |