حوار مع الاعلامية هناء الداغستاني/سلام خماط

Wed, 10 Apr 2013 الساعة : 0:53

* الاعلامية هناء الداغستاني : لا يوجد اعلام حر في كل العالم.
* التخبط وعدم وضوح صورة الخطاب الاعلامي ودخول بعض الطارئات يجعلني افكر كثيرا
بعدم العودة للعمل الاعلامي .
*أصبح الاعلام مهنة من لا مهنة له وهذا ينطبق على الادب والصحافة كذلك.

فكرها المستنير وآرائها البناءة تجعلك تقف وقفة تأمل أمام موسوعة إعلام زاخرة بالخبرات والثقافة والفكر الراقي ،ردود فعلها الهادئة في حوارها مع الجميع وتعاملاتها ومخاطباتها تعتبر نهجا وسلوكاً معروف في أساليب حياتها .
الإعلامية هناء احمد الداغستاني انطلقت من تلفزيون العراق بعد تخرجها من كلية القانون دخلت دورة في المعهد الاذاعي والتلفزيوني للتصوير ونجحت فيه لتدخل عالم الاذاعة والتلفزيون هذا العالم الذي احبته وعشقه وكان البرنامج الاذاعي مساء الخير مساء الهنا هو الاقرب الى قلبها وقلوب محبيها.... وعرف عنها المهنية العالية وسعة الاطلاع والثقافة المجتمعية وهي الصفات التي يجب أن تقترن بالمذيعة والإعلامية الناجحة .
وقد أثبتت هناء جدارة في تقديم العديد من البرامج الاجتماعية والمنوعة فضلا عن قراءة النشرات الإخبارية وتميزت بإدارة الحوار الهادئ والابتسامة الدائمة مما اكسب برامجها سهرة الخميس طابعا مميزا للتواصل مع الجمهور وكسبها المحبين لها,هذا البرنامج بالذات كان من البرامج الصعبة كونه يبث على الهواء مباشرة والذي كشف عن قدرة هناء وكفاءتها الاعلامية العالية ,كان لي معها هذا اللقاء والذي بدأته من هنا :
في حياتك محطات منها الادبية والصحفية والإعلامية اي من هذه المحطات اضافت لك اضافة معينة ؟
كلها اضافت لي وأعطتني الكثير فالتلفزيون اضاف لي حب الناس وزاد من رصيدي عندهم وما زال بالرغم من غيابي الطويل والإذاعة اضافت ورسخت هذا الحب الذي جعل مني اسما محببا لديهم وكتابة المقال والقصة القصيرة اضافت مسؤوليات اخرى على عاتقي لنقل الواقع الذي نعيشه بمختلف جوانبه والشعر أضاف لي مسحة من الجمال الروحي والراقي وافرغ ما في جعبتي من كلام يمس شغاف القلب والترجمة اضافت لي المعرفة عن قرب على العالم وسهولة الحديث معهم وبساطة التعامل معهم والصحافة اضافت لي المعلومة والتقرب من الناس اكثر وكل واحدة منهن اثرت شخصيتي من جميع النواحي ولذلك انا اعشقهن عشقا لا مفر منه.
ما هي اهم التحديات التي واجهتك في حياتك الاعلامية ؟
تحديات عديدة لكنها زادتني عزما على المضي قدما واثبات الوجود بالرغم من العراقيل التي كانت توضع هنا او هناك ولكني اجتزتها وتركت بصمة اشكر الله عليها وذلك من خلال اصراري على التعلم دائما وابدا والبحث عما يمكنه ان يزيد من معرفتي وثقافتي وقدراتي.
هل يكفي المذيعة ان تكون مثقفة وتجيد الحوار ام يشترط الجمال اضافة الى ذلك ؟ وما هي شروط نجاح المذيعة ؟
عليها ان تكون مثقفة وتجيد الحوار الذي يتأتى من كونها تمتلك معلومات كافية وتكون سلسلة في الطرح والحوار ولا يشترط ان تكون جميلة ولكن تكون مقبولة الشكل ومواصفات المذيعة هي ان تجيد اللغة العربية وذات جمال هادئ وماكياج طبيعي وتبتعد عن عمليات التجميل التي قد تقتل ملامحها وان تبتعد عن التقليد الاعمى للمذيعات العربيات الذي يشوه شخصية المرأة العراقية وان تلتزم بالملابس البسيطة البعيدة عن المبالغة او الفاضحة لان عليها احترام الناس الذين تدخل بيوتهم دون استئذان وان يكون لها حضور واضح ومؤثر على المشاهد بحيث ينتظر اطلالتها بفروغ الصبر وينشد الى جاذبيتها في كل شيء.
ما هو اللقاء الذي تعتبرينه لقاء مستفزا ؟
اللقاء المستفز هو الذي تكون فيه المقدمة في واد والضيف في واد اخر وتحاول ان تفرض نفسها لتقنع المشاهد انها مثقفة وهي التي لا تعرف الجوك من البوك او تحاول ان تستفز الضيف وتهمش دوره في الحوار وتحاول استصغاره وتحجيم دوره او انها لا تمتلك معلومات كافية عن موضوع الحوار او يكون شكلها وماكياجها وملابسها غير ملائمة لطبيعة الموضوع او الحوار.
