كذبات كبرى/عقيل عبد الجواد

Fri, 12 Apr 2013 الساعة : 23:22

عندما نتعب من الصراع مع الحياة ونفشل في هزيمتها يكون حلنا الأخير خلق عنوان موهوم لا وجود له دوره انه بديل عن اعترافنا بهزيمتنا ويجنبنا وقفة مواجهة صريحة مع الذات .
- كرة القدم توحدنا / نكتة شعبية وهي أول هذه الأقنعة ولا افهم هذه العبارة إلا من خلال ان السنة والشيعة والأكراد يشتركون في أنهم يجلسون أمام التلفزيون في نفس الوقت يشجعون نفس الفريق . اما بعد ان تنتهي المباراة السحرية يخرجون بشعور انتعاش ايجابي متأتاه عالم آخر فيبدأون بالعناق وينثر احدهما الورود وسعف النخيل على الآخر بل ان من اثر هذه الفيوضات الوحدوية ان الارهابيين والمفخخين يحتاجون لأسابيع ولربما أشهر حتى يخرجوا من جو مباراة كرة القدم التي وحدت الأخوة وبالأخص اذا فاز المنتخب , وهذا ما لا اعتقده .

- أخوة سنة وشيعة وهذا الوطن ما نبيعة / وهي كذبة الوهم الوطني . نحن أخوة ابتداءا ً لكن الأخّوة لم تمنع قابيل من قتل هابيل ولم تمنع الأخّوة رب العالمين من ان يعتبرها جريمة . أنها تصلح كقاعدة لنقيم بناء المحبة والاحترام عليها هذا صحيح أما ان نفعل العكس ويصبح الارهابي من قبل أخي مظلوم ويصبح صدام بطل وانا لست ضحية فلا اعتقد أنها إخوة حقيقية بل هي عنوان كاذب يغطي تصرفات عدوانية تقوم على الاضطهاد والاستعلاء .
لكن لها نفع واحد هو تماما ً نفع أخّوة الدم و صلة القربى وهي ان أخاك وقريبك يبقى كذلك مهما حصل بينكما , وكذلك الحال على المستوى الوطني فالإخّوة لن تنفصم حتى ولو جزئنا المركزية . ثم كيف هذا الوطن ما نبيعة وكأني بإيران لم تصبح عمق إستراتيجي للشيعة وقطر وتركيا للسنة أم القضية شعارات فقط .

- ايران حامية المذهب / كذبة عقائدية وبأنهيارها سينهار المذهب في حين ان الدين دين لله ولأنه دينه فهو مكتف ذاتيا ً وفي غنى عن أي دولة وأي انسان .
فهل إيران بمقياس الله والتاريخ البشري أعظم أثرا ً من رسول الله ومن الحسين ومع ذلك فالدين لم يتوقف وجوده على وجودهما . بل انه بمجرد ان اتم رسول الله التبيلغ رفع الله يد حمايته عنه وأصبح عرضة للأغيار ولم يكن الموقف تجاه من صرخ بوجهه انه " يهجر " سورة حجرات تنزل بل جاء وبكل بساطة " ارحل عنهم فارقهم هلم الينا ولك الخيار "
وكذلك لم يدخر الله الحسين لدينه بل شاء ان يرى رأسه مرفوعا ً على رمح . ان ايران هي التي تتعكز على المذهب ولكنها تدعي عكس ذلك فهو موجود قبلها وسيبقى بعد ولاية فقيهها . لكن ما يبهر بخصوصها -اذا كان هناك ما يبهر حول الأنظمة الشمولية - ان دعايتها صورت للشيعة أنها تريد نشر المذهب لكن بالحقيقة هي تجعل منهم جبهات متقدمة لها تعطيها مسافة أمان عن دوائر الصراع . وصور لهم أعلامها أنهم بفقدانها يفقدون حاميهم في حين انها هي بفقدانها لهم ستتضرر أكثر إذ يكون عليها ان تنزل الصراع بنفسها .

- أخشى اذا رحلت ان تنهار الدنيا بعدي / فتمسكوا بي ولا تجعلوني ازعل وارحل عنكم .
ان مسألة ان يصور الانسان نفسه على أنها المحور والمركز للأحداث أمر قديم شمل حتى التفكير الديني وعلى الصعيد النفسي هناك الأنا وحدية وهي ان الانسان هو أصل الوجود وان الدنيا من حوله ما هي إلا مسرح كبير هائل وجد من اجلي وأنه كله سينهار عندما ارحل عنه .
لكن على مستوى الواقع المادي ومستوى العلاقات بين الأشياء ومستوى التأثير فيها فهو محض هراء فالحقيقة الوقحة بعريها والعارية بوقاحتها كن من تكون واثر قدر ما تستطيع فلن آبه لرحيلك وهناك البدلاء عنك عشرات ومئات وسأستمر بعدك وكأنك لم تكن . لذا استخدام هذا الوهم والتعامل معه كحقيقة على المستوى السياسي ما هو إلا بؤس حقيقي من قائله .

- صدام وزع ظلمه بالتساوي بين العراقيين / هذا غير صحيح مطلقا ً فالمسيحيين وبقية الأقليات كانوا بمنأى عنه وكذلك السنة بضمنهم السنة الذين كانوا يعيشون في مناطق الجنوب كال سعدون المهم أن تكون سني . الشيعة والكرد كانوا مضطهدين فقط . والشيعة لم يتساووا بدرجة السوء فشيعة بغداد والفرات الأوسط كانوا اقل شعورا ً بالاضطهاد بل أنهم كانوا يشعرون بان الوضع طبيعي وحتى الآن هم لم يروا ضرورة بالتغيير وليس لديهم أي اضغان وشعور بالظلم من ابناء المنطقة الغربية كما نحن .
شيعة المحافظات الجنوبية كانوا الاسوأ حالا ً البصرة والناصرية العمارة والسماوة ثم تأتي الناصرية والعمارة لتكون بالدرك الاسفل وهو- شرف لهم – شاطروه مع الكرد الفيلية ومن يقول بعكس ذلك فهو مزور لحقائق التاريخ يعلم صدقه قبل غيره ويعلم انه يردد مجاملات لغايات ومناصب .

- الكل يتحمل المسؤولية / نسمع هذا الكلام المبهم دائما ً كتوزيع لمسؤولية الأخطاء وهكذا توزيع غير موجود في العالم فالصحيح كلما زاد قرب الجهة السياسية من أدوات التنفيذ ومن صنع القرار كان تحملها للمسؤولية أكثر من غيرها .

Share |