يافرعون مين فرعنك-عقيل الموسوي ـ المانيا
Thu, 14 Jul 2011 الساعة : 17:55

لن أنسَ ذلك اليوم الذي وصلت فيه رومانيا في بداية العام 1997 والوجل الذي اصابني حين شاهدت بعض العراقيين وهم يحملون هواتفهم النقالة داخل محفظات عُلّقت بأحزمتهم , عندها تبادرت الى ذهني صورة رجال الامن الصدامي وهم ( يتعيقلون ) بأظهار جزء من مسدساتهم وما تتركه تلك الصورة من ردّة فعل لدى غالبية الشعب العراقي , خصوصا وانه لم يمضِ على خروجي من العراق سوى اربعة ايام , تذكرت هذا الموقف حين وصلني ايميل من شخص اكثر من عزيز على قلبي متزامناً مع مكالمة هاتفية من احد اصدقائي , والاثنان ينصحان الى عدم التطرق لمواضيع من شأنها تعريض حياتي لخطر محتمل , بعد ان اطّلعا على احدى مقالاتي التي عبّرت فيها عن وجهة نظري بشئ من الجراة ربما .
في الحقيقة لم تكن هكذا مواقف هي الاولى من نوعها فقد وصلتني نصيحة قبل فترة ليست بالبعيدة , وانا اذ اشكر اصحاب هذه المواقف الاخويه وأثمّن مشاعرهم النبيله فأني استغرب أنْ لايزال البعض يخشى سطوة الحكومة حتى بعد كسر حاجز الخوف على مجرد رأي انا على ثقة تامة بأنْ لا احد منهم سيطّلع عليه , لأنهم تركوا القراءة منذ زمن ونزلوا يتسابقون لجمع الغنائم , الامر الذي قد يعرّضهم الى عملية التفاف من الخلف ( لو ان ابا خالد لازال على قيد الحياة ) , اما لو فرضنا ـ وفرض المحال ليس بمحال ـ أن المعنيين قد اطّلعوا على ذلك المقال والاف المقالات الاخرى التي سبقت والالاف التي ستلحق فلا اعتقد ان الامر سيُخجلهم , وابلغ ما سيقولونه بداخلهم انه ليس اكثر من (ـــ) في سوق الصفافير .
من ناحية اخرى اذا كان ثمة سطوة وجبروت للحكومة واعضائها والسادة المسؤولين فالأجدر بهم تسليطها باتجاه الارهاب والفساد والقتل و..و.. وأنا لله وانا اليه راجعون , وهل ماقلته الّا ضمن التعبير عن الرأي الذي هو حقٌ كفله لي ولغيري الدستور الذي صاغوه بأنفسهم وخطّته أناملهم النظيفه ؟؟ وكيف أخاف من سرقوا ولا يخافون انهم سرقوا ؟؟
أن جلَّ ماأخشاه ان يكون السكوت على كل شئ يجري وتحت ذريعة الخوف من السلاطين سوف يؤسس لديكتاتورية جديدة , الأمر الذي سيجعل الخوف ينبت في قلوب الناس من جديد وهذا مايعزز الشعور لدى المسؤولين بأنهم ذوو شأن عظيم ولديهم القابلية على أخافة الشعب , والذي بدوره سيترجم المثل المصري الشهير ( يا فرعون مين فرعنك قال ما لا قيتش حد يرد عليه )