بمن تأثرت من المذيعات العراقيات ؟
مع اعتزازي بهن جميعا ولكني لم اتأثر بأي واحدة منهن لاني ادخلت التعليق على كل مادة اقدمها وكنت جريئة في التقديم والطرح اضافة الى اسلوبي المختلف وربما كانت شخصيتي واضحة بينهن مع احترامي لهن جميعا لأنهن كن رائعات.
هل الشهرة تؤدي الى تضخم الانا لدى المذيعة الناجحة ام انك تعتبرين مهنة المذيعة كوظيفة عادية ؟
كما تعرف فان دائرة الاذاعة والتلفزيون كانت حكومية اي بمعنى اننا كنا موظفين حكوميين فيها وأنا لم أشعر بتضخم الانا لأنها لم تكن موجودة عندي ولا احبذها وليس للشهرة دخل في تضخيمها فأنها قد تكون موجودة حتى عند غير المشهورين ولم اتعامل معها ابدا والشهرة زادت من مسؤولياتي تجاه بلدي ومجتمعي كي انقل الصورة الجميلة والراقية للمرأة العراقية بشكل عام.
يقول البعض ان البرامج الترفيهية ما هي إلا اداة لصرف المواطن عن قضاياه وهمومه التي لم تعالج ؟
على البرامج الترفيهية ان تكون ذات مغزى عميق يوصل الفكرة الى المتلقي بشكل بسيط وان تكون ذات هدف واضح ولا اعتقد انها تشغله دائما وإنما تريحه في غفلة من الزمن او الوضع المتعب الذي يعانيه لكن عليها ان تفتح له ابوابا يتنفس من خلالها لا ان تكون مجرد للترفيه لأنه سيسأمها بعد فترة من الزمن ولذا فهي تعتبر من اصعب البرامج لان الحكم عليها يكون قاسيا جدا في حال فشلها.
كيف تنظرين للواقع الاعلامي للصحفيات والإعلاميات والأديبات والفنانات العراقيات؟
بالرغم من الانفتاح الكبير في مجالات الاعلام والأدب والصحافة إلا اننا نرى عدم وجود الكوادر المؤهلة لذلك إلا قليلا فنعم توجد هناك من اثبتت وجودها وفرضت شخصيتها ولكن مع الاسف هناك من دخلت الى هذه المجالات وهي لا تفقه شيئا عنها وأصبح الاعلام مهنة من لا مهنة له وهذا ينطبق على الادب والصحافة اما بالنسبة للفن فقد تراجع كثيرا وتدهورت فيه الاغنية على سبيل المثال لا الحصر من خلال الكلمات واللحن والصوت وهذا ينسحب على التمثيل والمسرح بالرغم من وجود عمالقة لدينا في هذه المجالات يشار لهم بالبنان ولكن دعمهم قليل وهذا ما يحز بالنفس .
خلال عملك في التلفزيون ما هو الشيء الذي لازال عالقا بذاكرتك حتى الان ؟
كل شيء مازال عالقا في ذهني من الشارع المؤدي للدائرة الى الاستعلامات مرورا بالمكاتب وصولا للاستوديوهات والعاملين فيها وزميلاتي وزملائي وكل شيء فيها راسخ في ذهني واشتاق له كثيرا.
كيف وفقت بين عمل البيت والعمل الاذاعي عندما كنت في الخدمة ؟
لم يكن سهلا ابدا ولكن عشقي لبيتي وعملي جعلني اجتازه واذلل كل الصعوبات التي كانت تواجهني فقد كنت الام والموظفة والمدرسة والطباخة وربة البيت ولكني عبرت المرحلة بسلام لاني عشقت بيتي وعملي وركزت اهتمامي ورعايتي لهما والحمد لله وفقت فيهما.
ما هو الشيء الذي يمنعك من العودة الى التلفزيون ؟
لاشيء يمنعني من العودة ولكن التخبط وعدم وضوح صورة الخطاب الاعلامي ودخول بعض الطارئات يجعلني افكر كثيرا لان سياقات العمل اختلفت وأصبحت لكل فضائية كادرها الذي يعبر عن خطاب مالكها مع العلم ان المهني لا يقبل بذلك لكنه يحسب عليه وندور في حلقة مفرغة لا طائل منها.
الاعلام في العراق بعد عام 2003 هل هو اعلام حر ام اعلام متحرر؟
لا يوجد اعلام حر في كل العالم لأنه يتقيد بشكل او بأخر بالبلد وما فيه من كل النواحي اما بالنسبة للإعلام المتحرر فانه موجود وبدأت انعكاساته واضحة في الكثير من مفاصل الحياة وهناك من يروج له لغرض ما في نفس يعقوب.
ما هي نصيحتك للإذاعيات الشابات؟وعلى من تشيرين وتعتقدين بان لهن مستقبل واعد؟
كن عراقيات مئة بالمئة في كل شيء ولا تقلدن احدا لا نكن جميلات وافرضن شخصية المرأة العراقية واجعلن العالم يعرف من انتن ولاتنسن الثقافة وابتعدن عن الماكياج الصارخ والملابس غير اللائقة واعطن للغة العربية حقها وأتمنى ان تتركن بصمتكن التي لاتنسى .
 

Share |