زلازل ايران المتناوبة تحتّم على العراق الاستعداد لمخاطر الاشعاعات النوويّة المتسرّبة
Fri, 12 Apr 2013 الساعة : 8:00

وكالات:
تعيد الهزات الارضية الارتدادية العنيفة التي ضربت منطقة (بوشهر) الإيرانية القريبة من العراق و دول الخليج العربي، الجدل مجدداً، حول امكانية تأثر العراق بتسربات اشعاعية محتملة ناجمة عن تضرر المنشات النووية الايرانية.
وبينما اثارت مخاطر الزلازل أمس، اهتمام وانتباه الدول المجاورة لإيران ومنها دول الخليج العربي، فان اي ردود فعل سياسية او فنية لم تصدر من الجانب العراقي، وكأنه بعيد ، كل البعد عن الموضوع.
وبحسب المهندس الكيماوي العراقي عامر الزبيدي، الذي درس الفيزياء النووية في بروكسل، في حديثه الى "المسلّة" فان "العراق سيكون اكثر البلدان تأثرا بالإشعاعات النووية المنبعثة من المنشات النووية الايرانية".
واستطرد في الحديث عن احتمالات التسرب الاشعاعي الايراني قائلا "سيكون له اسباب عدة سواء بالزلازل، او الاخطاء الفنية، او احتمال التعرض الى القصف والتدمير من قبل الطائرات الحربية الاسرائيلية".
وكل هذه الاسباب بحسب الزبيدي "ستسبب في تصدع وانهيار المفاعلات ليفلت خطر الاشعاع من عقاله، ومن المحتمل ان يصل الى العراق في غضون مدة لا تتجاوز الساعة، وستكون سحب الاشعاعات الذرية فوق مدن العراق في وقت قصير جدا".
وبينما تتّسم ردود الافعال العراقية بالصمت، فان الدول الخليجية عبرت أمس عن القلق والحذر، من احتمال تسرب اشعاعات نووية من جراء زلزال امس الذي كان بقوة 6.3 درجات على ميزان ريختر في منطقة تبعد نحو تسعين كيلومترا من منطقة بوشهر الإيرانية، وعلى بعد يصل الى نحو 300 كيلومترا من الحدود العراقية.
وكانت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية افادت ان "زلزالاً بقوة 6.3 درجات على مقياس ريختر ضرب امس الثلاثاء منطقة تقع بالقرب من مدينة بوشهر جنوب إيران، فيما شعرت بالهزة الدول الخليجية" .
وبينما أكدت دول خليجية بضمنها الكويت على لسان مدير معهد الأبحاث العلمية ناجي المطيري على "عدم رصد أي إشعاعات حتى مساء الأمس" ، كما نفى رئيس قسم العلوم الفيزيائية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور علي الشكري "اية تسرب إشعاعات نووية" ، وفي وقت تعمل فيه أجهزة الرصد الخليجية على مدار الساعة لرصد أي تبدلات في (الجو) او اية انبعاثات غازية أو إشعاعية ، فان أي تصريح عراقي لم يصدر في هذا الشأن المهم ، مما يثير التساؤل عن مدى استعداد العراق على معالجة اية تسرب اشعاعي يمكن ان يحدث في أي لحظة .
وكانت وكالة الإعلام الروسية نقلت امس عن مسئول في الشركة الروسية التي شيدت محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران ، قوله ان "الزلزال القوي الذي هز ّإيران لم يؤثر في عمليات المحطة ".
ونقلت الوكالة عن المسؤول في شركة أتومستروي اكسبورت قوله :" لم يؤثر الزلزال بأي شكل في الوضع المعتاد في المفاعل ، والعاملون يواصلون العمل على النحو المعتاد ، ومستويات الإشعاع ضمن نطاقها الطبيعي تماما".
وكان زلزال امس الذي لم يشعر به سكان العراق ، اثار فزعاً في دول الخليج العربية بينها قطر والإمارات العربية المتحدة والسعودية ، حيث أُخلِيت الابراج السكنية الشاهقة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية ، وحدث نفس الامر في دبي ، فقد هرع سكان الابراج الى الشوارع.
وكان العراق ابدى في عدة مناسبات قلقه من معلومات تفيد عزم ايران على إنشاء مفاعل نووي إيراني قرب الحدود العراقية ، لكنه لم يشارك الدول المتاخمة لإيران قلقها امس من احتمالات التسرب الاشعاعي بسبب الزلزال.
وأعلن العراق في وقت سابق، انه "سيتخذ التدابير الدبلوماسية ، بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدرء مخاطر محتملة ناتجة عن إنشاء منشآت ذات طابع نووي بالقرب من حدوده ".
ووجد العراق نفسه في العام 2012 ، طرفاً مهماً في المشكلة النوية الايرانية حين استضاف جولة المحادثات بين الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الإيراني وطهران.
لكن العميد الطيار المتقاعد سعدون الدليمي المقيم في بلجيكا يرى في حديثه الى "المسلة" ان " اكبر تهديد يمثله التسرب النووي من ايران، حين تحين اللحظة التي تقرر فيها اسرائيل توجيه ضربة للمنشات النووية الايرانية".
ويسترسل الدليمي "عوضاً عن التسرب الاشعاعي المتوقّع ، فان العراق سيجد نفسه ايضا طرفاً رئيسياً في المشكلة اذا ما اختارت الطائرات الاسرائيلية ، العراق ، طريقاً لتحقيق اهدافها في قصف العمق الايراني".
وزاد في القول "ما يزيد من هذا الاحتمال ، ضعف الرادارات العراقية ، وقصر المسافة عبر العراق الى ايران ، ممّا يعزز اختيار ايران هذا الطريق ، لضرب ايران بنحو مائة طائرة بحسب ما يخمّنه خبراء" .
المصدر:المسلة